لويس آرمسترونغ.. عازف بوق توّاق لاحتضان الثقافة الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن كان عزف البوق المتفرّد المتميز والارتجالات الصوتية الثورية والشخصية المسرحية الفذة قد لازما حياة عازف البوق البارع لويس آرمسترونغ، فإن الرسائل والكتابات والتسجيلات والمقصوصات تدخلنا في أفكاره، وتكشف عن أرشيف خاص لا يقل ثراء وأهمية عن موسيقى هذا العازف المتفرد الرائع من أميركا.

وقد أمضى آرمسترونغ، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، طوال فترة حياة البلوغ، بعيداً عن الأضواء وكدّس مخزوناً هائلاً من الكتابات الشخصية والتسجيلات والأعمال الحرفية، التي تشكل مصدراً مرجعياً للإجابة عن الكثير من الأسئلة.

«رقمنة»

وقد أتاحت هبة جمعية «فاند تو فونديشن» بإدارة روبرت سميث، الرجل الأميركي من أصل أفريقي الأكثر افتتاح «متحف لويس آرمسترونغ هاوس»، الذي عمد إلى «رقمنة» المجموعة الكاملة، التي خلّفها لويس وجعلها متاحة للجماهير عبر الإنترنت.

وكان آرمسترونغ قد دوّن مئات صفحات المذكرات والتعليقات والنكات على امتداد فترة حياته، وقام بإرسال آلاف الرسائل. كما جمع عدداً هائلاً من الملصقات وسجلات القصاصات.

واختتم العقدين الأخيرين من حياته بتسجيل كلامه على شرائط بلا توقف، مسجلاً كل ما كان يدور من أحاديث عادية إلى أنواع الموسيقى الحديثة، التي كان يستمع إليها. وهكذا يدخل آرمسترونغ في عداد الحيوات الشخصية الأكثر توثيقاً على نحو إبداعي.

إيمان بلا قيود

وقال ريكي ريكاردي، مدير المجموعات البحثية في «متحف لويس آرمسترونغ هاوس»، والباحث في كل ما يتعلق بآرمسترونغ: «الأجيال اللاحقة هي ما دفعه لكتابة المخطوطات وتسجيل الشرائط وفهرسة كل شيء»، إلا أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، كما يرى بعض المراقبين الذين يعتقدون أن الأمور عينها التي حرّكته كونه عازفاً، أي الإيمان بالتواصل غير المحكوم بقيود، والمقاربة المستخفة بتقييدات اللغة، والرغبة بالإحاطة بالثقافة الأميركية بكل جوانبها، تظهر في كتاباته، وملصقاته وبعض تسجيلاته.

Email