كتاب الشاعر يبرز الانفتاح على الفنون والثقافات العالمية

رعد عزيز أسير غابة التشكيلي محمد فهمي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الشاعر رعد كريم عزيز، أسير غابة ألوان الفنان التشكيلي محمد فهمي، الذي يتميز بانفتاحه على الفنون والثقافات العالمية، وعبر كتابه الأخير «الفنان محمد فهمي ذاكرة ألوان السكون المتحرك» الصادر عن دائرة الفنون التشكيلية ضمن السلسلة الثقافية 2015، استعرض رعد التجربة الحية للفنان محمد فهمي..

كما تلمس جذورها الأولى وثمار نتاجه المنتشر عربياً وعالمياً، لا سيما وان محمد فهمي اندفع لاجتراح تجارب فنية مغايرة مشفوعة بتأسيس نظرية السكون المتحرك لاستخلاص موجهات ونتائج تجارب قاربت الأربعين عاماً.

الفنان عموماً لا يستطيع الفكاك من الماضي وتبقى روحه سابحة في فضاء زمنه قبل أن يضع قدماً في الأرض الجديدة منزوعاً من جذوره، هو يحاول أن يجترح أسلوباً مغايراً للآخرين في مهمة فنية خالصة وخلق منطقة جديدة تمثله تمثيلاً فردياً مميزاً. لذا يحاول الفنان محمد فهمي الدخول في غابة الألوان بحثاً عن الخطوط التي تشكل ذاكرته، الذاكرة التي لم يغادرها بعد.

ذاكرة

محمد فهمي وعلى الرغم من العيش في المنفى والارتباط به عربياً وعالمياً - دبي عربياً ونيوزيلندا عالمياً وهي التي تعد منفاه الاختباري - إلا أن مزاج ما قبل المنفى لونياً ما زال ماثلاً في محاولة تأثيث ذاكرة عتيقة خشية من ضياع ملامحها، لأن الفن التشكيلي يبتكر فلسفته مثلما تفعل الرواية والشعر والفنون الأخرى في خلق مكونات تأسيسية ترتبط بالمكون التاريخي للحياة والإحساس الفردي بتلك المرحلة..

ومحمد فهمي يحاور ذاكرته على الدوام ولا يستطيع الفكاك منها أبداً، يعصر الألوان ويفج أغصان غابته بحثاً عن الحيوات المفقودة والتي يتذكرها وتؤرقه.

تشبث محمد فهمي بالماضي للتخلص من لوعة الغربة التي مازال يعيشها في فضاء وجودها المر، خاصة وإنه واجهها شاباً مكتملاً عرف حدود وضفاف جريان مسيرته المتدفقة منذ عام 1978 مودعاً ألوان الريف العراقي الذي عاشه في ناحية الهاشمية جنوب مدينة الحلة مركز محافظة بابل الشهيرة بآثار بابل.

ومن وجهة نظر الشاعر رعد كريم عزيز فإن تجربة الفنان محمد فهمي تفضي إلى خلاصات تشير إلى قوة التلاحم والاشتراك مع الآخر فنياً واجتماعياً مع احتفاظه بصورة التميز والانفراد من دون انقطاع، مقدماً متعة بصرية ملونة تضع مشاهده أمام مسؤولية فتح مغاليق التأويل المتعددة لتصبح لوحته أكثر انفتاحاً على العوالم الداخلية مستعيناً بالتجريد أكثر المدارس إثارة للجدل.

Email