ينشد الذيوع بالنشر الرقمي والتوثيق بـ«الورقي»

الشعر في طريقه إلى القارئ..

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

يلجأ الكثير من شعراء الشعر النبطي إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قصائدهم ونصوصهم الشعرية بعيداً عن الوسائل التقليدية وهي الصحف والمجلات، حتى أصبحت تلك الوسائل هي المتنفس لهم لنشر ما تجود به قريحتهم الشعرية، مما أدى إلى عزوف الكثير منهم عن النشر الورقي في الصحف والمجلات الشعرية المتخصصة بشكل ملفت، حتى يتسنى له النشر بحرية ودون رقابة في هذه الوسائل، التي توفر أيضاً تفاعلاً مباشراً بين الشاعر ومن يتابعه، فهل سحبت هذه الوسائل البساط عن النشر الورقي.

«البيان» استطلعت آراء الشعراء في «حبر وعطر» حول هذا الموضوع، حيث اتفقوا على أن وسائل التواصل هي نوافذ جديدة ومفيدة للشعر النبطي، لكنهم أشاروا إلى أن هناك سلبيات قد تشوب هذه الوسائل، إذ إن النشر الورقي يحفظ للشاعر حقوقه.

منابر

الشاعرة حمدة المر، قالت إن وسائل الإعلام الجديدة بالفعل سحبت البساط من الوسائل الإعلامية التقليدية، وهذا ما توضحه الإحصائيات العالمية والمحلية، التي تشهد تنامياً ملحوظاً في استخدام وسائل الإعلام الجديدة، حيث تحول أغلب متابعي الوسائل التقليدية الوسائل الجديدة حتى في تلقي الأخبار اللحظية، ومتابعة آخر الأخبار والمستجدات المحلية والعالمية، إلى وسائل «الإعلام الجديد»، مما أدى إلى تحول هذه الوسائل تلقائياً منابر للشعراء، فنجدهم يبثون فيها الجديد والحصري، دون الحاجة لمتابعة برنامج تلفزيوني او إذاعي معين لمتابعة جديد الشعراء على الساحة، حيث يكفي أن نتابع حساباتهم في قنوات التواصل الاجتماعي، التي لا تلزمك بساعة محددة للمتابعة.

ومع ذلك تؤكد الشاعره حمدة المر أهمية الاستمرار في النشر عبر الوسائل التقليدية، التي توفر رقابة مناسبة، وتحظى باهتمام وتدقيق من المختصين بهذه الصفحات، إضافة إلى أنها تحفظ حقوق الشاعر.

روعة القصيدة

وأكدت الشاعرة نائلة الاحبابي، بأن وسائل التواصل الاجتماعي يسهل استخدامها بحكم توافرها في الهواتف المتحركة، حتى أصبحت العولمة في قبضة اليد، لا سيما وأن الهواتف موجودة في كل الأوقات، فمبجرد أن تكتب خاطرة أو أبيات شعرية وتكتبها عبر هذه الوسائل الاجتماعية تجدها منتشرة بشكل واسع، ولكن يبقى الإعلام المقروء هو الأجمل لمن يحب القراءة من خلال الكتاب مفضلاً الأوراق على الوسائل التكنولوجية الحديثة، فالبقاء للوسائل التقليدية، حتى لو طغى استخدام الوسائل الحديثة.

سحب البساط

النشر في وسائل التواصل الاجتماعي، سحب البساط من الإعلام التقليدي أو الكلاسيكي في الصحف والمجلات والتلفزيون، هكذا قال الشاعر أحمد الزرعوني معللاً الأسباب بأن المشاهد أو القارئ حوّل نظره من مشاهدة التلفاز وقراءة الكتب والصحف والمجلات، إلى تلفاز وجريدة متنقلة وهي الهاتف المحمول من خلال التطبيقات الذكية التي تجتمع فيها كل هذه المميزات، فـ«اليوتيوب»، برأيه، يوفر تصفح مشاهد للبرامج والأخبار يتجاوز الأربع دقائق، أما تطبيق «الإنستغرام» فلخص القصائد والمحاضرات فنشرت فيها، إضافة إلى «تويتر» و أيضاً «الواتساب».

ولذلك يرى الزرعوني أن زمن النشر الورقي (شبه انتهى)، لأنها وسيلة صعبة التنقل والاقتناء مع وجود وسائل بديلة أسهل وأسرع، وأيضاً عدم وجود رقابة كالتي تفرض في الصحف والمجلات، مع اختلاف الفكر وطريقة الطرح التي قد لا تتناسب مع الناشر ما يؤدي إلى عدم نشر النص الشعري على سبيل المثال، أو عدم تناسبه مع مستوى النشر لدى الصحيفة التي تطمح بمستوى أفضل، وردود الفعل السريعة والواضحة والصريحة أيضاً هي التي جعلت البعض يفضل نشر قصائده عبر هذه الوسائل، إضافة إلى إمكانية التواصل مع الشاعر وجمهوره بيسر.

زهو القصيدة

يرى شعراء كثيرون أن القصيدة الشعرية لها شموخ تزهو به صفحات الجرائد والمجلات، فميزان الشعر يميل للنشر الورقي الذي يخلد الإبداع. وتبين الشاعرة نائلة الأحبابي في الخصوص، أنها لجأت إلى النشر ورقياً وإلكترونياً، ولكن القصيدة، برأيها، لا تكتمل روعتها إلا حينما تسجل حبراً على الأوراق.

 

نبض الصورة

طاحت أوراق المحبة من بعد ما كانت

                                في الغصون العالية من قلبي المتفطر

كنت أقول أن المحبة ما تهون وهانت

                                كنت أمشيلك بعذرك قبل لا تتعذر

 سيف بن طميشان الكعبي

 

لمياء الصيقل.. من «نبض المشاعر» إلى «قرأت لك»

جرعة ثقافية ومعرفية متنوعة تقدمها الشاعرة لمياء الصيقل، لجمهورها ومتابعيها عبر إطلالتها من خلال برنامجها «قرأت لك»، على قناة «بينونة»، وهو الآن يكمل عامه الثالث، حيث يمد أفراد الجمهور بمعلومات ثرية تشمل الأدب والشعر والتاريخ والجغرافيا والسياسة وأدب الرحلات والاقتصاد والفلسفة والتراث وغيرها، حيث ينتقي فريق الإعداد العناوين التي تناسب المجتمع الإماراتي وقيمه المعرفية ومتطلبات العصر، ويستضيف البرنامج أيضاً الباحثين والكتاب للاطلاع على مستجدات الساحة الثقافية.

ولأن الشعر هو أحد أعمدة الأدب والثقافة، خصصت للكتب المعنية بالشعر مساحة مهمة في حلقات البرنامج. وفي العموم، فإن «قرأت لك» لا يعتبر تجربة لمياء الأولى في التقديم التلفزيوني، حيث خاضت تجربة التقديم في برنامج «نبض المشاعر» على نفس القناة وتناولت فيه قضايا الشعر والشعراء، ورغم الاختلاف في توجه البرنامجين إلا أنهما معاً يهتمان بالثقافة، فالأول يختص بأخبار الكتب وأهم الإصدارات وأبرزها، ودور النشر، إضافة إلى الفقرات التي تسلط الضوء على أبرز الكتاب من جميع بلدان العالم وعنوانها «قرأوا فقالوا»، أما «نبض المشاعر» فاختص بالشعر والشعراء وطرح أبرز ما شغل ساحة الشعر في الإمارات والخليج العربي.

وساهمت التجربتان في إثراء خبراتها في التقديم التلفزيوني رغم الاختلاف في المضامين في صقل شخصيتها التي تجمع بين الشعر والإعلام.

وكتبت لمياء الشعر في سن مبكرة، حيث كانت تحرص على شراء المطبوعات التي تنشر الشعر، تقرأها وتحتفظ بها، كما درست الشعر في «أكاديمية الشعر» في المستويين الأول والثاني. وصدر لها ديوان شعري هو «لجام السعادة»، ويضم 45 قصيدة وهي خلاصة نتاجها الأدبي.

 

Email