إسماعيل فهد إسماعيل..كُسر القلم وبقيت السطور
قبل يومين فقط، حضر الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، افتتاحية الموسم الثامن للملتقى الثقافي الذي يديره الروائي طالب الرفاعي، حيث تمت مناقشة روايته الأخيرة التي تحمل عنوان «صندوق أسود آخر».
ولم يخطر ببالِ الحضور حينها أنه سيكون آخر حضور لإسماعيل الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لفن الرواية الكويتية، إذ غيّبه الموت يوم أمس عن عمر ناهز 78 عاماً.
ولكن في رحيله كما في رحيل كل مبدع، يغيب الجسد، وتبقى الأعمال الإبداعية حاضرة تحاكي الناس جيلاً بعد جيل.
تنوع إبداعي
يلقب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، بـ«أبو الرواية الكويتية»، لكونه المؤسس الحقيقي لها، حيث أصدر روايته الأولى «كانت السماء زرقاء» عام 1970، وقدم لها الأديب العربي المعروف الشاعر صلاح عبدالصبور قائلاً: «هذه الرواية جديدة كما أتصور رواية القرن العشرين. قادمة من أقصى المشرق العربي، حيث لا تقاليد لفن الرواية، وحيث ما زالت الحياة تحتفظ للشعر بأكبر مكان». وأضاف: «لم يكن هذا سر دهشتي فحسب، بل أدهشتني الرواية ذاتها ببنائها الفني المعاصر المحكم، وبمقدار اللوعة والحب والعنف والقسوة والفكر المتغلغل كله في ثناياها».
وتوالت من هذه الرواية الإصدارات، منها «المستنقعات الضوئية، الحبل، خطوة في الحلم»، وغيرها من روايات ميزت إبداع إسماعيل، لكنه لم يقتصر عليها، بل أصدر نصوصاً في مجال المسرح منها «للحدث بقية ابن زيدون»، كما قدم دراسة تجربة كاتب مسرحي سوري من خلال كتاب «الكلمة - الفعل في مسرح سعد الله ونوس»، وقدم كتباً نقدية أخرى من بينها «القصة العربية في الكويت» و«الفعل الدرامي ونقيضه».
لكنه بقي وفياً للرواية وترشحت روايته «في حضرة العنقاء والخل الوفي» في العام 2014 للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر».
إسماعيل الذي كان غزيراً في إنتاجه، استمر بمكانته المعهودة في الفن الروائي والقصصي، وقدم الدعم والرعاية لعدد كبير من كتاب القصة القصيرة والرواية، كما احتضن مواهب أدبية إبداعية شابة.
مكانة روائية
إسماعيل فهد إسماعيل الذي أسس لنفسه مكانة في تاريخ الرواية في دول الخليج العربي، كان يرى أنه نتاج تشكيل وتعبير عن كل قراءاته، وتجاربه الشخصية ونمط حياته، واندماجه في الحياة.
سيرة إبداعية
إسماعيل فهد إسماعيل (1940 - 2018) كاتب وروائي كويتي متفرغ منذ عام 1985، حصل على بكالوريوس أدب ونقد من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت. عمل في مجال التدريس وإدارة الوسائل التعليمية، وأدار شركة للإنتاج الفني، أصدر العديد من الروايات والقصص والنصوص المسرحية الأعمال النقدية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات النقدية.
