في اليوم الثاني من مهرجان طانطان الثقافي العاشر

تراث وفلكلور الإمارات يجتذبان الوفد المغربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل فعاليات مهرجان طانطان الثقافي لليوم الثاني بمشاركة دولة الإمارات وذلك بانطلاق الكرنفال الاستعراضي الذي شق شارع الحسن الثاني أكبر شوارع المدينة وغصت جنباته بالمتفرجين، فقد نصبت في وسط الشارع منصة رسمية لاستقبال وفد رفيع المستوى يتقدمهم محمد فضل بنيعيش سفير المغرب في إسبانيا رئيس «مؤسسة أموكار للحفاظ على موروث طانطان» وعامل الإقليم..

ومدير إدارة المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي عبد الله القبيسي ووفد الدولة المرافق إلى جانب «كيتين مينوس» سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إضافة إلى شخصيات عسكرية ومدنية.

كرنفال

وانطلق الكرنفال الاستعراضي في جو احتفالي بديع ومشاركة مكثفة وغنية بلوحات تراثية تعبر عن عراقة هذه المنطقة وعمق وجودها في التاريخ والثقافة الصحراوية من قبل فرق إماراتية ومغربية، وتميز الكرنفال باستعراض رقصات محلية مغربية كرقصة «الكدرة» وهي آلة تشبه الطبل ومصنوعة من الطين ومغلفة بجلد الإبل.

وقد سميت هكذا لأن حركاتها تتشكل على إيقاع قرع الطبول، وتابع الحاضرون وجمهور غفير من السكان والزوار، رقصات الرجال والنساء على إيقاع الطبل وكلمات من الشعر الحساني حيث يتحلق الرجال على شكل دائري و«الكدرة» في الوسط ليبدعوا أشعاراً مرتجلة من وحي المناسبة.

لوحات فلكلورية

والكرنفال الاستعراضي لهذا الموسم والذي تعدى ثلاث ساعات شاركت فيه الفرق المغربية المحلية بلوحات فلكلورية فنية جميلة إلى جانب فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية، إذ وقف الوفد الرسمي في المنصة الرسمية عند وصول الفرقة يتقدمها رافعو علم دولة الإمارات إلى جانب فتاتين تكتسيان العلمين المغربي والإماراتي، ووقف الوفد مدة طويلة تحية لحضور دولة الإمارات كضيف شرف للمهرجان في دورته العاشرة..

وعبر منظمو الكرنفال عن امتنانهم لدولة الإمارات لحضورها المكثف والمتنوع والفعّال، ولأول مرة تقدم الفرقة رقصات وأهازيج من التراث الشعبي الإماراتي في مهرجان مغربي، تفاعل معها بشكل ملفت كل الحاضرين وعموم المتواجدين، الذين تواجدوا بكثافة في جنبات الشارع الرئيسي.

وعبرت شريحة مهمة من السكان المحليين والضيوف عن ابتهاجها بالكرنفال الذي عرف تطوراً عن السنوات الماضية واهتمت بشكل ملفت بوجود الإماراتيين بزيهم التقليدي وفرقهم وتراثهم وانسجام فرقتهم الموسيقية التي أمتعت المتفرجين بحركاتها المتقنة المتماشية مع ضربات على الطبل منسجمة مع رقصات جميلة.

رقصات وأهازيج

  وقدمت فرق محلية من الأقاليم المغربية المجاورة رقصات وأهازيج محلية منها «فرقة الدقة الرودانية» و«أحواش» وفرقة «الكدرة».. وتم استعراض فرق من الخيالة التي قطعت شارع الحسن الثاني حتى المنصة حيث أدت التحية وأكملت المسير.

واستعرضت فرقة من القوات البحرية في نظام وثبات تحت أنظار الحضور الرسمي والشعبي باعتبار أن طانطان بها أكبر ميناء لتصدير السمك بالمغرب إلى استعراض مجموعة من القطاعات منتجاتها من الفلاحة والصناعة والماء الصالح للشرب والخدمات.  

وأضافت للكرنفال التميز تلك الألعاب التي قدمها شباب وأطفال مدارس تدربوا عليها من قبل.. منها لعبة «الكبيبة» و«الروخ» وهما لعبتان من تراث المنطقة الصحراوية ومن الألعاب الخاصة بالأطفال الصغار أبدعها الكبار لتؤهل أبناءهم ليكونوا رجالاً أشداء وأقوياء في المستقبل ليقاوموا قساوة الصحراء.

ولم يترك الكرنفال الاستعراضي شيئاً يخص تقاليد المنطقة إلا وعرضها ومنها العروس التي تحمل إلى زوجها فوق الهودج بلباسها التقليدي الأصيل والذي يعبر عن تراث هذه المنطقة الصحراوية، وكان حضور الجمل قوياً حيث قطعت الشارع ومن أمام المنصة الرسمية كوكبة من الإبل في توافق تام ورضوخ لسائسها.

 سهرة فنية

وكان جمهور طانطان على موعد مع سهرة فنية بساحة بئر نزران القريبة من شارع الحسن الثاني، تم إحياؤها من قبل فنانين من المغرب والإمارات، وقدمت فرقة أبوظبي وصلات موسيقية فوق المنصة .

والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير والذي كان منتشراً على جنبات المنصة.. وقدمت وصلات موسيقية استمتع بها الحاضرون الذين قال أحدهم: «الإماراتيون في مشاركتهم الأولى هذه السنة أضافوا نكهة طيبة لهذا المهرجان وهم منظمون جيدون ونتمنى أن يأتوا السنة المقبلة».

 المشاركة الإماراتية

 عبر مسؤولو اللجنة المنظمة للنسخة العاشرة لمهرجان طانطان التراثي، عن اعتزازهم بالمشاركة الإماراتية والتي تدل على عمق الصلات بين المغرب والإمارات، وقال أحد المنظمين: «ما دام المهرجان نال ثقة العالم وصنفته اليونيسكو تراثاً إنسانياً غير مادي وكذلك التغرودة والصقارة لدى إخواننا الإماراتيين، فالاهتمام المشترك سيؤدي إلى نتائج جيدة مستقبلاً».

وأكد فضل بنيعيش رئيس «مؤسسة الموكار للحفاظ على موسم طانطان» أن طموح المغرب كبير في «جعل هذا الموسم فضاءً حقيقياً للتفكير في الحوار بين الحضارات».

Email