برنامج يعرض على شاشة تلفزيون الشارقة يعزز ثقافة البذل والعطاء

«قوافل الخير» 30 يوماً من التكاتف والتراحم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعكس برنامج «قوافل الخير»، الموسم الرابع، على شاشة تلفزيون الشارقة، مضموناً إعلامياً هادفاً يجسد معه طبيعة المجتمع الإماراتي وعاداته وتقاليده وقيمه، التي تستمد أصالتها من ديننا الحنيف، ويسلط البرنامج الضوء على أهم ما تقدمه جمعية الشارقة الخيرية من مساعدات في العالم، ليكون هذا البرنامج بذرة للتشجيع على فعل الخير، وليكون مطمئناً باعثاً للراحة في نفوس المشاركين في عمل الخير، ليشاهدوا ما قدمت مساهماتهم.

وقد سجل البرنامج 30 يوماً من التكاتف والتراحم في عدة دول مختلفة، هذا الموسم، فضلاً عن دخول مؤسسة القلب الكبير هذه السنة كشريك فاعل في البرنامج، إلى جانب استمرارية التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية.

ثقافة العطاء

«البيان» التقت الإعلامي حسن يعقوب أمين عام مجلس الشارقة للإعلام مقدم البرنامج، للحديث عن مصاعب الرحلة وقصص الناس والدول التي تحتاج لكثير من الجهد للخروج من دوامة الحاجة والفقر.

يقول يعقوب: تتعدد أهداف البرنامج، الذي تمت زيادة عدد حلقاته من 15 إلى 30 حلقة، حيث يركز في المقام الأول، على نقل صورة واضحة، تبين الأثر الذي يحدثه العمل الخيري في نفوس المشاركين فيه، وتعزز من ثقافة العطاء لدى المتابعين، من خلال استمراره للموسم الرابع على التوالي.

ويتابع: وتنقسم حلقات البرنامج إلى قسمين: يركز الأول على تغطية المشاريع القائمة، أو التي على وشك الانتهاء، والتي جاءت نتيجة تبرعات الناس، فيما يتناول الجزء الثاني، الحالات الآنية التي يلتقيها طاقم البرنامج أثناء تجواله، برفقة مندوبي الجمعية والمؤسسات، حيث يقومون بدراسة سريعة لا تستغرق سوى ساعات، للحالات التي تتطلب مساعدات عاجلة، وذلك بالاستناد إلى شبكة المعارف الحكومية والرسمية، التي تقدم لهم المعلومات اللازمة، ما يسرّع وتيرة تقديم العون المطلوب للمحتاجين.

مخاطر وتحديات

ويبين يعقوب، أن رحلتهم في البرنامج لا تخلو من صعوبات وتحديات، ومخاطر أحياناً، ويسرد لنا أحد المواقف التي يتذكرها خلال رحلته إلى النيجر، قائلاً: خصصت جمعية الشارقة، مجموعة من السلال الغذائية، لتوزيعها على سكان إحدى القرى الفقيرة في النيجر، وعند تحركنا مع باقي طاقم البرنامج، وخروجنا من العاصمة، شعرنا بأن هناك من يلاحقنا.

ولكننا لم نولِ الأمر الكثير من الاهتمام، وقبيل وصولنا إلى القرية، فوجئنا بعدد كبير من سائقي الدراجات النارية يحيطون بنا ويستولون على السلال، دون أن يصاب أي منا بأذى، والحمد لله، ولكننا اضطررنا إلى إيقاف التصوير، وقام مدير مكتب جمعية الشارقة الخيرية، بتبليغ المسؤولين والجهات الأمنية.

إضافة إلى أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، تواصلت معنا للاطمئنان علينا، وتقديم كل ما نحتاجه من مساعدات لازمة، وبعد ذلك بساعتين، عدنا وأكملنا التصوير، وقمنا بتعويض الأسر عن السلال الغذائية.

ويلفت حسن يعقوب، إلى مدى الفرحة التي يجدونها على وجوه الناس الذين يستقبلونهم في كل قرية بطريقتهم الخاصة، التي ترتكز على عاداتهم وتقاليدهم، وغالباً ما تكون أعداد الناس كبيرة، حيث تتجمع أكثر من قرية في مكان واحد للاستقبال، فيتوافد الناس من القرى المجاورة، وخصوصاً عندما تكون هذه القرى مستفيدة من المشاريع المقدمة، مثل حفر الآبار الارتوازية، إذ تسد مياه البئر الواحدة، حاجات عدد من القرى، مثل بعض الآبار الارتوازية التي تم حفرها، وتخدم اليوم سبع قرى.

سعادة

ويؤكد حسن يعقوب، حرصهم على متابعة بعض الحالات، فيقول: قدمنا مساعدة لإحدى السيدات المسنات في قرية القن، التابعة لمحافظة كفر الشيخ في مصر، وخلال جولتنا العام الماضي، قررت زيارتها للاطمئنان عليها، وعند وصولي، وجدتها جالسة أمام المنزل، وما إن رأتني حتى تهلل وجهها، حيث تذكرتني على الفور، وعند سؤالي عن أحوالها، بادرت بالقول إنها سعيدة بالمنزل، ولكن صنبور الماء يحتاج لتغيير و«موتور» الماء لا يوصل الماء كما يجب، فتم التعامل مع هذه المسائل فوراً، وتم إصلاحها، وشعرت بسعادة غامرة لدى رؤيتها جالسة مطمئنة في بيتها الجديد، وأكبر همومها فقط، إصلاح صنبور المياه أو «الموتور».

تنوع

يقول حسن يعقوب: أكثر المساعدات التي تترك أثراً، هي التي تدخل في سياق المشاريع الدائمة أو المنتجة، التي توفر سبل الرزق والعيش الكريم لأصحابها، لأنها تنقل المحتاج من مرحلة السؤال إلى مرحلة الاكتفاء، بل وبعض الذين تمت مساعدتهم بهذه المشاريع، تحولوا من السؤال إلى الاكتفاء ثم إلى العطاء، حيث باتوا فاعلين في مجتمعاتهم، قادرين على تقديم العون والمساعدة للمحتاجين والمتعففين، وهي تعد صدقة جارية تحقق المغزى الأساسي من الصدقة، الهادف لنقل السائل إلى الاستغناء عن السؤال.

Email