عبيد حارب: القضايا الإنسانية أثرت عميقاً في أشعاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبيد موسى حارب، شاعر ومسرحي وروائي وكاتب إماراتي مبدع، عَرَفَ الشعر باكراً منذ السبعينيات، حيث كان طفلاً، وطرح قضايا عربية، من خلال كتابته الشعر الفصيح أولاً، حتى أتت القصائد العاطفية النبطية، لتظل الأشعار في بهو الذاكرة، منذ دهشة الحنين إلى حقبة الثمانينيات والتسعينيات، بوقعها الموسيقي الأنيق.

شاعر يفوز بأول جائزة للشعر الشعبي، مناصفة مع الشاعر الكبير محمد الكوس عام 1980، وكان في العشرين من عمره فقط، كتب الأوبريت للمسرح مراراً، وكذلك الرواية، ولمعرفة المزيد، كان لـ «البيان» معه هذا الحوار:

تَعرفتَ إلى الشعر النبطي باكراً، أي في الطفولة، فكيف كان شعور المعادلات الوجدانية وتربية الكلمة الصادقة في نفسك، وأنت في هذا العمر الصغير؟

في بداية عمري والطفولة، لم أكتب الشعر النبطي، بل الفصيح، وأكثر أشعاري كانت متعلقة بالقضايا الوطنية، من قضية فلسطين وقضايا العروبة بشتى مناحيها، حيث إن في ذلك الوقت، كان المد القومي قوياً وطاغياً، وذا تأثير في الإذاعات العربية، من صوت العرب والتلفزة، فكانت بداياتي مع القصيدة الفصيحة، ولم أتحول إلى النبطي إلا في سن العشرين.

بوصفك شاعراً، كنت تعمل بوظيفة إنسانية، مرتبطة بوزارة الشؤون الاجتماعية، إلى أي مدى كان ذلك التأثير والربط بين الكلمة الشعرية الصادقة التي تكتبها، ومشاعر الخدمة الاجتماعية؟

الارتباط بوظيفة إنسانية، هو ذات الإحساس لدى الشاعر، فالشعر عبارة مشاعر وأحاسيس مترجمة إلى كلمة، ووجودي في هذا الجو العام، والمرتبط بالشؤون الاجتماعية والأحداث الاجتماعية، والحالات الإنسانية التي أراها في هذا المجال، أثرت بشكل عميق في شعري، وكأنه تغذية لأحاسيسي، ما أثر في نوعية مفرداتي وارتباطها بالإنسان.

عام 1979، كنت في التاسعة عشرة من عمرك، حين خضت تجربة إبداعية مبكرة ومذهلة، بكتابتك كلمات أغنية «سافر لا تودعني»، غنتها المطربة الإماراتية المعتزلة اليوم، منى حمزة، والملحن الإماراتي المعتزل أيضاً، عبد العزيز الفضلي، فكيف كانت علاقتك بهما؟

الفنان عبد الله حارب المطرب والملحن، هو من عرفني بالفنانة منى حمزة، لأتعاون معهم في إهدائي كلمات أغنيتي «سافر لا تودعني»، لحنها عبد العزيز الفضلي، والذي كان زميلاً لي، ويعمل معي في وزارة الشؤون الاجتماعية، وكنا أيضاً أصدقاء، وتعاونا في مشاريع فنية أخرى، ولكنه أعلن اعتزاله للأسف بعد هذه الأغنية وأغنية أخرى.

الفنان الكبير غريد الشاطئ، غنى من كلماتك في الثمانينيات أغنية رياضية تشجيعية «شيللاه شل اللعب يا منتخب»، وهي من كلمات الملحن الكبير إبراهيم جمعة، واستمر تردادها طويلاً على لسان الجمهور، حدثنا عن هذه الذاكرة الباقية، وحكاية تعاونك معه؟

في تلك السنة، كانت ستقام دورة الخليج في الإمارات، وكنتُ مسجلاً في وزارة الإعلام بين الشعراء، كشاعر بدرجة متقدمة، وطلبوا مني حينها كلمات أغنية أسندت للفنان الكبير غريد الشاطئ، وما زالت الأغنية منذ انتشارها في الثمانينيات حتى اليوم، تُغنى في الملاعب.

واليوم، هل تعتقد بأن الأغنية مرتبطة في وجودها بالتحولات الاجتماعية، أم أنها كما هي تبقى مرتبطة بالحزن والتعب والغزل والشجن...؟

الأغنية الآن، أصبحت اجتماعية، ومرتبطة بالأحداث اليومية، وقد تغيرت الكلمات، وباتت تعبر عن الواقع اليومي، والحياة السريعة التي نعيشها، ولم يعد المستمع تطربه الأغنية الغزلية، وتلك المرتبطة بالوجدانيات، بقدر الوقع السريع.

وماذا عن مشاركاتك وكتاباتك المسرحية؟

بداياتي كانت في مسرح رأس الخيمة الوطني، وكنت من المؤسسين، وبدأ النشاط بشكل جميل جداً، وقدمنا عدة مسرحيات وأمسيات وأوبريتات، وكنت من يكتب كلمات المسرحيات، ومن ثم تعرفت إلى مسرحيات الشارقة، فتعرفت إلى ماجد بوشليبي، وأحمد الجسمي، وناجي الحاي، والذي أفادني كثيراً في هذا المجال، وبدأت أتعاون معهم في مسرحيات أخرى. أما في المرحلة التالية، وبعد بلورة هذه الخبرة المتجمعة، كتبت روايتي الأولى «جزيرة الظلام»، وطبعتها في اتحاد الكتاب، واليوم أنهيت كتابة رواية فيروز، وهي في مرحلة الطباعة، بالإضافة إلى أنه لدي ديوانان «سافر لا تودعني» و«المسافر».

Email