الملتقى الإماراتي الفرنسي يحصد تفاعلاً واسعاً من النخب الثقافية في باريس

«زايد شاعر السلام والإنسانية» يضيء أروقة «اليونيسكو»

Ⅶ من جلسات الملتقى الإماراتي الفرنسي الشعرية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت شعار «زايد شاعر السلام والإنسانية»، وبالتزامن مع فعاليات الاحتفاء بـ«عام زايد»، احتضن مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» في العاصمة الفرنسية باريس.

فعاليات الملتقى الإماراتي الفرنسي 2018، وذلك بحضور نخبة من المفكرين والأدباء والشعراء الإماراتيين والفرنسيين، وعدد من الطلبة وأبناء الجاليات العربية في فرنسا، ووسائل الإعلام.

وقد أقيم الملتقى بدعوة مُشتركة من الوفد الدائم لدولة الإمارات لدى المنظمة الدولية، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبالتعاون مع شركة أبوظبي للإعلام، إلى جانب حضور عدد من السفراء والمندوبين الدائمين العرب والأجانب المُعتمدين لدى «اليونيسكو».

برنامج الملتقى تضمن ثلاث جلسات، الأولى بعنوان «زايد جسر التواصل مع الثقافات والحضارات.. مشروع كلمة نموذجاً»، شارك فيها د. علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ود. كاظم جهاد، ود. سعد البازعي. أما الجلسة الثانية، فكانت أمسية شعرية مميزة بعنوان «زايد وتطور الشعر النبطي والفصيح في دولة الإمارات..

تجربتا شاعر المليون وأمير الشعراء نموذجاً»، أحياها كل من الشاعرات والشعراء من الإمارات والسعودية زينب البلوشي، وأسماء الحمادي، وسعيد بخيت الكتبي، وإياد الحكمي.

أما الجلسة الثالثة فجاءت بعنوان «التجربة الإنسانية والغنائية في أشعار الشيخ زايد»، تحدّث فيها كل من سلطان العميمي ود. غسان الحسن ود. كاظم جهاد. واختتم الملتقى بمعزوفات على العود لقصائد مُغنّاة للشيخ زايد، أدّاها الفنان والمُلحّن الإماراتي فيصل الساري.

نهج زايد

عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أكد أنّ جهود دولة الإمارات تُعتبر معروفة في تعزيز السلم العالمي، ونشر الحب والتعايش، من خلال الفن والأدب والشعر، وذلك سيراً على نهج زايد في نشر ثقافة الأمل والخير والتكاتف الإنساني. ولطالما كان الأمن والسلام، وسيبقيان، الأمنية التي تُراود أحلام ملايين البشر.

ولقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، رحمه الله، شاعراً أيضاً، إذ ترك لنا في ديوان الشعر النبطي باقة من أجمل القصائد، التي امتازت بتعدّد الأغراض الشعرية، والمعاني التي تُغني الشعر وتجعل منه رسالة نبيلة توحّد الشعوب، وتُحارب الأفكار المُتشدّدة. وكان الشيخ زايد، يُشدّد في كلّ مناسبة على أهمية تلاقي البشر من جميع الجنسيات والثقافات في قيم المحبة والسلام والحوار والانفتاح على الآخر.

والاحتفاء بالإبداع الشعري في خدمة الإنسانية. فقد زرع الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، في الأجيال جميعها عشق التراث والاعتزاز به، وحُبّ العادات والتقاليد الأصيلة. وكان من أبرز مُحبّي وناظمي الشعر النبطي، باعتباره يُمثل وجدان الوطن، ويُعبّر عن هويتنا الوطنية وذاتنا الإنسانية.

زايد جسر التواصل

وقال الدكتور علي بن تميم، في ورقة عمل قدمها بعنوان «زايد جسر التواصل مع الثقافات والحضارات»، إنّ الشيخ زايد كان يؤمن أنّ الاختلاف سنّة من سنن الكون والحياة، ولم يكن يسعى عبر الحوار إلى فرض رأي على آخر، بل ظلّ يهدف إلى تعظيم القواسم المشتركة والتقليل من الخلاف الذي يقود إلى الصراع والعنف، فهو ابن الحضارة العربية القائمة على التنوع في إطار الوحدة.

ويؤكد الشيخ زايد أهمية الانفتاح على الأبعاد الإنسانية في الحضارات المختلفة، ويرى أنّ جوهر الحضارة الغربية بني على هذا اللون من الانفتاح والمثاقفة الإيجابية، وأنّ علينا أن نفيد من التجارب الحضارية لنتمكن من بناء تصور حضاري يجمع بين «ماض تليد ونهضة عصرية».

وأضاف «كان الشيخ زايد يرى أنّ بناء النهضة في دولة الإمارات، هو أمر مركّب لا يجوز له أن يكون أحاديّاً وأن يقتصر على جانب بعينه من جوانب الحياة المجتمعيّة، بل إن عليه أن يتّسم بالشمول والحركيّة والمرونة ووضوح الأهداف».

زايد شاعراً

وأوضح الكاتب والباحث الإماراتي سلطان العميمي، في جلسة بعنوان «التجربة الإنسانية والغنائية في أشعار الشيخ زايد» أنّ اهتمام الشيخ زايد بن سلطان بالشعر بشكل كبير إنما جاء لقيمته الإنسانية والأدبية المؤثرة والمهمة. وكذلك من جهة اعتباره عنصراً مهماً من عناصر الهوية الإماراتية.

وقد بادر الشيخ زايد في سبيل هذا الاهتمام لتأسيس مجالس شعرية تلفزيونية في أبوظبي، طباعة وإصدار عدد من الدواوين الشعرية في وقت مبكر، تأسيس لجنة التراث والتاريخ التي اهتمت بالشعر النبطي بصفته جزءاً من التراث الإماراتي.

وتشجيعه الفنانين الإماراتيين على غناء القصائد النبطية لكبار شعراء الإمارات. استقباله الدائم للشعراء في مجلسه وعند زيارته لمختلف المناطق. وتشجيعه المستمر ودعمه لوسائل الإعلام للاهتمام بالشعر النبطي، فظهرت برامج إذاعية وصفحات ومجلات محلية تهتم بالشعر، وظهرت مؤسسات ومراكز تراثية تهتم بالشعر النبطي ودراسته.

كما قدّم الناقد والباحث د.غسان الحسن عضو لجنة تحكيم «شاعر المليون»، تحليلاً مميزاً للأغراض الشعرية للشيخ زايد، طيب الله ثراه.

أيقونة بناء ورخاء وعبقرية فكر وشعر

أكد السفير عبدالله علي مصبح النعيمي، مندوب الإمارات الدائم لدى اليونيسكو، أنّ التكريم هو تكريس للفرادة والريادة، ونحتفل به هذا اليوم كفعل ولاء وانتماء إلى فكر وشعر قائد عظيم، إنه أيقونة بناء ورخاء، وعبقرية فكر وشعر. ومن الطبيعي جداً أن نكرم الشيخ زايد في هذه المنظمة الدولية التي هي بيت الثقافات والحضارات.

فهي أنشأت في الأساس لبناء السلام في عقول البشر، وهل هناك أكثر من مؤسس دولة الإمارات استجابة لمعادلة السلام والوئام الإنساني سواء في قيادته السياسية أو في مقاربته الشعرية الإبداعية، وحتى في رؤيته الفكرية المشدودة إلى قيم الحق والخير والجمال والوفاء، هذه القيمة الفريدة والنبيلة والنادرة بين البشر، هي ما يحفزنا على تنظيم هذا الملتقى تحت عنوان «زايد شاعر السلام والإنسانية».

وهذه الكلمات الأربع تختصر شخصية هذا القائد الاستثنائي، وترسم خارطة عالمه الفكري والشعري والسياسي والانطولوجي. إنه أولاً المؤسس والحكيم، والرؤيوي الذي يستشرف الآتي من التطورات. وأضاف النعيمي في كلمة خلال افتتاح الملتقى، أن زايد أغدق الله عليه هذا الفيض من نور العقل، وقوة الإرادة والعزيمة ليروض المصاعب، ويُحوّلها إلى فرص آفاق مفتوحة.

وقد أرسى ركائز دولتنا التي غدت قدوة ومثالاً بين أّمم الأرض، والسقف الذي تستظله مئتا جنسية من أقوام العالم، تكسب رزقها، وتعيش خصوصياتها بتناغم وتآلف. وتابع النعيمي حديثه عن زايد: «هو أيضاً الشاعر الذي صاغ فلسفة وجودية، محورها الإنسان والسلام، بكل ما تُجسّدانه من توق».

مكانة

انطلقت فعاليات الملتقى بفيلم مُترجم للغة الفرنسية حول الدور الكبير للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على الصعيدين المحلي والدولي، وبشكل خاص تأسيسه لدولة الإمارات التي أصبحت تتبوأ مكانة عالمية مرموقة اليوم في مختلف المجالات، وتُساهم بشكل فاعل في حوار الثقافات والحضارات ونشر المحبة والسلام.

براعة

أشارت ورقة بحثية مقدمة في الملتقى إلى أن الشيخ زايد برع في قرض الشعر النبطي، وقد صدرت عدة دواوين شعرية تضم قصائده، وقد أبدى اهتماماً واضحاً بأوزان هذا الشعر وفنونه التي اشتهرت بها الإمارات منذ القدم، خاصة الونة والردحة والتغرودة، وتتنوع أغراض أشعاره بين الغزل والحكمة والقصائد الوطنية والاجتماعية، والمساجلات.

80

خلال ورقة بحثية في الملتقى تم استعراض قصائد الشيخ زايد المغناة، حيث نجد في إحصائية سريعة أن عدد قصائده المغناة يزيد على 80 قصيدة، غنى بعضها بصوت فنان واحد، وبعضها بصوت 11 فناناً وفنانة.

57

بلغ عدد الفنانين الذين غنوا قصائد زايد 57 فناناً، منهم 14 فنانة، منهن 5 فنانات إماراتيات، في مقابل 30 فناناً إماراتياً، بما يصل مجموعه إلى 35 فناناً وفنانة إماراتيين. أي أكثر من نصف الأغاني.

وإضافة إلى فناني الإمارات الذين غنوا قصائد الشيخ زايد، نجد أن جنسيات الفنانين الآخرين تتنوع بين المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان والمغرب وغيرها من الجنسيات العربية الشقيقة.

3

هناك 3 فرق غنائية غنت قصائد الشيخ زايد، كما غُنيت القصائد وأدّيت بالموسيقى وبأداة الربابة «وهي أداة موسيقية وترية فردية»، وبصوت «الشلّة»، وهو فن يعتمد فيه الفنان على أدائه الصوتي فقط.

 

 

Email