«خيانة الصور» تعود إلى موطنها بلجيكا

لوحة ماغريت المثيرة للجدل | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعود لوحة الفنان البلجيكي رينيه ماغريت الشهيرة «خيانة الصور»، التي تعتبر واحدة من أشهر اللوحات وأكثرها إثارة للحيرة في تاريخ الفن، إلى موطنها للمرة الأولى بعد 45 عاماً، ضمن معرض المتاحف الملكية للفنون الجميلة في بلجيكا.

اللوحة التي رسم فيها الفنان غليوناً ووضع تحته عبارة «هذا ليس غليوناً»، أثارت الكثير من الأسئلة الفلسفية، وتزداد أهميتها في عالمنا اليوم حيث للصورة أهمية تفوق الكلمة أحياناً، فيما الفارق بين ما هو حقيقي وغير حقيقي يثير الالتباس، واللوحة عبارة عن كلمات وصور ويقصد من خلالها الفنان البلجيكي طرح أفكار تتحدى علم اللغويات والبصريات.

أفكار فلسفية

ووفقاً لهيئة «بي بي سي» في تقرير نشرته أخيراً، كان طرح الأسئلة الفلسفية هدفاً لماغريت الذي كان يعتبر نفسه مفكراً يتواصل مع خلال الرسم، وليس رساماً.

وتنقل عن أمين المعرض ميشيل دراغيه قوله: «هذه الكلمة التي ننطق بها «غليون» هي هذا الكائن في الواقع وليس على الورق، لكن فكرة ماغريت كانت إظهار أن لا علاقة له بالحقيقة».

وكان ماغريت مطلعاً على الأفكار الفلسفية من أفلاطون إلى هيغل، الرافضة للتمثيل التصويري باعتباره مضللاً للحواس، التي تعتبر نظم الشعر أعلى شكل من أشكال التعبير الإنساني. لكنه اعتقد بأن الصورة قادرة على التعبير عن الفكرة كما الكلمة، على الرغم من أن مؤسسي النزعة السوريالية التي مال إليها ماغريت كانوا متشككين بقيمة الرسم، وتغيرت أفكارهم بعد الاطلاع على رسومات جيورجيو دي تشيريكو المشوهة للمنظور التي كان لها تأثير كبير على ماغريت، الذي زعم أنه من خلالها أيضاً اكتشف «تفوق الشعر على الرسم».

«هذا ليس غليوناً» هو عمل فني مضلل عمداً لنكون واعين بالفرق بين التمثيلي والفعلي، لكن الشعر كان متفوقاً على الكلمة وبأنه «شيء أعمق من الكلمة».

خيانة الصور

رسم ماغريت «خيانة الصور» لمعرض في باريس عام 1929، لكن انهيار سوق الأسهم في تلك السنة كان يعني التسبب بإغلاق الكثير من صالات العرض، ولم يبدأ عمله في جذب الانتباه حتى عام 1954 عندما عرض في غاليري سدني جانيس في نيويورك، في أوساط جيل جديد من الفنانين بما في ذلك اندي وورهول وراول راوشنبورغ وجاسبر جونز.

Email