سلطان العميمي وغسان الحسن خلال الجلسة الحوارية | البيان

تجربة زايد الشعرية تفتتح جلسات «اللوفر أبوظبي»

احتفالاً بـ «عام زايد» جاءت «التجربة الشعرية الإنسانية» للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، افتتاحية لسلسلة الجلسات الحوارية التي ينظمها متحف اللوفر أبوظبي، حيث تحدث الباحث الدكتور غسان الحسن عن تفاصيل هامة في شعر زايد، بينما تحدث سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي عن الأسباب التي تقف وراء اهتمام الشيخ زايد بالشعر، وذلك مساء أول من أمس في متحف اللوفر أبوظبي في جزيرة السعديات.

بين الشكل والمضمون

قال الدكتور غسان الحسن: كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شاعراً مرموقاً وكان مكثراً، ولكن قلما وجد من عرف قصائده بشكل جيد، لأنها كانت تمر بزحمة الأعمال. وتابع: لم يلتفت إليها في النهاية إلا القليلون من المهتمين بالشعر النبطي.

وركز الحسن على بعض القصائد، ليبين بأن الهم الوطني هو أكثر ما طغى على قصائد الشيخ زايد. وقال: الشعر عادة تعبير عن الذات، وكلما اقترب الشاعر من ذاته كلما كان أكثر صدقاً وشاعرية. وأضاف: إلا أن أشعار زايد تميزت بأنها إلى جانب التعبير عن الذات بأنه شارك فيها المجتمع وجعله بناء جديداً من أجل بناء الدولة والوطن. وقال الحسن: حتى إن نظم الشيخ زايد قصيدة عاطفية لم يكن إلا ليذهب إلى الوطن والمجتمع. وذكر: لدينا لتوضيح هذا المجال دراسات نقدية كثيرة، في كتب متوفرة بأكاديمية الشعر.

واستعرض الحسن بالتفصيل رده على قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عند حضوره مهرجان دبي للهجن عام 1987. وأوضح: بين من خلال قصيدته الوحدة بين دبي وأبوظبي معدداً وشائج الصلة، في قصيدة جاءت قافيتها مضمون الجمع، وهو ما يؤكد بأنه شاعر متمكن يتضافر في قصائده الشكل والمضمون. كما استشهد الحسن بقصيدة أخرى تفاعل فيها زايد بالمطر الذي تمنى أن ينتقل إلى كل الوطن بما فيه من تضاريس طبيعية ووديان وقيعان وسهول وأعشاب.

من وحي الهوية

وقال سلطان العميمي إن اهتمام زايد بالشعر جاء من اهتمامه بالتراث والهوية والثقافة المحلية، وقد انعكس هذا الاهتمام على الإعلام الإماراتي، إذ ظهرت العديد من البرامج التلفزيونية الشعرية. وأضاف: وجدت أيضاً العديد من المجالس الشعرية في المنطقة الغربية، وكان زايد محباً للشعر ويستمع للشعراء ويقدرهم. وأوضح: كان الشيخ زايد ناقداً مهماً للشعر ويقول توجيهاته وملاحظته.

وأشار العميمي إلى أن الشيخ زايد طبع عدداً من الدواوين الشعرية في نهاية السبعينات وبداية الثمانيات من القرن الماضي. وقال: كتب حمد بوشهاب حينها «لا شك بأن تراثنا من الشعر الشعبي أحد ينابيع هذه الحضارة، وتراثنا الغالي». كما تحدث العميمي عن اهتمام الشيخ زايد بالقصيدة المغناة. وقال: وجه الشيخ زايد جابر جاسم لغناء قصائد سعيد بن عتيج الهاملي، لما لهذا الشاعر من رمز وقيمة أدبية وشعرية لدى أبناء الإمارات.

وبالعودة إلى شعر الشيخ زايد أوضح العميمي: تناولت قصائد الشيخ زايد أغراضا ومواضيع عدة، على عدة أوزان شعرية وهي «التغرودة والردحة والونة». وجزء من قصائده كانت مساجلات مع شعراء آخرين، وتميزت قصائده بسهولة مفرداتها وأصالتها التي وجدت انتشاراً كبيراً عند الفنانين، فهناك من القصائد التي غنيت أكثر من 9 مرات مثل «مشغوب منك».

وقال العميمي: في العام الماضي ترجمت مجموعة مختارة من قصائده إلى اللغة الفرنسية وهناك استكمال لمشروع الترجمة للفرنسية وللغات أخرى سيتم الإعلان عنها في حينها.