نجاح كبير للجائزة بدورتها الثانية في استقطاب الخبراء والمهتمين في المجال

سلطان القاسمي يكرم الفائزين بـ «الشارقة الدولية للتراث»

سلطان القاسمي خلال حضوره حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس بمعهد الشارقة للتراث، حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الثانية في حقولها الثلاثة والموزعة على تسع فئات، حيث كرم سموه الفائزين.

جهود

وأشاد الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث في كلمة له بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة ورؤيته الثاقبة في دعم حفظ وصون التراث ورعاية العاملين فيه، وتوجيهات سموه الرامية للمحافظة على التراث الثقافي وصونه ونشره، وتوفير الوسائل الضرورية المتنوعة للاضطلاع بهذه الغاية النبيلة، إلى جانب الجهود الكبيرة التي تقوم بها إمارة الشارقة في نطاق الاهتمام بالتراث جمعاً وتوثيقاً ودراسة وتحقيقاً، حتى غدت نموذجاً يحتذى به.

وقال «لقد حققت الدورة الثانية من جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي الكثير من الإقبال النوعي في مختلف فروعها، وما يتفرع عنها من حقول محلية، وعربية، وعالمية، وذلك بفضل الدعم السخي والتشجيع الكبير الذي حظيت به الجائزة ولا تزال من صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث استطاعت في فترة وجيزة استقطاب الأعلام الرائدة، والأقلام الواعدة في مجال التراث الثقافي، محققة إضافة نوعية في مجالها، بوصفها الجائزة الدولية الوحيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعني بالتراث الثقافي، ومحتفية بكوكبة من الخبراء والرواة والمختصين والباحثين، الذين كرسوا حياتهم لخدمة التراث الثقافي وحفظه وصونه، وحققوا في ذلك أفضل ممارسات الصون، كما شكلت تجاربهم علامات فارقة محلياً وعربياً ودولياً»، وأشار إلى أن المنافسة كانت قوية بين المشاركين من مختلف الدول، والذين ارتقت ممارساتهم وتجاربهم وبحوثهم إلى مستوى الجائزة، والذين توزعوا إلى ست دول.

حاكم الشارقة يتحدث إلى الراوية الفائزة فاطمة سرحان

 

استحداث

ولفت إلى أنه تم استحداث جائزة شخصية العام للتراث الثقافي، لتكريم الأفراد والمجموعات عن مجمل أعمالهم وإسهاماتهم القيمة في حقل التراث الثقافي، مؤكداً أن الجائزة تفتح أبوابها لاستقبال المشروعات والبحوث والدراسات من أجل توسيع التواصل الإنساني عبر التراث، والذي يشكل الرافد الحقيقي الذي يجمع البشرية على اختلاف مشاربها، لما فيه من قيم راقية تدعو إلى تواصل الناس والتفاعل المستمر مع بعضهم البعض.

لون جديد

كما ألقى الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية عضو لجنة تحكيم الجائزة كلمة لجنة التحكيم، قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم كافة برامج إمارة الشارقة التي أصبحت مقراً وداعماً رئيساً للعديد من الفعاليات على مستوى العالم.

وقال «إن جائزة الشارقة العالمية للتراث الثقافي لون جديد يضاف إلى العديد من جوائز الشارقة لبناء الإنسان والنهوض بالإنسانية عبر البرامج العلمية المدروسة في مجالات وحقول الثقافة بكافة أنواعها، مقدماً التهنئة للفائزين في دورة هذا العام».

تكريم

بعدها تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة يرافقه عبد العزيز المسلم للصعود إلى المنصة لاستهلال مراسم تكريم الفائزين بهذه الدورة ضمن جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي ومنحهم الدروع التذكارية والشهادات التقديرية.

وقد فاز بشخصية العام للتراث الثقافي علي عبد الله خليفة رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي، تقديراً لإسهاماته القيمة وجهوده الرائدة في حقل التراث الثقافي حفظاً وصوناً.

وفي فرع أفضل الممارسات صوناً للتراث الثقافي، فاز بفئة جائزة الممارسات المحلية نادي تراث الإمارات، وفاز بفئة جائزة الممارسات العربية برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة والمقدم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، بينما فاز الحرفي الصيني جن جوهو الخبير في مجال صناعة القوارب الخشبية في فئة جائزة الممارسات الدولية.

سموه مكرّماً علي خليفة

 

الرواة

وفي فرع الرواة وحملة التراث (الكنوز البشرية الحية)، فاز في فئة جائزة الراوي المحلي عبد الله سعيد السويدي، وفازت فاطمة سرحان من جمهورية مصر العربية بجائزة فئة الراوي العربي، بينما فازت روزا ماريا من المكسيك بجائزة فئة جائزة الراوي الدولي. وفي فرع «الباحثون في التراث الثقافي»، فاز بجائزة البحث المحلي الباحث المرحوم إبراهيم صالح العوضي عن دراسته «الأقمشة الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة» وتسلم الجائزة نجله خالد إبراهيم.

البحث العربي

وفي فئة جائزة البحث العربي فاز أحمد مبارك سالم من مملكة البحرين عن دراسته «الحياة الثقافية والاجتماعية في البحرين قبل مائة عام وانعكاسها على فن الأهزوجة». أما فئة جائزة البحث الدولي، ففاز بها زهاو رونغقوانغ من جمهورية الصين عن دراسته «الثقافة الغذائية الصينية والتقاليد المتوارثة». كما كرم سموه مؤسسة الشارقة للإعلام والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة لرعايتهما الجائزة إعلامياً.

وتشرف أعضاء لجنة تحكيم الجائزة بالتكريم الذي منحهم إياه صاحب السمو حاكم الشارقة، والتقاط صورة جماعية بمعية سموه.

وعقب نهاية حفل التكريم، شهد صاحب السمو حاكم الشارقة عرضاً موسيقياً فنياً تراثياً من فرقة جمهورية البوسنة المشاركة في أيام الشارقة التراثية، قدمت فيه مجموعة من اللوحات الفنية التراثية.

فن الرواية

تبادل صاحب السمو حاكم الشارقة الحديث مع الراوية الفائزة فاطمة سرحان، حول جهود حفظ التراث، وقد شكرت سموه لحرصه الكبير على صون التراث الثقافي بكافة أنواعه، وعلى تكريم الفائزين على كل المستويات، وتبادل سموه معها الأحاديث حول فن الرواية الشفاهي وأهمية المحافظة عليه كجزء مهم في التراث العربي.

حضر حفل التكريم كل من: اللواء سيف الزري الشامسي القائد العام لشرطة الشارقة، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة وعدد من الباحثين والمختصين في الشؤون الثقافية والمسؤولين في دوائر حكومة الشارقة.

 

سلطان بن زايد: يهنئ «تراث الإمارات» بالجائزة

بارك سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، لنادي تراث الإمارات حصوله على جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، في الدورة الثانية 2017 - 2018، عن الفئة المحلية لحقل أفضل ممارسة لصون عناصر التراث الثقافي، المقدمة من معهد الشارقة للتراث.

وقال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات «إننا بهذه المناسبة نهدي الفوز بالجائزة إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لدعمه وتشجيعه للنادي وحفظ التراث ونقله إلى الأجيال المقبلة، كما نشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على تخصيصه هذه الجائزة الداعمة للتراث والعاملين في مجاله».

وأكد سموه أن فوز نادي تراث الإمارات بهذه الجائزة التراثية جاء تقديراً لجهود النادي ومراكزه ومرافقه المتعددة وعمله المتواصل على نشر وتعليم وتوثيق الحركة التراثية والثقافية بالدولة، والتي وضعها النادي ضمن أهدافه العليا وخططه طويلة وقصيرة المدى منذ تأسيسه من خلال الأنشطة والمهرجانات والإصدارات والفعاليات الثقافية التراثية ومشاركته لكافة مؤسسات الدولة بالتعريف بالتراث إيماناً منه بأن التمسك بالجذور والحفاظ على الموروث الأساس المتين الذي تبنى عليه الحضارة الصحيحة، بل إن التراث يمثل بالنسبة لنا هوية وطن.

وأضاف سموه إننا في هذه المناسبة نهنئ إدارة وكافة العاملين في نادي تراث الإمارات على هذه الجائزة التي يستحقها عن جدارة، ونؤكد مجدداً أهمية الموروث الشعبي والمحافظة على مفرداته، لأن هذا الموروث الذي يدعمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله سيراً على نهج المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» هو أساس كل تقدم وتطور تشهده دولة الإمارات اليوم وإن على النادي واجب تعريف أبناء الجيل الجديد بتراث الآباء والأجداد لكي نغرس في نفوسهم قيم الأصالة والمحبة والتسامح وتعزيز ثوابت الهوية الوطنية.

Email