تعزف الليلة في حفل «غلوبال فيوجن»

خولة الرايحي.. أنامل صغيرة على الكمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

للعازفة الإماراتية خولة الرايحي، حضور خاص على خشبة المسرح، فما إن تستمع لها لدقائق معدودة حتى تقع تحت تأثير ما تقدمه من معزوفات موسيقية على أوتار الكمان، الذي حملته على كتفها مذ كانت صغيرة، بعد أن تعلقت بهوى الموسيقى، وعشقت أوتار الكمان، لتصبح اليوم، واحدة من المواهب التي يشار إليها بالبنان، لا سيما عندما تقف على الخشبة رفقة شقيقها الأصغر حميد، الذي تعود هو الآخر منذ صغره على مصادقة أوتار التشيللو وأزرار البيانو.

منذ أن كانت في السابعة من عمرها، تعلمت خولة الواقفة حالياً على عتبة الـ 16 عاماً، كيف تروض أوتار الكمان، مانحة إياها صبغة كلاسيكية حيناً، وأخرى شرقية في حين آخر، حيث تعزف عليها جملاً موسيقية شرقية، غلفت بلمسات عربية صرفه.

خولة التي انطلقت نحو عالم الموسيقى، وأصبحت حالياً أصغر عازفة كمان إماراتية، عبرت في حديثها مع «البيان» عن اعتزازها بهذا اللقب، قائلة: «أعتز بهذا اللقب، رغم أن الطريق لا يزال أمامي طويلاً، حيث أتطلع لأن أصبح عازفة كمان على مستوى عالمي»، مشيرة إلى أنها تعشق مقطوعات وروائع تشايكوفسكي وباخ وموتسارت الكلاسيكية، وتحفظها عن ظهر قلب، في وقت تستعد فيه للوقوف وللمرة الثالثة على خشبة حفل «غلوبال فيوجن» بدورته الـ 15 الذي ينطلق في جميرا بيتش مساء اليوم.

تصاعد

تحديثات كثيرة، واجهتها خولة الرايحي منذ أن بدأت بتعلم العزف على الكمان، على رأسها مهمة التوفيق بين دراستها الأكاديمية وتدريبها الموسيقي. وتقول: «كان ذلك تحدياً كبيراً بالنسبة لي، ولكني استطعت تجاوزه بفضل دعم والديّ وإصراري على تعلم الموسيقى، التي أعشقها منذ نعومة أظفاري، ولذلك أفخر بحملي لقب أصغر عازفة كمان إماراتية».

وأضافت: «منذ أن بدأت العزف وحتى الآن، استطعت قطع مسافة طويلة في العزف، ومع تصاعد مستواي، أصبحت أفضل بكثير مقارنة مع السابق، ولا زلت أتطلع لأن أذهب نحو الأمام أكثر في الموسيقى، وأن أواصل دراستي الجامعية في هذا المجال، وأطمح لأن أكون عازفة كمان على مستوى عالمي».

مع مرور الوقت، استطاعت خولة تدريب أناملها على أوتار الكمان، وأن تخلع من قلبها رهبة الصعود على الخشبة والعزف أمام الجمهور. وقالت: «في بداياتي كنت كثيراً ما أصاب بالارتباك كلما هممت بالصعود إلى الخشبة والعزف أمام الجمهور، ولكن مع التدرب وتكرار الظهور، استطعت التخلص من الرهبة، وأن أثبت أقدامي على الخشبة، بحيث أصبح الأمر عادياً بالنسبة لي».

خولة التي بدأت مشوارها مع الموسيقار السوري رياض قدسي، حيث تعلمت وشقيقها حميد على يديه أصول العزف الكلاسيكي، لا تزال تواصل تدريبها في أحضان دبي أوبرا، حيث تمضي في خط موسيقي جديد، فتح أمامها آفاق الموسيقى الشرقية.

وقالت: «أفضل عزف المقطوعات الكلاسيكية، كوني بدأت بها مشواري الفني، وأحفظ منها الكثير، سواء كانت مقطوعات رومانسية أو باروك أو غيرها من تلك التي كتبها تشايكوفسكي وباخ وموتسارت، ولكن عندما بدأت التدرب في دبي أوبرا، تعلمت تقنيات تحويل الكمان إلى آلة شرقية، ما فتح أمامي أبواباً جديدة، لم أكن قبلاً أعرفها، كما منحني حضوراً مختلفاً، لكون طبيعة الموسيقى الشرقية مختلفة تماماً عن الغربية».

تقنيات

وأشارت خولة إلى أنها قامت خلال الفترة الماضية بإعادة عزف بعض القصائد المغناة التي كتبها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقالت: «بعد إتقاني لتقنيات تحويل الكمان إلى آلة شرقية، بدأت بتقديم الألحان الخليجية، وكذلك عزف القصائد المغناة للوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان ذلك كفيلاً بأن يفتح عيني على أنواع مختلفة من الألحان الشرقية، التي زادت من رغبتي في مواصلة تعلم الموسيقى».

مع حلول مساء اليوم، ستكون خولة إحدى أبرز المواهب الموسيقية الإماراتية التي تشارك في حفل «غلوبال فيوجن» الذي تنظمه شركة أليان كابيتال، حيث تمثل بلدها الإمارات، وسط كوكبة من موسيقيين عرب وعالميين ممن ينتمون إلى مدارس موسيقية مختلفة، وجدوا في دبي وجهة لهم، لتقديم مقطوعات بعضها عربية الهوى وأخرى غربية الصبغة، وعن ذلك قالت: «هذه هي المرة الثالثة التي أشارك فيها بحفل»غلوبال فيوجن"، وأعتقد أنها تشكل فرصة جميلة لي، كونها تتيح لي التقاء العديد من المواهب الموسيقية العربية والأجنبية.

Email