زينة الشامي تتجول بدهاليز «الحرافيش» في ندوة الثقافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لرواية «الحرافيش» للأديب الراحل نجيب محفوظ، وقع خاص على قلوب محبي الأدب وعشاق السينما والدراما، فرغم مرور نحو 40 عاماً على صدورها، إلا أنها لم تفقد سحرها، وظلت شخصياته، التي تزيد في عددها على 50 شخصية، وعلى رأسها «عاشور الناجي» حافظة لحيويتها، وحاضرة على الساحة بقوة، حيث أطلت أول من أمس، بين أروقة ندوة الثقافة والعلوم بالممزر في دبي، خلال ندوة أقامتها بالتعاون مع مؤسسة بحر الثقافة، واستضافت زينة الشامي، أستاذة الأدب العربي بالليسية الفرنسية، حيث أبحرت في عوالم الراحل نجيب محفوظ، ودهاليز الحارة المصرية التي بناها محفوظ بين دفتي «ملحمته»، حيث دامت لعقود طويلة، من دون أن يصيبها التغيير، الذي فرض سطوته على شخصيات الرواية.

أسئلة كثيرة، أطلقها حضور الندوة في فضاء اللقاء الذي أقيم بحضور، بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد، مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، وإدارته الكاتبة عائشة سلطان، وشارك فيه ثلة من الأدباء والمثقفين، ممن عملوا على تشريح رواية نجيب محفوظ، تلك التي أثارت جدلاً بين انتمائها للواقعية السحرية، أم الواقعية الحقيقية، في وقت سلط الضوء فيه على عبقرية نجيب، الذي نهل كثيراً من بحور الفلسفة، التي اختارها تخصصاً له، متجاوزاً بذلك مستويات تفوقه في العلوم والرياضيات.

قراءة الروايات

قبل التوغل في عوالم محفوظ ودهاليز روايته الشهيرة التي طبعها عام 1977، آثرت عائشة سلطان إثارة سؤال حول الأسباب التي تدعو للتوجه بشكل عام نحو قراءة الروايات، لتجيب زينة الشامي على ذلك بقولها: «إن الروايات تمنح القارئ إمكانية التعرف على أناس جدد، وتذوق لغة لم يسمعها شفاهة، وأن يعيش عوالم جديدة، فيها الكثير من الخيال وبعضها يرتبط بالواقع»، معتبرة أن «الروايات أشبه بأبواب نفتحه على عالم يخفي لنا الكثير من المفاجآت، وبالتالي فهي فرصة لأن نعيش حياة ثانية، تختلف عن حياتنا الواقعية».

ميزة «الحرافيش» تكمن في لغتها الساحرة، وقد جاءت بعد رواية «أولاد حارتنا» التي أثارت جدلاً واسعاً وصل إلى حدود منعها، ليبدو أن «الحرافيش» شكلت فتحاً آخر في مسيرة محفوظ، الذي وقع تحت مجهر الباحثين، ممن أخضعوه للدراسة والمقارنة مع رواية «مائة عام من العزلة» لغابرائيل ماركيز، وفي هذا السياق أشارت زينة إلى أن «أعتقد أن طبيعة السرد الأدبي واستعمالاته في الرواية، هو الذي قاد الباحثون إلى تصنيف «الحرافيش» ضمن «الواقعية السحرية»، وهناك من نصب ماركيز أباً لـ«الوقعية السحرية» بسبب روايته «مائة عام من العزلة»، وبتقديري أن نجيب محفوظ، يجب أن يأخذ أيضاً مكانته التي يستحق، ومن حقه علينا أن نمنحه هذه المكانة في الأدب العربي.

Email