كُسِرت قدمه فصعد بعكازه شغفاً نحو السقف ليكمل الرسم

شريف مهدي: خدعتُ الناس مرات بالـ»ترومبلوي«

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أن يشبه طموحك شغفك، فيأخذك الاثنان نحو الأعلى، فهذا ما حدث مع الرسام وفنان الخداع البصري المصري شريف مهدي، فشغفه قاده نحو الأسقف العالية، كما يوجهه طموحه نحو السماء، عانق فرشات وألواناً، واعتلى عتبات السلالم حتى وصل إلى هناك، حيث تترك بصماته لوحات فنية على كل ما حوله، لم تؤدي خطورة عمله إلى منعه من الاستمرار في هذا المجال، فرغم تعرضه إلى إصابة خطيرة كُسرت على إثرها قدمه، وأصيب بانزلاق غضروفي في الرقبة، فنصحه الطبيب بتغيير عمله، إلا أن شغفه أجبره على العودة بعكازه لفرشاته تلك من جديد.

«البيان» تواصلت مع شريف مهدي، للتعرف على الفن الجميل «الترومبلوي»، الذي يمتلك القدرة على خداع بصرك، لتقصد التحف الفنية والستائر في محاولة لملامستها بيدك، لتجدها في النهاية رسومات متقنة على الحوائط أوهمتك بكونها حقيقية.

ظل ونور

عن هذا الفن قال شريف: الترومبلوي فن كلاسيكي يعتمد على الوحدة الزخرفية، برع فيه الرسام مايكل أنجلو، وانتشرت بعده الرسومات التي اعتمدت على الخداع البصري، والتي تعطي إيحاءً بأنها أسطح بارزة، في حين أنها مجرد رسومات تعتمد على نظرية الظل والنور، بإلقاء النور في أماكن معينة، وتركيز الظل في أماكن أخرى، ما يوحي للمتلقي بأن السطح بارز، وأن الأشكال المرسومة عليه حقيقية، في حين أنها ليست أكثر من سطح مستقيم.

وذكر شريف مهدي أن محترفي هذا الفن قلة قليلة، وقال: هذا الفن قديم وموجود، ولكنه لم يحصل على التقدير الذي يستحقه، فهو بحاجة لمن يتذوقه ويفهمه ويقدره، وقد لاحظتُ في الآونة الأخيرة زيادة عدد الشغوفين به، رغم أنه فن مكلف جداً كونه شغلاً يدوياً صعباً وفيه مخاطر، وزاد الطلب عليه، إذ انتشر في أغلب محافظات مصر، كما اشتغلته لعدد من العملاء في بيروت والدوحة والبحرين.

ويعتمد شريف مهدي في رسوماته على الألوان الزيتية والأكريليك، وقال: تبقى هذه الخامات مع مرور الوقت كما هي بتألقها وجمالها، وتمنح الرسومات الشعور بالراحة والدفء والجمال.

خداع

وأكد مهدي أن رسوماته خدعت الكثيرين، إذ اعتقدوا أن الستائر والتحف المرسومة على الحائط حقيقية، وقال: قصدت إحدى عميلاتي الستارة التي رسمتها لفتحها، ولم تقتنع أنها رسمة إلا حين لامست الحائط بيدها. ولم تقف خطورة هذا الفن حائلاً أمام مهدي الذي سقط عن ارتفاع 6 أمتار، وكُسرت قدمه، وأجريت له عملية جراحية، تم على إثرها تركيب شرائح ومسامير في قدمه لا تزال موجودة حتى الآن، وقال: نصحني الطبيب بتغيير عملي لخطورته عليَّ، إلا أنني وجدتُ نفسي بعد أسبوع من العملية، أذهب للعمل مستنداً إلى عكازي، واعتليت سقف أحد المنازل، ممسكاً بقدمي المكسورة بيد، والفرشاة باليد الأخرى، وهو ما أثار فزع صاحبة المنزل، التي فوجئت بالنتيجة النهائية لسقف منزلها وحوائطه.

كما تعرض مهدي لانزلاق غضروفي في رقبته بسبب وقوفه الطويل ونظره المستمر إلى الأعلى، إلا أن ذلك أيضاً لم يثنه عن مواصلة العمل في المجال الذي يعشقه.

وذكر مهدي أن إبداعاته تتدفق مع العملاء المتفتحين الذين لا يحصرونه بوقت أو أفكار معينة، لينتج لهم أفضل وأجمل الرسومات.

إبهار

ذكر شريف مهدي أن لمسات فنان الخداع البصري في المنازل تضيف الكثير من الحميمية والإبهار على المكان، مشيراً إلى أنه يبدأ عمله في مرحلة معينة من تشطيب المنزل، وهي مرحلة الدهانات، ويقوم فيها بالاتفاق مع العميل على أفضل أماكن الرسم، على الألوان ومدى تناسقها مع تفاصيل المنزل.

Email