خلال جلستين أدبيتين برعاية «البيان»

نصرالله وخليفة يتحدثان عن السرد وعلاقته بالزمان والمكان

■ خالد خليفة متحدثاً وبجانبه المحاورة إيمان اليوسف | تصوير: زافير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل مهرجان طيران الآداب في يومه الثاني فعالياته وأعماله الأدبية المقررة، حيث أقيمت أمس جلستان أدبيتان برعاية صحيفة "البيان"، تحدث في الأولى الروائي الفلسطيني ابراهيم نصرالله عن روايته الأخيرة حرب الكلب الثانية، والجلسة الثانية استضافت الروائي السوري خالد خليفة صاحب رواية "لا سكاكين في هذه المدينة"، وتحدث في الجلسة عن عمله الروائي المقبل عن مدينة حلب في القرن 19 .

خالد خليفة متحدثاً وبجانبه المحاورة إيمان اليوسف | تصوير: زافير ويلسون

 

نصرالله

تناولت جلسة «إبراهيم نصرالله: حرب الكلب الثانية» التي حاوره فيها الإعلامي إبراهيم الاستاد، محاور الاختلاف في روايته الجديدة وعلاقته بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. وتحدث نصرالله عن انفتاحه على جمهوره من خلال التقنيات الحديثة بعكس رواد جيله من الكتّاب قائلاً: «أتى انفتاحي على التكنولوجيا قبل خمس سنوات فقط. أما النشاط والتفاعل فيتم من خلال قراء أوفياء فتحوا صفحة باسمي سواء على (تويتر) أو غيرها. فأنا لا أملك الوقت للمتابعة اليومية والتفاعل على صحف المعجبين أضعافاً مضاعفة مقارنة بصفحتي».

الزمن

وتكلم بعدها عن إطار روايته قائلاً: «لا يمكن لأية رواية أن تتجاوز زمنها لتصبح من روائع الأعمال إن لم تتضمن الزمن الحاضر والماضي والمستقبل. وتناولت فيها خطورة الماضي كما المستقبل، فالتطرف الذي اجتاح العالم في السنوات الماضية ولد خوفاً قاتما من الحاضر وما يليه. وذهبت بالرواية إلى المستقبل المتخيل بحثاً إلى أين ستذهب بنا ظاهرة العنف والتخفف من حمل الآخر سواء بنفيه أو قتله، وحتى التخفف من أشباهنا».

الخيال العلمي

وينتقل إلى الحديث عن معالجته لعوالم المستقبل في روايته قائلاً: «أخذني هذا العمل الغرائبي المرتبط بالفانتازيا والخيال العلمي، إلى مساحات جديدة دفعتني إلى تطوير مخيلتي، وبناء التصور لكل ما يحويه المستقبل من عناصر وقيم وأدوات، إلى جانب انفتاحي أسوة ببقية أعمالي على مختلف أشكال الفنون الأخرى كالسينما والشعر والنقد والتي تترجم أفكاري بمشاهد فنية بصورة تلقائية».

أسئلة

وطرح الحضور العديد من الأسئلة فيما يتعلق بالرواية وبتجربته الإبداعية، وما يستوقف في ذلك التواصل العديد من العبارات التي تدفع إلى التأمل والتساؤل لاختزالها حالة أو تلخيصها لقناعة. ومثال عليها «لا تخف من القارئ ولا تكتب لإرضائه.. الأفكار المستنيرة تؤثر وتغير.. بعض الروايات تحدث شرخاً بين القراء.. أنت تكتب لمن يقرأ.. الكتابة مجموعة أفكار، وكل فكرة رسالة».

خليفة

شكّلت مدينة حلب مدخل جلسة الحوار مع الروائي السوري خالد خليفة الذي وصلت روايتان من أعماله إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، والذي أدارته إيمان اليوسف ، وتحدث خليفة بإحساس الشاعر عن عشقه لهذه المدينة التي نشأ فيها، والعلاقة الجدلية التي تجمع بين العشق والنفور، والحب والغضب التي تربطه بها. وتحدث عن تاريخ تلك المدينة التي يزيد عمرها على 4000 سنة والتي سلبت ثرواتها عبر التاريخ منذ الاحتلال العثماني الذي كان يسلبها خيراتها وصناعتها كلما فرغت خزنة الوالي في إسطنبول.

المحور

وانتقلت محاورته بعدها إلى مضمون رواياته التي تمحورت حول مدينة حلب كمكان، ليقول خليفة: «أنهيت قريباً روايتي السادسة والتي تتناول مدينة في القرن 19، لتأخذني رحلة البحث عبر كتب وخرائط إلى القرنين 17 و18، وصولاً في بعض الأحيان إلى القرنين الثاني والثالث الميلادي، وتاريخ حلب من يأخذني». ويحكي بعدها عن كونه من الكتاب المتأنين في إنجاز روايتهم قائلاً: أنا أقيس وحدتي الزمنية بزمن كتابتي للرواية. أما ما قبلها وبعدها فزمن غير محسوب عندي، لأن مرحلة العمل على النص هي سعادتي وتوازني ورضاي عن نفسي والذي ينعكس بإيجابية على علاقتي بالآخرين. وأصعب مرحلة أعيشها حينما يفارقني العمل ويذهب إلى المطبعة، لأعيش في مزاج عكر لا يقل عن ثلاثة أيام. وسبب الزمن الطويل الذي استغرقه، حيث مثل روايتي «مديح الكراهية» التي تطلب إنجازها أربع سنوات، هو أني أشكك بنفسي وبقدراتي ككاتب، خاصة وأن لا طموح لي في الحياة سوى الكتابة. وبالتالي أتحقق وأبحث وأدقق في كل التفاصيل مهما كانت صغيرة.

أزمة نص

وتحدث بعدها عن الفوارق بين فن كتابة السيناريو والرواية، نظراً لتجربته في كتابة الدراما التلفزيونية قائلاً: كتابة السيناريو بالنسبة لي أشبه بالمهنة، ووفر لي مورداً منحني مساحة حرة لأتفرغ لكتابة الرواية. ورداً على سؤال محاورته حول وجود أزمة نص جيد في الدراما العربية يقول: هناك العديد من النصوص الجيدة المركونة في الأدراج، وتكمن حقيقة الأزمة في «منظومة الإنتاج» التي تخضع لمزاج المنتج والعائد المادي وما توافق عليه المحطات الفضائية.

ثلاثية

يقول الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله حول عمله الجديد: أكتب حالياً رواية ثلاثية جزؤها الأول بعنوان «دبابة تحت شجرة الميلاد» ويتمحور حول عائلة، والثاني «نور العين» يتمحور حول أول مصورة فلسطينية عربية، والثالث «ظلال المفاتيح» حول امرأة تتشابك حياتها مع النكبة.

جلسة

زكي نسيبة: ذكريات زايد

تلامس هذه الجلسة نبض اعتبار العام الجاري «عام زايد» بمناسبة مرور 100 عام على ولادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يتحدث زكي أنور نسيبة وزير الدولة والذي اختارته مؤسسة الإمارات للآداب شخصية العام للإنجازات. حيث يتحدث عن إرث زايد وأهميته لدولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة أنه رافقه في مسيرته من خلال دوره كمترجم ومستشار.

فرصة

براعم الطفولة تحكي

التقت «البيان» خلال جولتها في أروقة المهرجان بلطيفة القرق وابنتها هنا لينا الشيراوي في الصف السادس التي خرجت للتو من جلسة للأطفال وبيدها كتاب. وتقول هنا: «استمتعت بما قاله الكاتب والذي حكى لنا عن حياة أبطال القصة ولماذا هم سعداء، وعن مغامراتهم. كذلك حديث عن سعادة الشعب الهولندي ».

لطيفة القرق وابنتها هنا لينا

 

وتقول لطيفة : «نحن عائلة تحب القراءة وعوالم الكتاب».

قراءة

غيث وجوري وفرحة الاختيار

الطفل غيث سلطان المحرزي الذي عمره تسع سنوات يقول: اشتريت ثلاثة كتب، قصتين بالعربية وكتاباً عن الطبيعة بالإنجليزية، أما أخته جوري في الصف التمهيدي فتقول: اسم قصتي «فرشاتي ترسم» التي اخترتها لأني أحب الرسم.

غيث وجوري | تصوير: حصة إسماعيل

 

وتنضم إليهما والدتهما موزة محرز التي تقول: تواجدنا هنا اليوم يعكس اهتمام العائلة بالقراءة وزرعها في أبنائنا، واشاركهما جلسات القراءة لأكون حافزاً لهما.

 

أسرار نجاح رواية «فرانكشتاين»

تبدأ الكاتبة البريطانية كيت موس التي اشتهرت بروايتها «المتاهة»، جلستها بطرح مجموعة من التساؤلات حول أسباب استمرارية طباعة رواية الرعب «فرانكشتاين» للكاتبة البريطانية ماري شيلي «1797-1851»، والطلب عليها على الرغم من مرور 200 عام على إصدارها.

كيت موس في الجلسة | زافير ويلسون

 

دوافع

«ترى لماذا لا تزال فرانكشتاين مشوقة حتى يومنا هذا؟» سؤال طرحته موس في بداية قراءاتها التحليلية التي شملت حياة ماري وبنية الرواية وإرثها لاحقاً، وتحكي عن حياة ماري التي توفيت والدتها بعد 11 يوماً من ولادتها، وانشغال والدها الدائم بعالم الكتب ومن ثم زواجه من امرأة أخرى حينما كانت في الرابعة من عمرها، مما جعل حاجتها لأن تُحَب أمر جوهري انعكس على سلوكها، كذلك إصابتها في مرحلة المراهقة بمرض جلدي شوه مظهرها مما دفعها إلى العزلة حتى أصبح عمرها 17 عاماً، لتنطلق في حياة صاخبة.

مقاربة

وتعود كيت إلى مقاربة حياتها بمضمون ما في الرواية، ابتداء من معاناة المخلوق المشوه الذي اخترعه الدكتور فرانشكتاين من دون تفكير بالعواقب مدفوعاً بطموحه والغرور، كذل مشاعر عدم الرضا عن النفس والخيبة من تشوه صورتها، ومشاعر الفقدان والموت اللذين عاشتهما ماري مراراً وتكراراً بإجهاضها المتكرر ومن ثم موتهم صغاراً.

زخم

ويتجلى من تلك المقاربة كما تقول كيت موس معرفة ماري شيلي بتلك المشاعر بين ألم وغضب وتوق وضعف وانتقام وغيرها، وبالتالي يكمن سر نجاح الرواية في الزخم الإنساني المحيط بالشخصيتين حيث يكتشف ذلك المخلوق، ووالده فرانكشتاين جثة هامدة بين يديه أن نقمته عليه لعدم إحاطته بحب الأب ورعايته وهو الذي أحضره إلى الحياة، لم تحقق له الراحة أو السكينة. وانتقلت بعدها إلى الحديث عن إرث الرواية التي ألهمت كتاباً كثيرين من بعدها وخاصة في الأدب الغوطي الذي يجمع بين ملحمة من المشاعر في أجواء من الرعب وتقول إن فرانكشتاين أسست لمرحلة جديدة في هذا الأدب والتي تعتمد على توازن في الطرح بينهما.

 

سر تعلّق اليافعين بأدب جاكلين ويلسون

نصعد إلى منصة الكتاب لنلتقي بالكاتبة جاكلين ويلسون «1945» ذات الشعبية والشهرة الواسعة بين فئة المراهقين الذين يقرؤون باللغة الانجليزية، وتقول جاكلين عن خصوصية رواياتها وقصصها التي تميزها عن غيرها من الكتاب لتلك الفئة، خاصة وأن كتبها لسنوات خلت كانت الأكثر استعارة في المكتبات العامة ببريطانيا: «أعتقد أني أتمتع بذاكرة قوية عن مرحلة طفولتي وما بعدها والمشاعر والتساؤلات والإشكاليات التي كنت أواجهها، والتي لا تختلف كثيراً عن الزمن الحالي على الرغم من التقنيات والوسائط الحديثة، فالتشكيك بالذات ومحاولة فهم العالم الكبير، ومشاعر الفقدان والانفصال تبقى واحدة. وربما لأني أكتب بلغة المتكلم يشعر القراء كما قالت لي إحداهن بأنني أحاورهن. وعلى الرغم أننا جميعاً نأتي من ثقافات واحدة إلا أن المشاعر التي نعيشها واحدة».

جاكلين ويلسون | البيان

 

تقلبات

وتقول عن حساسية الكتابة لتلك المرحلة العمرية: «بالتأكيد مسؤولية كبيرة، ولكن لحسن الحظ لا أكتب من منظور الآباء بل من وحي تلك المرحلة العمرية التي أدرك ما تحمله من تقلبات وحيرة وغموض. ولحسن الحظ أني لم أحظَ بالشهرة إلا بعدما كبرت ابنتي، وإلا لكان الجميع ربط بين بطلاتي وشخصية ابنتي التي ربما كانت ستربكها كثيراً». واضافت «أحرص على ألا أبدأ بكتاب جديد إلا بعد تأمين موضوع الرواية التالي، كي أكون مرتاحة. ولحسن الحظ وعلى الرغم أن في رصيد إنتاجي أكثر من 100 عمل، إلا أن نبع إلهامي لم ينضب يوماً. لا أعتقد من يكتب طيلة حياته لا يتوقف. أما كتابي المفضل في صغري نويل ستريتفيلد ».

 

مقتطفات

عائلة تقرأ

 

 

الحب والمرح في أجواء المهرجان

 

 

التصوير إلى جانب الشخصية الكرتونية

 

تفاعل بين الكاتب والأطفال | تصوير: حصة إسماعيل

 

 

 

Email