عينه على التمثيل وموافقته مرهونة بواقعية النص

محمد عساف: الغناء لمحمود درويش مهمة صعبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ألبومه الأخير «ما وحشناك»، خاض الفنان الفلسطيني محمد عساف، تجارب غنائية عديدة، فاتحاً صدره فيها لألوان فنية، تجمع بين ثناياها الوطن العربي، لتظل بصمة عساف الفلسطينية فيه واضحة، من خلال أغنية «على هذه الأرض»، التي يخوض من خلالها تجربته الأولى في غناء قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

عساف، وفي حواره مع «البيان»، أكد أن الغناء لدرويش، يعد مهمة صعبة، كونه يعد شاعراً عالمياً، في وقت لم يخف فيه تخوفه من الانتقاد، بسبب هذه القصيدة، مشيراً إلى نيته تقديم قصائد أخرى لدرويش وشعراء فلسطين في ألبوماته المقبلة.

وقال: «أمنيتي لو أن درويش لا يزال حياً، لأستمع إلى رأيه في أدائي لقصيدته»، موضحاً أن عينه مفتوحة على التمثيل، الذي أصبح يراوده كثيراً، رابطاً موافقته على ذلك بواقعية النص، ومناصرته لقضايا المجتمع.

حب الشاعر

الغناء من قصائد محمود درويش، ظل حلماً راود الكثير من الفنانين، بعضهم نجح في ذلك، وارتفعت أسهمه في الساحة الفنية، كما في أغنيات اللبناني مارسيل خليفة، الذي ارتبط بعلاقة وطيدة مع الراحل، وكذلك الأخوة جبران، الذين رافقوا بموسيقاهم درويش في حله وترحاله، وها هو عساف يمضي على ذات النسق، بأن اختار له قصيدة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، ليترجم من خلالها حبه لهذا الشاعر، ولهذه القصيدة التي قال عنها: «هذه القصيدة لها وقع خاص في قلبي، أحبها كثيراً، وأعتقد أنني قدمتها بشكل جيد»، وتابع: «من المهم لي كفنان فلسطيني، أن أغني من أشعار الشاعر محمود درويش، الذي لم يعد فلسطينياً فقط، وإنما أصبح اسماً عالمياً، ولذلك، أعتقد أن من حق درويش عليّ أن أغني شيئاً من كلماته». وتابع: «هذه القصيدة بمثابة البداية بالنسبة لي، حيث أنوي في كل ألبوم لي أصدره مستقبلاً، تقديم قصيدة جديدة، سواء لمحمود درويش أو لشعراء فلسطينيين آخرين».

حقوق فكرية

عساف الذي تحول إلى الوجه الإعلامي للعلامة التجارية ماكس، أكد أن التعامل مع قصائد درويش ليس أمراً هيناً. وقال: «قصائد درويش صعبة للغاية، كون خطابه الشعري ليس صريحاً، واختياراته تتميز بالصعوبة، واختياري لهذه القصيدة تحديداً، لكونها الأقرب إلى قلوب الناس»، وبين عساف أنه حصل على كافة حقوق الملكية الفكرية للقصيدة من مؤسسة محمود درويش في رام الله.

وقال: «كنت أتمنى لو أن درويش لا يزال حياً ليستمع إلى ما قدمته في هذه القصيدة، خاصة أنني أدرك مدى اهتمامه بالتفاصيل، وأعتقد أنه كان سيحبها كثيراً».

عساف لم يخفِ تخوفه من أداء قصائد درويش. وقال: «التجربة كانت صعبة بالنسبة لي، لأن ذلك يلقي على كاهلي مسؤولية كبيرة، ومنذ قراري الغناء من قصائد درويش، أعددت نفسي على تقبل النقد، ولذلك كنت حريصاً على الاختيار».

كما أن عساف، ومنذ بروزه على الساحة، اجتهد عساف في تقديم الأغنية الفلسطينية، إلى جانب أغنيات أخرى قدمها بلهجات مصرية ولبنانية وخليجية، وأخرى تنتمي إلى المغرب العربي.

قضايا

قبل عامين، أطل المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، بفيلمه «يا طير الطاير»، الذي تناول فيه بروز نجم عساف، وعن إمكانية دخوله للتمثيل. قال: «طلب مني المشاركة في فيلم «يا طير الطاير»، ولكن رفضت ذلك، لعدم رغبتي في دخول مجالات أخرى بخلاف الغناء».

وأشار محمد عساف إلى أن التمثيل أصبح يراوده، لكثرة ما تلقى من عروض. وقال: «تلقيت عروضاً كثيرة في هذا الجانب، ولكني رفضتها، بسبب مضمونها الذي لا يتوافق مع شروطي، فأنا أميل إلى الواقعية في النصوص، وأفضل دائماً الذهاب ناحية الأعمال التي تناصر المجتمع، وتبرز قضاياه بشكل عام، وبلا شك إن كان الأمر يتعلق بالقضية الفلسطينية، لن أفكر في الأمر مرتين».

رسالة

تحدث محمد عساف عن نجاحه في إيصال الأغنية الفلسطينية إلى العالم، وقال: «بتقديري أنني نجحت في ذلك، حيث أصبحت الأغنية الفلسطينية تلقى رواجاً كبيراً في المنطقة العربية، والعالم أيضاً، وأصبحت مطالباً في كل مكان أذهب إليه، أن أقدم شيئاً من أغنياتي الفلسطينية، وعلى رأسها "علي الكوفية" و"يا طير"، حيث أصبح الجميع يحفظها عن ظهر قلب».

Email