يوسف النتشه لـ«البيان»: رواية إسرائيل انتقائية

العمارة «المقدسية» تدافع عن تاريخها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكفُّ إسرائيل عن ترويج رواية دينية عن القدس، وتنكر الرواية التاريخية التي تؤكد أن العرب كانوا من الأجناس التي وجدت في المدينة القديمة، حتى ما قبل اليهودية، بحسب الدكتور يوسف النتشه، المختص في تاريخ وعمارة القدس.

وقال النتشه، المحاضر بجامعة القدس، لـ«البيان»، على هامش زيارته الأخيرة للبحرين: «لسنا ضد اليهودية كديانة، لكننا ضد استخدام التاريخ، والآثار، والعمارة، لتسويق أمور سياسية، وتطويع هذه التوجهات لخدمة أغراض سياسية، وصهيونية، وتوجهات تتعارض مع تاريخ المدينة نفسه».

رواية انتقائية

وأضاف: «إشكالية رواية الاحتلال الإسرائيلي أنها رواية انتقائية بالدرجة الأولى، مستندة إلى الدين ولا تأخذ في الاعتبار النسيج الحضاري الكامل، والمتكامل للمدينة المقدسة، وتسعى عبر تسويق هذه الرواية إلى إغفال الروايات الأخرى، خاصة الإسلامية، والتقليل من شأنها، والاستحواذ على المسميات مشكلة لا نقبلها».

وبيّن أن الخطورة تكمن في تبني الرواية الإسرائيلية من قبل البعض، في ظل عدم توافر المعلومات لمن يريد تصحيح ذلك، وعدم مخاطبة الغرب بثقافته، ولغته، والاقتصار على الحديث بيننا، وهذا يشكل جزءاً من التحديات المستقبلية لنا، ليس كفلسطينيين، أو عرب، أو مسلمين، ولكن كثقافة عالمية.

وأردف النتشه: «القدس تتفرد بعدة خصائص عن بقية المدن في المنطقة، منها أنها لا تُنسب إلى بانٍ واحد، وشهدت البناء على عدة مراحل، ولدينا أشخاص أسهموا في إثراء القدس ثقافياً، ومعمارياً، منهم من كان في فترة ما قبل الإسلام، ومنهم من كان في فترة ما بعد الإسلام».

صعوبات

وحول صعوبة عمل الباحثين في توضيح الحقائق للرأي العام، قال: «هناك صعوبات في عدم وجود الجهة التي توفر بنكاً للمعلومات عن المدينة، لا بد من وجود مركز يوفر المعلومات، ويبسطها، ولا يجب الاقتصار على اللغة العربية، وتخصيص الأموال الكافية لدعم المشاريع الثقافية الحقيقية، تلك المشاريع التي تنتج معرفة بحقائق الأوضاع على الأرض بمدينة القدس، إذ نفتقد وجود الدعم التشغيلي لمشروعاتنا، كصناعة فيلم، أو طباعة كتاب بمستوى فاخر، يتصدى لمواجهة الكتب الأخرى».

صمود

وبشأن ما إذا كانت العمارة في القدس لا تزال صامدة في مواجهة محاولات التهويد، قال النتشه: «بلا شك تدافع عن تاريخها، لكن إلى متى؟ وإلى أي مدى؟ فالشخصية المعمارية في المدينة عربية بشكل جليّ، لكن هناك مشاريع إسرائيلية كثيرة تحاول أن تطمس الهوية العربية للمدينة، وأن تصبغها بصبغة إسرائيلية حديثة وجديدة، على حساب الصبغة العربية».

حفريات جائرة

وحول الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى، أشار إلى أنه بالمنطق الدولي فإن هذه الحفريات غير رسمية وغير شرعية؛ إذ إنه لا يجوز للدولة المحتلة أن تحفر أو تنقّب إلا وفقاً لشروط معينة وضوابط خاصة، حددها القانون الدولي بأن تكون حفريات إنقاذية أو تحقق مصالح السكان المحليين، وهذه الشروط لا تتوافر في الحفريات التي نشاهدها اليوم في القدس، خصوصاً تحت المسجد الأقصى.

وبشأن تعاطي المؤسسات الدولية مع مدينة القدس، قال النتشه إن تعاطي اليونسكو خجول، وتنظر المؤسسة الدولية إلى نصف الكأس المملوء، وهو القسم الذي لا يراه الفلسطينيون.

Email