زينب الرفاعي: هاجس قصيدتي إدهاش المتلقي

زينب الرفاعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

التريث حتى اكتمال أداوتها الشعرية.. كان معيناً مهماً للشاعرة زينب الرفاعي، لتقدم إلى قرائها نصوصاً غير تقليدية. ولا شك أن مفردات أخرى كثيرة، تشكل ركيزة تميزها في رحاب وعوالم القصيدة، ومن ذلك طقوس كتابتها والأماكن التي تفضلها لذلك، وهي الهادئة طبعاً، ذلك حتى تولد قصيدتها التي تبدأ بضياع الحلم، كما تقول في حديثها إلى «حبر وعطر»، وتكتمل عند آخر دمعة..

وكذا تلفت إلى أن مكتبة والدها الزاخرة بالكتب، فتحت لها آفاقاً واسعة للاطلاع، ومنها تعرفت إلى ثراء رياض الكتاب، فكان الأدب ملاذها الذي جعل منها شاعرة تفضل أن تخلق الدهشة لدى القارئ عوضاً عن تقديم نص مستهلك وتقليدي.

بين الشعر العمودي والشعر الحر، أيهما ترينه أسهل وأعمق تعبيراً.. وأين تجدين نفسك بينهما؟

كلاهما سهل الكتابة ويحتمل الفكرة العميقة. النص مولود والإلهام يختار جنسه، فمتى ما جاء النص قوياً متقيداً بقافية كان شعراً عمودياً، ومتى ما جاء حراً، سلساً ولا يحتمل التقييد، كان شعراً حراً.

كيف تقيمين تجربتك الشعرية مقارنة بشاعرات جيلك؟

لا أحبذ المقارنة، جميعنا نجتهد والتوفيق من الله. أنا أحاول الاعتناء بقصيدتي وعرضها بشكل يليق بها وبي.. وأيضاً بالمتلقي الذي يبحث عن غير التقليدي.

ثراء وأدوات

متى تكون مرحلة اختمار واكتمال مبنى القصيدة لديك؟ وهل من طقوس معينة تفضلينها في الكتابة؟

تبدأ القصيدة عند ضياع حلم أو معاناة حول موضوع معين، وتكتمل عند آخر دمعة!

أما طقوسي في الكتابة، فهي مستندة إلى أساس مهم، وهو المكان الهادئ.

تنتمين إلى عائلة تهتم بالأدب كثيراً.. كيف أثرت البيئة المحيطة تلك فيك كشاعرة؟

المحيط الاجتماعي دائماً يثري ثقافة الشاعر ومفرداته، إضافة إلى إطلاعه الذاتي. أنا أُرجع الفضل، من بعد الله، في ثراء لغتي وأدواتي الإبداعية الشعرية، لمكتبة والدي التي كانت زاخرة بالكتب فأفسحت لي المجال للتعرف على الكتاب بوقتٍ مبكر.. وعلى الأدب بشكلٍ خاص.

نهج

من هو الناقد الأول والأفعل لكتاباتك: القارئ أم أنت ذاتك.. أو هي صديقة مقربة؟

في بعض الأحيان، أبعث لصديقاتي المقربات من الشاعرات، القصيدة أو النص فور ولادته، طالبةً آراءهن، وفي أحيان أخرى أكتفي بتنقيح منتجي الإبداعي بنفسي.

تسيرين بخطى واثقة في ساحة الشعر الشعبي، كيف أثر إيمانك بموهبتكِ الشعرية على وجودك في الساحة؟

إيمان الشخص بنفسه يكسبه الثقة، لكن تلك الثقة ستبقى وهماً إن لم يجتهد ويرحب بالآراء والانتقادات.. ما أكسبني هذه الثقة هو أنني تجنبت النشر في بداياتي، حتى تكتمل أدواتي الشعرية وتنضج تجربتي.

جمال

ما مدى أثر انخراطكِ في عوالم أمسيات الشعر ولقائك بشعراء في إغناء تجربتك الشعرية؟

هذه اللقاءات ترفع من مستوى ذائقتي، تثري ثقافتي الشعرية وتضفي جمالاً على نصوصي المستقبلية.

الصور الشعرية حاضرة في قصيدتك بقوة.. كيف ترسمينها؟

إن ذخر وركيزة قدرتي في الصدد، إيماني التام بضرورة إدهاش القارئ في كل نص، إما عبر لغة شعرية جميلة أو بصورة شعرية مدهشة.. وهو ما يجعلني لا أقبل بنص تقليدي أو فكرة مستهلكة. لذا أجتهد في مزج كل ما أملكه من أفكــار.. ومن مفردات وخيال، لتكون القصيدة كما أتمنى.

Email