إبداعات و«علامات رحّالة» تستلهم قصص 6 أبجديات

هدى أبي فارس تحكي عن الأعمال المعروضة خلال الجولة الإعلامية | تصوير: أحمد بدوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

من خلال المجسمات الفنية، والحلي والمجوهرات، والأزياء، ومنسوجات، وقطع الأثاث، وفنون الخزف، يمكن استكشاف معرض «علامات رحّالة:

أسفار الخطوط العربية»، الذي يفتتح أبوابه للجمهور بدءاً من يوم غد السبت في معرض 421 في ميناء أبوظبي، وللاطلاع على محتويات المعرض نُظمت صباح أمس جولة إعلامية، بإشراف القيمة الفنية د.هدى سميتسهوزن أبي فارس، المدير المؤسس لمؤسّسة خطّ ودار نشر خط بوكس.

ومن خلال أكثر من 6 لغات من أكثر الأبجديات تأثيراً في التاريخ على مستوى المنطقة العربية، استوحى الفنانون أعمالهم، إذ اعتمدت الفنانة مارغريتا أبي حنا في عملها «يد»، إلى إقامة جسر يصل بين تصميمها الجرافيكي وتصميم المجوهرات، وتحمل كلمة «يد» المعنى ذاته في اللغتين العربية والفينيقية، وهي رمز قديم وقوي يُحمل غالباً في شكل تميمة. وفي هذا المشروع الفني، اكتشفت الفنانة كيف يُمكن استخراج شكل ثلاثي الأبعاد من شكل مسطح مثل الحرف، مما يجعل نحته أكثر من مجرد نتوء واضح.

كتابة التاريخ

أما سارة العقروبي فقدمت عملاً بعنوان «الشمس لا تغرب أبداً عن الإمبراطورية»، استعرضت من خلاله الأفكار الرئيسة لإعادة كتابة التاريخ وتوضيح الحدود الثقافية والسعي للتغيير الجذري، وعبرت عن هذا من خلال الامتداد الشاسع للإمبراطورية الغربية (مثل: الإمبراطورية البريطانية/‏ الإسبانية وغيرهما من الإمبراطوريات)، حيث امتدت أطرافها حتى أن شمس النهار ما كانت تغيب عن أراضيها.

واستخدمت لهذا الخط الفينيقي داعية المشاهد للتفكير في كيفية بناء المجتمعات اجتماعياً وثقافياً، عبر حروف فينيقية على شكل أضواء نيون باردة وأضواء ساطعة، تميل بتصميمها إلى التجريد. بينما استندت زينة المالكي على الخط التدمري، لأنها تعتبره نموذجاً مثالياً لإعادة إحياء الثقافات الأقدم ذات الصلة المباشرة بالهويات المختلفة للشعب، واستمدت تصاميمها من النقوش الجنائزية وصورت الحروف بطريقة رمزية محولة أشكال الحروف ثنائية الأبعاد إلى كائنات مستقلة ثلاثية الأبعاد.

مصابيح السماء

استعان ناصر السالم في عمله بمقتطف من آية قرآنية «ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح»، واستخدم في نقاط الخط العربي بأسلوب مفاهيمي، معتبراً النقاط كأنها نقاط ضوئية والدائرة الخيالية قبة السماء، داعياً المتجول في المعرض للتفكير في أهمية النجوم بصفتها وسيلة ملاحية للمسافرين بحراً والمرتحلين التائهين في الأماكن المجهولة وغير المستقرة.

بينما تستعرض نادين قانصوه التناقضات والتباين بين القديم والحديث، والماضي والحاضر، والجوانب الهندسية والعضوية، عبر خطين مكتوبين بشكلين متباينين، خط المُسند الهندسي مقابلاً للكتابة العربية اليدوية، كدلالة على الطريقة التي يدعم بها علم الآثار منظوراً جديداً للتصميم العصري ذي الثقافة المتجذرة.

ويجاور عمل قانصوه عمل ميليا مارون «كمبانية طريق الحرير الاستثنائية»، والكمبانية هي خليط بدوي من الثقافة العالمية المعاصرة، وهي عبارة عن ثوب تجمع بنيته بين الكيمونو والعباءة. مزجت من خلاله الخطوط ضمن عباراتٍ ذات مغزى في تبادل الثقافات، وطبيعة التحولات والاندماج الناشئ عن الهجرة على الكتابة، وترحالها عبر الحدود على طول مسارات التجارة.

مثل عربي

أما خالد مزينة فقد استعان بالمثل العربي الشهير «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، ليقدم عمله الفني مؤكداً قوة الكلمات باستخدامه الفضة التي عادة ما ترمز إلى الصفاء. وتتألف مجموعته من الأثواب التي يمكن ارتداؤها، تم صنعها باستخدام تقنيات كطباعة الشاشة الحريرية، الخياطة والتطريز، وتتضمن رسم الخط، الرموز وأنماط تتخلل الثوب ذات قوى واقية وسحرية.

في حين استخدم حمزة العمري خط المشق العربي كنقطة انطلاق لعمله «المركب»، فلا يستخدم الحروف العربية مباشرة، بل يوظف خط المشق على وجه الخصوص، وطريقة تفاعل الحروف مع بعضها البعض، وتفاصيلها المميزة وأشكالها من أجل تشكيل قطعة أثاث حديثة.

28

يستمر المعرض لغاية 28 يوليو المقبل، ويكرس للجماليات التي توحي بها الأعمال الفنية التي تعتمد على الأبجديات القديمة.

Email