عمر غباش وتوماس فلتشر في حوار تفاعلي اعتمد سرعة البديهة والاختزال

«الدبلوماسية الرقمية» نافذة لتواصل مباشر مع المجتمع

عمر غباش يتوسط توماس فلتشر وجوليا ويلر | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت جلسة «الدبلوماسية الرقمية» في اليوم الثالث من فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب والتي تقام في فندق انتركونتننتال بدبي فستيفال سيتي، إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق من مختلف الثقافات والأعمار حيث تراصت الكراسي في مساحة قاعتين حتى الجدار الخلفي، لمتابعة الحوار مع عمر غباش سفير دولة الإمارات لدى فرنسا وقبلها روسيا خلال الفترة 2008-2017، وتوماس فلتشر الأستاذ الزائر لتدريس العلاقات الدولية في جامعة نيويورك في أبوظبي الدولية والذي كان مستشار السياسة الخارجية في داونينغ ستريت لثلاثة من رؤساء الوزراء.

نافذة للتواصل

وتجلى في الجلسة الحوارية التي أدارتها الإعلامية جوليا ويلر، حيوية الكاريزما التي يتمتع بها كلا الطرفين وسرعة البديهة في الإجابة عن أسئلة المحاورة، أو التعليقات في ما بينهما بما يشبه السِجال والتي اتسمت بالذكاء وروح النكتة والاختزال، مما كان يدفع الجمهور تارة إلى الضحك من أعماقه أو التصفيق بحماس، إلى جانب توافر الترجمة باللغتين العربية والإنجليزية مع نقل الحوار بلغة إشارة الصم.

وتمحورت الجلسة حول أهمية قنوات التواصل الاجتماعية في حياة الدبلوماسي كسلاح ذي حدين تبعاً لاستخدامها إما كأداة تعكس ثقافة ومكانة ورسالة بلد الدبلوماسي أو انزلاقه إلى ما هو شخصي، إلى جانب فتحها نافذة للتواصل مع المجتمع بعيداً عن قيود الأطر البيروقراطية.

علماً أن الصورة النمطية التقليدية للدبلوماسية التي عاشت عصرها الذهبي قبل 20 عاماً، انتهى عهدها. ولتصبح تلك القنوات وسيلة لجمع المعلومات ومعرفة الانطباعات.

القوى الناعمة

وأبرز النقاط التي طرحاها هي، الحاجة إلى نوع آخر من الدبلوماسيين الملمين بتخصصات علمية وتقنية ومهنية للتواصل والتفاوض مع الشركات العالمية الكبرى ضمن مفهوم القوى الناعمة. وأشارا إلى خطورة تلك القنوات في فقدان الحد الفاصل بين النرجسية ومهنية الدبلوماسي أو أي كان.

وأكدا أن تلك الوسائل لا تعوض لقاء البشر وجهاً لوجه، وفي الوقت نفسه أصبح من يستخدمها على مختلف الأصعدة دبلوماسياً في تواصله وتفاعله مع الغير.

توقعات

قال توماس فلتشر في نهاية الجلسة: تتميز المرأة بذكائها الوجداني الذي تتفوق به على الرجل مما ساعدها على دخول السلك الدبلوماسي الذي برعت فيه. وأنا اليوم أقول من واقع تدريسي للدبلوماسية في الإمارات ونسبة الطالبات العالية، إن أول امرأة ستتسلم منصب سكرتير عام هيئة الأمم عام 2020 ستكون امرأة من الإمارات.

قادة الإمارات عزّزوا أهمية القراءة ودورها الحضاري

في إطار فعاليات شهر القراءة الوطني، لذا العام، والذي أطلق فعالياته، أخيرا، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث يعتبر دعامة أساسية من دعامات القانون الوطني للقراءة الصادر في عام 2016، استطلعت «البيان» آراء عدد من رواد وجمهور المهرجان من الشباب الإماراتي، لتلمس مدى فاعلية هذا المشروع المستدام الذي انطلق بعام القراءة على أرض الواقع..ورأي الحضور والمشاركين في المهرجان بقيمته وجدواه.

نادٍ أسبوعي

يقول عمر محمد الجرمن، خريج الهندسة الكهربائية: «مؤكد أن شهر القراءة ومشروعات الإمارات الخاصة بالتحفيز على القراءة شجعتني كثيرا. وقد اكتسبت حبي للقراءة من أفلام هاري بوتر التي أخذتني إلى رواياته ومن حينها لم أتوقف عن القراءة، وأسّست قبل سبعة أسابيع نادياً للقراءة يضم ستة أصدقاء، ونلتقي يوم السبت من كل أسبوع في مقهى بعجمان، وأحاول حالياً إقناع صديقي خالد بالانضمام إلينا.

ونتكلم في لقاءاتنا عن كتب الفلسفة المعقدة التي قرأناها التي يصعب فهمها بمفردنا مثل كتابات الفيلسوف الألماني فرديريك نيتشه، وقريباً سنختار كتباً باللغة العربية، وقرأنا حتى اليوم ستة كتب».

ويحكي خالد جمال البح عن دور القيادات الرشيدة في دولة الإمارات في التشجيع على القراءة: «هذا الاهتمام بالقراءة والتركيز على المكتسبات في بناء شخصية الإنسان في دولتنا، غيّر الكثير من المفاهيم الخاطئة في مجتمعاتنا، حيث كانت القراءة في طفولتي شخصيا، مثلا، غير محبذة ودليل على الانطواء والهروب، ومع رؤية الحكومة تغيرت نظرة الشباب والأطفال والأسرة تغيرت».

حافز للجميع

وتقول الشابة شذى الملا، المهندسة المعمارية التي التقيناها في ركن كتب المهرجان: «شكلت رؤية حكومتنا الرشيدة حافزاً لدى الجميع للقراءة، وأنا أحاول برمجة وقتي بين العمل والتزاماتي العائلية لإيجاد مساحة للقراءة، والفعاليات المرتبطة بالكتاب مهمة جداً، فأنا من خلال مهرجان الآداب مثلاً تعرفت إلى كتّاب إماراتيين في مختلف التخصصات، وأحرص على اختيار كتب لي ولابنة أخي لتعرف من خلالها المزيد عن هويتنا الإماراتية وثقافتنا وتراثنا. وفي العام الماضي سررت كثيراً بعثوري على كتاب للأطفال عن والدينا المؤسسين المغفور لهما زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم، قرأناه معاً».

مبادرة المليون

ويقول د. أحمد الشعيبي، الأستاذ في جامعة خليفة ومؤسس دار نشر أدب الطفل «الراوي»، الذي أقام ورشة عمال للأطفال صباح أمس: «فخور جداً بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدعم مكتبات المدارس بمليون كتاب.

فبناء العلاقة بين الطفل والكتاب، مشروع قارئ ومثقف ومفكر. والأطفال هم رهان مستقبلنا، وتحصينهم بالعلم وحده لا يكف، فالقراءة تفتح مداركهم لآفاق الإبداع والوعي والقدرة على قراءة الواقع بموضوعية».

ويقول الشاب خالد جمال البح، الموظف في غرفة تجارة الشارقة حول دور القراءة في حياة الإنسان: «عالم القراءة بمثابة بوابة للخروج من تعب اليوم وضغوط الحياة، ليأخذني الكتاب إلى مساحة خاصة بي أكتسب خلالها معارف متنوعة خاصة التاريخ الذي أعشقه وكذلك الفلسفة وأحياناً الروايات، حبي للقراءة اكتسبته من الوالد. أما وجود رؤية للدولة وإقامة فعالية خاصة بها فأمر مبهج ويحبب بالقراءة خاصة بالنسبة إلى الأطفال».

 

أحمد الشعيبي:قصصي تنقل جوهر ثقافتنا وتراثنا

استقبلت ورشة الكاتب د. أحمد الشعيبي المتخصص في الكتابة للمرحلة العمر دون تسع سنوات، مجموعة من تلاميذ مدرسة الفجيرة الذي تمحورت ورشته على تعزيز الهوية الإماراتية والتعريف بتراثها وثقافتها الحياتية والقيم والمثل والأخلاق، وذلك عبر بطليّ قصصه حمد البالغ من العمر تسع سنوات وأخته عائشة.

ويقول عن المحاور التي يتناولها في قصصه المكتوبة باللغة الانجليزية: «أسعى من خلال قصصي تعريف الجاليات التي تعيش في بلدنا وخارجها بثقافة الإمارات وتراثها. وكم أسعدني الإقبال الواسع عليها من قبل الأجانب المتعطشين لمعرفة الكثير عن هويتنا.

وأعتقد أن من عوامل نجاحها اختيار لقصص فيها عنصر التشويق والمغامرة، مثل عائشة التي استعارت عقد اللؤلؤ الخاص بوالدتها لتتزين به بين صديقاتها، ولسوء الحظ يضيع منها. لتكتشف القيمة الحقيقية لهذا العقد الذي جمع حباته جدها خلال رحلات الغوص، ويذهب القارئ مع عائشة إلى عالم البحر وتفاصيله. وتكتشف عائشة أن قيمة العقد بتاريخه المتوارث من الجد لجدتها فوالدتها، وهكذا...»

دوافع

ويقول عن جمعه بين تخصصه في الهندسة الكيميائية وأدب الطفل: «لم تخطر الكتابة في بالي من قبل، لكنني قبل عامين ونصف تأثرت كثيراً بشهادة 40 من أبنائنا الجنود. وكنت أحاول تخيل حال أسرهم وأبنائهم، وكيف يمكن أن أشرح لهم تقديرنا لتضحيتهم، ووجدت نفسي أكتب حواراً بين أب وابنه أشبه بالقصيدة، وتلك كانت البداية، لأستمر بعدها في كتابة وطباعة القصص التي أعتبرها حتى الآن بمثابة هواية».

أمل بالمستقبل

اتخذت الأم هاكيلي سبونبتش ركناً في أحد أروقة مهرجان طيران الامارات للاداب ، استعداداً للقائها المرتقب مع وكيل أدبي، لتعرض عليه ثلاث روايات كتبتها ولم تنشرها بعد. وما بين وضع ملاحظاتها ومراجعتها وتقليب صفحات دفترها، كانت تداعب طفلتها الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، والتي كانت فرحة باكتشاف عالم جديد من الحركة لأناس من مختلف الألوان والأطوال والخطوات، ولا تملك إلا أن تضحك لمن يتوقف أمامها ويقوم بحركات عجيبة بوجهه ويديه.

تكريم براعم الشعر الفائزين بجائزة «تعليم»

تم تكريم الشعراء الواعدين الفائزين بجائزة «تعليم» للشعر باللغتين العربية والإنجليزية في مهرجان طيران الإمارات للآداب، وحصل الفائزون على كتاب تذكاري يضم مشاركاتهم الشعرية الفائزة وكأس المسابقة.

وقد سلّم الجوائز للفائزين كل من الشاعرة الإماراتية مريم محيوه، والشاعر روجر ماكغوف، أحد أكثر الشعراء غزارة في بريطانيا وأكثرهم شعبية عند الكبار والأطفال، وتمحورت مسابقة هذا العام حول «الذكريات».

وتحدثت روس مارشال، الرئيسة التنفيذية لـ«تعليم» بحماس عن مشاركتهم في المهرجان، قائلةً: «كان التجاوب استثنائياً هذا العام، ولا شك أن رؤية الفرح على وجوه الفائزين من أسعد اللحظات بالنسبة إلينا، إننا فخورون بشراكتنا مع مهرجان طيران الإمارات للآداب في هذه الجائزة التي تتبنى المواهب الواعدة وترعاها، وتوفر منصة للمبدعين لتقديم إبداعاتهم».

وجائزة تعليم للشعر هي جائزة مخصصة لكتابة الشعر لجميع الطلبة بمختلف مراحلهم الدراسية، تعقد هذه الجائزة سنوياً تزامناً مع مهرجان طيران الإمارات للآداب. وكان موضوع الكتابة لعام 2018 هو الذكريات، احتفاءً بمرور الذكرى العاشرة على إطلاق المهرجان.

Email