«قبل أن نختفي» يثير التأمل في المفاهيم والظرف الإنساني

مشاهد من فيلم الخيال العلمي «قبل أن نختفي » | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

فترات صمت غير مريح حفلت بها مشاهد فيلم الخيال العلمي الغرائبي «قبل أن نختفي» للمخرج الياباني كيوشي كوروساوا، والذي احتفت به الصحف أخيراً، وهذه لا يمكن تجاهلها إذا كان الفيلم يمتد لأكثر من ساعتين، لكن الناقد الأدبي في صحيفة «شيكاغو صن»، روجر إيبرت، يرى الكثير من التطور في القصة والشخصيات التي ينفذها المخرج بذوق مميز، ويدعونا إلى التفكير بالفيلم كفيلم مسترسل يثير التأمل والتفكير في المفاهيم والظرف الإنساني.

تقييمات الفيلم كانت متباينة وفقاً لموقع «ويكيبيديا»، فهناك من قال إن الفيلم كان يمكن أن يكون أفضل لو أن المخرج التزم بنوع أدبي واحد، إذ جاء بين محاكاة لأسلوب عمل أكثر من فنان، وبين عمل كوميدي رومانسي، وفيلم رعب.

حبكة الفيلم بسيطة نسبياً، ثلاثة مخلوقات فضائية تصطدم بالأرض قبل فترة وجيزة من غزو واسع النطاق يجري التخطيط له. ونعلم عن الغزو من تلك الشخصيات المشوشة، وهي شينغي وأكيرا وأمانو. شينغي الذي يقوم بتمثيل دوره ريوهي ماتسودا لت يفهم المفاهيم المعقدة ويرتبك بسهولة، مثل زوجته نارومي التي تمثل دورها ماسامي ناغاساوا، والمراسل الساخر ساكوراي من تمثيل هيروكي هاسيغاوا. تبديد هذا الإرباك هو غاية تلك المخلوقات الفضائية، وهم يقضون معظم أوقاتهم في محاولة فهم مفاهيم معقدة كـ«الملكية» و«العائلة». وتتعلم المخلوقات الفضائية من خلال استيعاب الأفكار من أدمغة البشر، وفي سياق ذلك تنسى الضحايا البشرية النظريات المجردة التي سُرقت منها.

ويتبين أن أول زوج من البشر الذين تمت سرقة أفكارهم سعداء تماماً؛ لأنهم لم يعودوا مقيدين بالتزاماتهم، ويعود رب العمل نارومي إلى حالة طفولية بعد أن نسي مفهوم دافع الربح.

وسرعان ما ترتبط المخلوقات الفضائية بدليلها البشري. وفي أهم لقطات الفيلم، يحاول ساكوراي تحذير البشر بشأن الغزو الوشيك، ويقول لحشد من المذهولين عما يحدث بالضبط: المخلوقات الفضائية قادمة لأخذ القيم العزيزة على أنفسنا فيما الجميع يحدق في وجهه. وفي تلك اللحظة يفسح اليأس المجال للتفاؤل ليأخذ مكانه.

تكتب ماغي لي من مجلة «فرايتي»: «بين الهجاء السياسي العبثي مع ومضات من العنف، فإن هذا العمل منخفض التوتر لن يثلج قلب التواقين لدفعات القشعريرة والأدرينالين لهذا النوع، لكن خاتمة الفيلم تضرب على وتر رومانسي على درجة من النقاء، بحيث إنه لن يؤثر إلا في أشد الساخرين»، فيما يرى الناقد روغر أيبرت في قليل من فترات الصمت غير المريح في الفيلم ثمناً بخساً يدفعه المشاهد مقابل الحصول على هذا النوع من السعادة المعلقة فوق الرؤوس.

Email