ثمانيني يجوب العالم في 27 عاماً
جال الثمانيني الهندي، سنكر رانجان رويتشودري، في أصقاع الأرض، ليس خلال 80 يوماً كما في رواية الكاتب الفرنسي جول فيرن، بل شيئاً فشيئاً على مدى 27 عاماً، حيث يحمل حالياً في جعبته 30 رحلة إلى 125 دولة بما في ذلك القطب الشمالي، زارها مرتدياً الزي التقليدي الهندي، الكورتا والدوتي.
وفي لقاء أجرته معه صحيفة "التلغراف" الهندية في موطنه بكالكوتا، قال إنه ما كان ليغامر لولا صديق له عاد من إنجلترا وأخبره أن عليه الخروج ولو لمقارنة حالة الهند مع البلدان الأخرى.
في عام 1989 قام بتسييل مدخراته وادخار ايراداته للتوجه إلى أوروبا، وقرر أنها لن تكون الأخيرة. فتوجه بعد ثلاث سنوات إلى الولايات المتحدة.
ويذكر أن البنك الاحتياطي الهندي في تلك الأيام كان يتيح لشخص السفر إلى الخارج مرة كل ثلاث سنوات. كما يذكر وجود شيء مميز يسمى "مخطط المسافر الأجنبي" التي يمكن للشخص بموجبه أن يشتري رحلة بـ 500 دولار كحد أقصى.
ومن أجل خفض التكاليف، كان يحمل طعامه معه أينما توجه، من المأكولات المجففة.
اما بالنسبة إلى الإقامة، يقول رويتشودري: "أدركت من خبرتي أن كل دولة لديها نوع من ترتيبات لعامة الناس. كنت أبحث عموما عن نزل للشباب او عنبر للنوم"، ويضيف: "كنت أبعث برسالة وأبلغهم بشأن زيارتي. لا يتم قبول الحجز الخاص بي، لكن في كل مرة كان المدراء يجرون بعض الترتيبات لاستيعابي".
سنحت له فرصة البقاء بضعة أيام في منزل رجل من الأسكيمو، ويتحدث بحماس عن المسافات الطويلة والزلاجات التي "لا تجرها الكلاب بل الدراجات الهوائية"، وعن تجربة السير على الجليد والانزلاق والوقوع مجدداً.
يقول إن رجل الأسكيمو أشفق عليه وحجز له زلاجة تقودها امرأة، وقد ذهب في رحلة صيد الدب القطبي معه، وتفاجأ أن اللحم يجري تقاسمه بين 160 شخصاً ما يصل إلى 25 إلى 30 عائلة، تناول لحم الدب الذي يقدم بعد غليه من دون ملح حتى، كما تناول لحم الكلاب المشوي في كوريا الجنوبية، ولحم الثعبان والجياد والياك في الصين، والجراد المقلي في بانكوك.
توقف عن السفر منذ عامين، بعد أن تعلم الكثير عن الناس والثقافات. علمته تجاربه أن المجتمعات مختلفة لكنها متشابهة أيضاً، لكن ما أفاده أكثر كان احتفاظه بحالته الذهنية وقدرته على الشعور في موطنه أينما كان.
