كتّاب يطالبون بعودته إلى الصحافة الثقافية في عصر «السوشيال ميديا»

المقال الأدبي.. هل يستعيد البريــق ويتبوّأ الصـدارة ؟

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

المقال الأدبي ليس هو مطلق المقال، ولكن تتحقق أدبيته حينما ينطوي على عناصر الإسهاب في تقصي الفكرة والاستطراد في الاستدعاءات، فيقوم على توظيف جماليات اللغة وتزويقها إطاراً لموضوعات يجري تناولها بعمق وباستشهادات وإحالات واستعراضات للمعارف المكتسبة، وكل ذلك يكرس لخدمة الرأي، في سياق تحليلي ماتع ينحو منحى السرد الإبداعي الرصين.

بمعنى أن المقال، فناً أدبياً، يبدو كتحفة منحوتة نثرية زاخرة بالمعلومات والجمال التعبيري البلاغي المكرس لخدمة الموضوع ودعم تأثيره في المتلقي المنبهر.

وبالتالي فإنه في مقابل أن الشعر ليس خليقاً بأن يقال له شعر ما لم يهززك عند سماعه، فإن المقال الأدبي ليس قميناً بالتجنس الأدبي، ما لم يبهرك ويشدك لقراءته من أوله إلى آخره. هذا إذا كنت مهتماً بالأدب وشجونه طبعاً!

هذا الفن العظيم، ظل موجوداً دائماً ضمن الأجناس الأدبية في الثقافة العربية منذ أكثر من قرن بعد اقتناصه من سياق الحضارة الفرنسية، من خلال رفاعة الطهطاوي ومن تلاه، فشكل حضوره عربياً بمستويات متفاوتة تبعاً للمواهب، ولكنه في المشهد الثقافي الراهن، بات توارياً بعض الشيء عن الصدارة، ليس له من بريق النجومية والجاذبية إلا القليل ضمن نتاجات الصحافة ودور النشر، وأبرز كتابه اليوم ليسوا أدباء راسخين وإنما صحفيون كبار محترفون أمثال سمير عطا الله، وجهاد الخازن، وغسان شربل وغيرهم يكتبون مقالات صحفية لامعة، ولكن ليست أدبية، فما مردّ ذلك؟

ربما نجد إجابة ما في الصورة التي شكل بها هذا الفن حضوره العارم على أيدي فطاحلة الأدب العربي النهضويين، من أمثال طه حسين والمازني والعقاد ومحمد حسين هيكل، فأولئك اتخذوا سبيل المساجلات في ما بينهم طريقاً لجذب الانتباه وتسخين الأجواء المحيطة بهم شحذاً لمتابعة الحوارات العملاقة التي وظفوا فيها كل الأدوات والإمكانات الفنية والثقافية التي تميزوا بها على نحو لافت يوماً ما.

ولكن ماذا عن الآن؟ ونحن بصدد سطوة وسائل التواصل الاجتماعي حيث استشراء ظاهرة الرسائل والتغريدات، هل يشكل هذا الفضاء الحيوي الجديد ميداناً يزدهر فيه فن المقال الأدبي من جديد أم أن مجانية الفرص المتاحة وخوض كل من هب سيقصي الأقلام الرصينة كما تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة حسب النظرية الاقتصادية؟!

وإذا كانت «السوشيال ميديا» تشكل فعلاً فرصة سانحة لازدهار المقال، فهل سيحظى المقال الأدبي كامل الدسم بالمكانة التي تليق به وبتاريخه؟ وفي هذه الحالة ما الذي يتعين القيام به لتحقيق الحضور المنشود، سواء على صعيد الموضوع أو الشكل، حتى يكون المقال الجديد مفضلاً، مقارنة بالقصيدة والرواية؟.

«البيان» طرحت الأمر على معنيين بشأن الكتابة مستطلعة رأيهم فقالوا..

أهمية الاهتمام

عائشة سلطان، كاتبة مقال يومي على صلة بالأدب، ترى أن الحرص على متابعة جنس أدبي دون آخر، له علاقة بالاهتمام العام بهذه الأجناس، كما له علاقة بمدى ازدهار الحياة الثقافية وقوة الحراك الأدبي والصحفي في المجتمع، يدعم ذلك وجود كتاب ناشطين، كل في مجاله، في ظل إنتاج أدبي قوي وعميق، يؤثر في الناس، ويحاكي اهتماماتهم ويطرح أسئلتهم، من دون أن ننسى ما تمثله المهرجانات والجوائز والمسابقات وتكريم الأدباء والكتاب والإشارة إليهم ونقل نتاجهم من كونها منتجاً أدبياً تتداوله أو تتعاطاه نخب المجتمع المثقفة فقط، إلى منتج إنساني يقرؤه الطالب والطفل والمرأة والشاب، وأي إنسان عادي في المجتمع.

وتمضي عائشة قائلة: لعل ما قاد إلى سيادة الرواية منذ أكثر من عقدين هو هذا الاهتمام الواضح والمتراكم والمستمر بالرواية والروائيين، وإذا أردنا أن نتأكد فما علينا سوى أن نرصد جوائز الرواية العالمية والأوروبية والعربية على مستوى العالم، وتكفي نوبل للآداب مثالاً وجائزة البوكر بشقيها العالمي والعربي، والمبالغ الضخمة التي ترصد للروائيين والخدمات التي تقدم للرواية بعد فوزها (الترجمة/‏‏ الانتشار العالمي/‏‏ التحويل للدراما والمسرح..) ثم هناك هذا التكريم الغامر الذي تحظى به الرواية على مستوى النقد والدراسات والتغطيات والقراءات الصحفية والإعلامية وعلى مستوى ورش الكتابة الإبداعية ومعارض الكتب والبرامج المهنية.

ثم مجموعة أندية القراءة والصالونات الأدبية المخصصة لقراءة الأدب السردي (الرواية تحديداً).. ولو أخذنا في التعداد فلن ننتهي، وتقارن عائشة سلطان كل هذا الاهتمام بالأجناس الأدبية الأخرى فتقول: إن القصة القصيرة لا تحظى بجزء من كل هذا، أما المقال فلا يكاد يذكر إلا ضمن بعض الجوائز العربية كجائزة الصحافة العربية مثلاً..

وتعتقد عائشة بأن المقال الأدبي فن أو جنس راقٍ جداً ويشكل إثراءً لغوياً ومعرفياً وثقافياً لجميع القراء، بحيث يمكننا التأكيد أن كثيراً من القراء والمثقفين عرفوا طريقهم لكثير من الأدباء والمذاهب الفكرية والأعمال السردية العظيمة، كما أثروا لغتهم وأساليب تعبيرهم من خلال المقالات الأدبية في صحافة مصر ولبنان والعراق وسوريا والأردن والكويت في سنوات ازدهار هذا الفن الذي ارتبط بأسماء كبيرة من مشاهير الأدب والرواية والمسرح والقصة.

علينا أن نعيد الاعتبار لهذا المقال بمنحه اهتماماً أكبر عن طريق رصد جوائز أكثر وإقامة برامج مهنية وورش وقراءات معمقة في أقسام الصحافة والمؤسسات الصحفية والثقافية.

تغير الذائقة

عبدالإله عبدالقادر، كاتب المقال والمسرحي المعروف، يقول: لا نجد اليوم مواصفات المقال المثالية المرجوة في المقال الأدبي حيث يشكو اليوم من الأطناب والتكرار والتعقيد وعدم معرفة صاحبه بأساليب الكتابة ولا بذائقة القارئ الذي غاب نتيجة مقالات وكتب لا تستطيع أن تؤثر فيه. غير أن هناك بطبيعة الحال العديد من المقالات المميزة التي تظهر بين الآن والآخر. ويأسف عبدالإله لغياب كتّاب كانت أقلامهم ساحرة مثل حسيب كيالي، إدوارد الخراط، زكريا تامر، عبدالقادر عبداللي، عبدالحميد أحمد، ومحمد الماغوط، غانم غباش، أحمد رجب، محمود السعدني وغيرهم من جيل كانت كتاباتهم ساحرة، بل ممتعة إلى درجة أننا لم نكن نترك المقال أو الكتاب قبل أن ننهي قراءته.

ويضيف: العالم يتطور والمجتمعات تتغير وذائقة الإنسان غير ثابتة لذا فلكل عصر أدبه وأدباؤه وبميزاته يتميز هذا الأدب، حيث لكل عصر سيادة جنس أدبي يتماشى مع الذائقة العامة ومع الثقافة السائدة وبتأثير السنين والمجتمع وطبيعة الوسائل التي يعتمدها الإنسان في صيانة كل ذلك له تأثير مباشر لتغيير سيادة الجنس الأدبي، إضافة إلى طبيعة النظام العام الذي يمر به العالم والمتغيرات الحتمية التي تطرأ على هذه الأنظمة.

وفي نظر عبدالإله فإنه حينما يكون المقال عميقاً في طروحه صادقاً في ما يذهب إليه، بعيداً عن الشللية، ولنا في العودة إلى ما كان يكتبه طه حسين أو العقاد أو المازني أو غيرهم دروس، والمعارك الأدبية الشهيرة التي عرف بها أدباء النصف الأول من القرن الماضي وكان فيها رموز كبار في الأدب والثقافة والشعر ومعارك لم تهدأ إلا بعد حين، يقول عبدالعزيز المقالح إنه كتب مقالاً شديد اللهجة عن نزار قباني، وكان حينها يزور القاهرة، فقرر أن يسلمه مباشرة إلى رئيس تحرير واحدة من أشهر مجلات ذلك العصر، إلا أنه لم يجده فقرر أن ينتظره في المقهى المجاور لإدارة المجلة وبالصدفة دخل عبدالوهاب البياتي، وجلس عند المقالح، وما هي إلا دقائق حتى دخل بالصدفة أيضاً نزار قباني وجلس معهما وبدأ بينهما حوار أدبي عن الشعر امتد لثلاثة أيام متتالية كما يذكر المقالح بعدها قرر المقالح تمزيق ما كتبه عن نزار قباني، وكتب مقالة أخرى أصبحت مرجعاً أدبياً لكل مهتم بشعر نزار والبياتي، هذا الصدق وهذه الجرأة في الاعتراف بعدم الدقة وتمزيق ما يكتب، هذا الموقف هو الذي جعل المقالح أحد أهم النقاد حتى الآن.

احترام القارئ

الأديبة عائشة مصبح العاجل ترى أن بوسع المقال الأدبي أن يتصدر ويحظى بالألق والحضور بين باقي الأجناس الأدبية متى ما تمتع بلغة رشيقة قابلة للتداول وخلاصة معنى فحواها أفكار عقلانية متزنة وموضوعية وخالية من الأنا والذاتية ومرتبطة بالضرورة بإنسان واقعي لا افتراض ولا عوالم وفضاءات يصعب على القارئ تفصيلها وتأويلها.

كلما وضع الكاتب القارئ واحترم رأيه وذوقه واهتماماته، كلما وصل إليه بشكل أسرع ومن دون مواربة أو زيف، فالحقيقة لا تغطى بغربال في ظل التكشف العالمي والإعلامي على وهم التخفي والتستر، فالظل والضوء وانعكاساتهما أضحت واضحة وصريحة للعيان، وكل شخص قادر على التمييز قادر على قراءة الحال والمآل.

وعن قدرة المقال على التأثير تقول عائشة العاجل: القارئ أصبح المحور الذي ترتكز عليه حظوة الحضور للمقال الأدبي، فماذا يكتب الأديب ولمن يكتب، وكلما ارتبط المكتوب بالقارئ كانت فرصة حضوره وتداوله أكبر.

وتضيف العاجل: الظروف المحيطة والبيئة واهتمامات الناس هي المحرك الأساسي في تدوير الأجناس الأدبية للمادة الإبداعية، سواء كانت شعراً أو قصة أو مقالاً، أو رواية، وحضورها على الساحة الأدبية والمشهد الثقافي بشكل عام.

ومن وجهة نظر عائشة العاجل فإن التقارب والتساوق مع الآخر، ومع الظروف المحيطة بكل تداعياتها واستدعاء الإرهاصات هي شروط أساسية لنجاح المقال، ولكي يكون جاذباً فلا بد من أن يكون قريباً، بمعنى أن لا جاذبية ولا سحر في مقال يتحدث عن عوالم لا يمكن ولوجها، وبيئات لم نعهدها، وأُناس لم نعش معهم أو نتعايش معهم، وأفكار لا يمكن تطبيقها أو تأويل مفرداتها.

سيد يتوارى

الأديبة إيمان اليوسف تقول: كان الشعر في الجاهلية وما بعدها، أي في الفترات التي تسيد فيها على بقية الأجناس الأدبية، مرآة للمجتمع «القبيلة» ووسيلته الأولى والأهم من أجل الوصول إلى مبتغاه عن طريق الهجاء أو الرثاء أو المدح أو غيرها.

وتستطرد: حين يكون الجنس الأدبي مشابهاً لطبيعة المجتمع من حيث البنية والملامح والمستوى الاقتصادي والسياسي، وحين يستطيع شكل أدبي معين وملمح محدد بذاته الوصول بالمجتمع إلى مآربه وقضاياه، سنجد أنه يتسيد من دون بقية الأجناس الأدبية في تلك الحقبة ثم يعود ليتغير ويتبدل بتغير أشكال وظروف المجتمع.

وتضيف إيمان اليوسف: في عصر الهزائم والنكبات والانتصارات القصيرة. في فترة نكبة فلسطين وتشتت المواطن العربي ثم في فترة «الخريف العربي» والثورات، برز نجم الرواية. فتسيدت على بقية الأجناس الأدبية لمواكبة وتناغم هذا اللون الأدبي بطابعه ومحتواه وطبيعته وما يقدمه. القدرة على الخلق، في فترة من العجز والرغبة في التغيير. الحكي والسرد الطويل، والشخوص التي تعكس الوجوه التي نراها كل يوم في أشرطة نشرات الأخبار. سريعة متلاحقة. لذا، تسيدت الرواية. لأنها تقدم لإنسان الفترة ما ينقصه، ما يريده، ما يبحث عنه، ما يصبو إليه.

إن التطور الحاصل في شكل المقالة وتنوعها من سياسي إلى ساخر واقتصادي وأدبي وغيره، ينبئ عن سيادة قادمة قريبة لهذا النوع من الأجناس. وخاصة أنه يتشكل بما يتناسب مع إنسان اليوم، فأغلب المقالات تميل إلى القصر في الحجم والقصر في طول جملها وعباراتها. لها نفس العداء حينما يركض، فهي متسارعة تلهث بفكرة محددة لتقدمها كلقمة من وجبة سريعة في فم القارئ.

وتقول اليوسف إن كثيراً من الأدباء ممن عملوا في سلك الصحافة، يقرون بالثراء الذي أعطته كتابة المقال لأقلامهم الروائية. هناك صلة قرابة خفية بين فن الرواية وفن المقال. تتسيد الرواية اليوم على عرش الأجناس الأدبية، ويتوارى المقال خلفها بخجل. وأخيراً تتنبأ إيمان بمستقبل مختلف للمقال فتقول: سيلمع نجمه في يوم قريب.

أما الأديبة باسمة يونس فلها رأي آخر مفاده أنه يمكن للمقال الأدبي أن يضمن حضوراً لافتاً يليق به حينما يناقش قضايا تهم الجمهور، بحسب الوقت والمكان المناسبين، وبلغة سهلة وأسلوب جذاب يستهويهم ولا ينفرهم، مع ابتعاد الكاتب عن التراكيب اللغوية المعقدة أو الموجهة للنخبة الأدبية. ثم تأتي أهمية تسليط الضوء على المقال من خلال استعراض مواضيعه والتعريف بها وبما تحمله من مستجدات أو معان أو غيرها إعلامياً، واستدراج أقلام ناقدة ومحللة قادرة على تحليل المقال وقضيته وتوجيه أنظار القراء نحو قدرات الكاتب وجدية طرحه ومواضيعه.

وتوضح باسمة أن مما يسهم في صدارة المقال بين الأجناس الأدبية، حصر كتابة المقال على الأقلام المشهود لها بالكتابة الجيدة في هذا المجال، وعدم ترك الأمر مفتوحاً أمام من يرغب في الحضور لمجرد الحضور. ولا شك في أن أهمية الترويج لجنس المقال وتأثيره ضمن مناهج المؤسسات التعليمية يتأتى عبر تقديم المقالات الجيدة للطلبة لقراءتها ومناقشتها والتدرب على كتابتها. وتضيف: المقال اليوم يتفوق على كثير من صنوف الأدب الأخرى في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، لهذا يجب تحديث المقال ليتناسب مع العصر والزمن وتناول الموضوعات التي تهم الجمهور مع تقليل حجمه وتقوية صياغته ليصبح أقرب للفهم وأسهل للنشر والتداول عبر كل الوسائل الحديثة المتاحة.

وترى باسمة أن الشعر كان ديوان العرب لأنهم كانوا يتحدثون بالشعر، فلم يكن جنساً أدبياً بقدر ما كان لغة الحديث والحوار حينذاك، عدا عن أن اللغة العربية لديها الإمكانات العالية في التلاعب بالوصف وكنوز الصور البلاغية والبيانية التي تساندها الثروة اللغوية الهائلة ومهارات الشعراء واهتمام الملوك والخلفاء بهم، مما أثرى الشعر وأغناه ضمن بيئة محفزة عالية المستوى، ولأنه كان الجنس الأدبي الوحيد تقريباً حينذاك.

وفي رأي باسمة يونس أنه لن يخفت بريق أي عمل إبداعي ما دام الإنسان خلق مفطوراً على الشغف بالمعرفة ومليئاً بالفضول لسماع القصص والأخبار، وهذه الأجناس الأدبية جميعها تسهل له معرفة الجديد بأسلوب جميل وراقٍ وتشعره بقيمة الكلمة للارتقاء بنفسه وإنسانيته، ولكن يبقى على الكاتب صقل مهاراته الأدبية وعدم السقوط في هاوية النشر لمجرد النشر أو الكتابة بحثاً عن الشهرة.

الجوزي سبق

الكاتبة والإعلامية سامية زينل عبدالله، ترى أن المقال الأدبي بمثابة العباءة التي يمكن أن تحتضن مجمل الكتابات الأدبية، لذا لا نستطيع الجزم بأن كتابته اليوم أصبحت صماء بعد أن أنجبت مدارس أدبية عديدة!!

ورغم أن فن المقال مولود في فرنسا إلا أن العرب أتقنوا تربيته والتعامل معه بشكل أقوى وأجمل وأشمل، هكذا ترى سامية زينل وتضيف: ثم إن الكاتب البغدادي ابن الجوزي سبق الجميع إلى كتابة المقال من خلال «صيد الخاطرة» المتضمن لشؤون الحياة الاجتماعية والدينية وأهم القضايا وقتها، على أن من أهم المعاصرين الذين أبدعوا في كتابة المقال الأدبي «جبران خليل جبران».

وإن جئنا للتحدث عن المقال الأدبي وعدم تواجده في صدارة المشهد، فإن سامية تبرر ذلك بأنه يعود لعدة أسباب، منها: اختلاط المعنى وعدم التفريق بين المقال الصحفي والمقال الأدبي، مما أعطى مصطلح (المقال) معنى فضفاضاً وكأنما هو يعني: «اكتب ما تريد متى تريد».. من دون إدراك لأساسيات هذا الفن المهم.

ومن الأسباب التي وضعت على المقال علامة التأخر، هو التسابق اللامحدود من الكتاب في إصدار الكتب بشكل متتال، وكأن الأمر يتعلق بالكم لا بالكيف.. هذا الأمر يعكس لنا حقيقة قد يخالفها الكثيرون؛ أن جزءاً كبيراً من الكتب كتبها أصحابها فقط ليقال عنه كاتب وليصبح في سيرته الذاتية مؤلف يضع له بصمة مع الكتاب، وفِي المقابل هو قد أعطى فكــــرة غير جيدة عن واقع المقال الأدبي.

وفي نظر سامية فإن للمقال الجاذب أسلوباً يتعين على المهتم أن يدركه وهناك دواع لكتابته، وأن يكون الدافع هو ما يحرك تلك المفردات الجميلة بداخله مع توافر شرط الواقعية والتشويق. فكثيراً ما نجد من المقالات كالعمود الأسمنتي، تنقل عدداً هائلاً من المصطلحات ولكن من دون رسالة مباشرة يلامسها القارئ لحياته.

وصفة سحرية

المتابع لأسباب بروز موجة أحد الأجناس الأدبية على حساب غيره، يلمس أن أهمها توافر عنصري المنافسة والصراع بين الأدباء من جهة وتسليط الضوء الإعلامي على حيثيات ومقارنات هذا التنافس، بما يصنع الشعبية والشغف، بدءاً من مقارعات سوق عكاظ حتى برنامج أمير الشعراء، ومن مساجلات طه حسين وحسين هيكل والعقاد على منابر الصحف، حتى سباقات البوكر ونوبل وغيرها دائماً هنالك مقارعة بروح «سردية» مرصودة إعلامياً ويجد المتلقي فيها نفسه.

عناصر ثلاثة.. خارطة طريق نحو الاحترافية


للمقالة ثلاثة عناصر هي: الخطة والمادة والأسلوب:
• الخطة: تتألف من مقدمة، وعرض، وخاتمة.


• المادة: وهي مجموعة الأفكار، والآراء، والحقائق، والمعارف والنظريات، والتأملات، والتصورات، والمشاهد، والتجارب والأحاسيس، والمشاعر، والخبرات التي تنطوي عليها المقالة.


ويجب أن تكون المادة واضحة، لا لبس فيها ولا غموض، وأن تكون صحيحة بعيدة عن التناقض بين المقدمات والنتائج، فيها من العمق ما يجتذب القارئ، وفيها من التركيز ما لا يجعل من قراءتها هدراً للوقت، وفيها وفاء بالغرض، بحيث لا يُصاب قارئها بخيبة أمل، وأن يكون فيها من الطرافة والجدة بحيث تبتعد عن الهزيل من الرأي، والشائع من المعرفة، والسوقي من الفكر، وفيها من الإمتاع، بحيث تكون مطالعتها ترويحاً للنفس، وليس عبئاً عليها.


• الأسلوب: وهو الصياغة اللغوية والأدبية لمادة المقالة أو هو القالب الأدبي الذي تُصَبُّ فيه أفكارها.


ومع أن الكتَّاب تختلف أساليبهم، بحسب تنوع ثقافاتهم، وتباين أمزجتهم، وتعدد طرائق تفكيرهم، وتفاوتهم في قدراتهم التعبيرية، وأساليبهم التصويرية، ومع ذلك فلا بد من حدٍّ أدنى من الخصائص الأسلوبية، حتى يصح انتماء المقالة إلى فنون الأدب. فلا بد في أسلوب المقالة من الوضوح لقصد الإفهام، والقوة لقصد التأثير، والجمال لقصد الإمتاع. فالوضوح في التفكير يفضي إلى الوضوح في التعبير، ومعرفة الفروق الدقيقة، بين المترادفات، ثم استعمال الكلمة ذات المعنى الدقيق في مكانها المناسب، سبب من أسباب وضوح التعبير ودقته (لمح ـ لاح ـ حدَّج ـ حملق ـ شخص ـ رنا ـ استشف ـ استشرف) ووضوح العلاقات وتحديدها في التراكيب سبب في وضوح التركيب ودقته، فهناك فرق شاسع بين الصياغتين (يُسمح ببيع العلف لفلان ـ يسمح لفلان ببيع العلف).


والإكثار من الطباق يزيد المعنى وضوحاً، وقديماً قالوا: (وبضدها تتميز الأشياء) الحرُّ والقرُّ، والجود والشحُّ، والطيش والحلم واستخدام الصور عامة، والصور البيانية خاصة، يسهم في توضيح المعاني المجردة، مثال ذلك: «الأدب اليوم عصاً بيد الإنسانية، بها تسير، لا مرود تكحل به عينها. وهو نور براق يفتح الأبصار، وليس حلية ساكنة بديعة تزين الصدور».


القوة في الأسلوب
والقوة في الأسلوب سبب في قوة التأثير، فقد يسهم الأسلوب في إحداث القناعة، لكن قوة الأسلوب تحدث «موقفاً» وتأتي قوة الأسلوب من حيوية الأفكار، ودقتها، ومتانة الجمل، وروعتها، وكذلك تسهم في قوة الأسلوب الكلمات الموحية، والعبارات الغنية، والصورة الرائعة، والتقديم والتأخير، والإيجاز والإطناب، والخبر والإنشاء، والتأكيد والإسناد، والفصل والوصل.


جمال الأسلوب
إذا كان الوضوح من أجل الإفهام، والقوة من أجل التأثير، فالجمال من أجل المتعة الأدبية الخالصة. وحينما يملك الكاتب الذوق الأدبي المرهف والأذن الموسيقية والقدرات البيانية، يستطيع أن يتحاشى الكلمات الخشنة والجمل المتنافرة، والجرس الرتيب. وحينما يوائم بين الألفاظ والمعاني ويستوحي من خياله الصورة المعبرة، يكون أسلوبه جميلاً.

* مقتطف من دراسة أكاديمية

Ⅶبرقيات

بلى آن الأوان

• أحلم شخصياً بأن يكون تصدُّر المقال للمشهد الأدبي عربياً قاب قوسين بل أدنى، ولكن قراءة الواقع بعيداً عن الأحلام الشخصية تشهد بأن الجهد اللازم لإشراق فن المقالة عظيم وشاق، والأدهى أن أحداً لم يشرع به بعد، والأكثر مدعاة للانتباه على هذا الصعيد أن أحداً لا يبدو مهتماً له اهتماماً يُذكر، فكتّاب المقالة أنفسهم - والمجيدون في مقدمتهم - يبدون منصرفين إلى كتابة ذلك الجنس الأدبي الراقي على هامش اهتماماتهم الأدبية، سواءٌ من خلال الكتابة في جنس أدبي آخر كالشعر أو الرواية، أو من خلال التلقِّي لأيٍّ من الأجناس الأدبية الأخرى بصورة أساسية.

• ابتداءً يستلزم الأمر أن يتوقف كتّاب المقالة المجيدون لالتقاط أنفاسهم اللاهثة وراء فنون الكتابة الأخرى استجابةً لحمّى الجماعة بتأثير الموضات الثقافية العابرة. ثم عليهم أن يؤمنوا إيماناً عميقاً بالقيمة الفنية الجمالية لما يكتبون، وعليهم على المستوى العربي أن يتحلّوا بجرأة المبادرة فلا ينتظروا بزوغ الموضة الأدبية في الغرب ومن ثم اتِّباعها، فلا جُرم في أن نبتدع نحن في عالمنا العربي موضاتنا الثقافية الخاصة بنا في الوقت الذي نريده.

• تظل حظوة الشعر العربي على مدى تاريخ الثقافة العربية منقطعة النظير، ولذلك جملة من الأسباب أشهرها ثقافة المشافهة التي سادت طويلاً حتى بعد انتشار التدوين على مدى القرون، إضافة إلى أن العرب أمة عشقت المبالغة، والشعر الغنائي تم تطويعه من قِبَل الشاعر والمجتمع العربيين ليكون بالغ الفعالية في دغدغة تلك الناحية من مشاعر العرب. أما القصة فقد كانت تطوراً طبيعياً لاحقاً في العصر الحديث لكنها ظلت غير مطمئنة بالسيادة في ظل حضور الشعر العربي الذي لم يفقد غنائيّته حتى بعد انقشاع موضة القصيدة الكلاسيكية وانبثاق قصيدة التفعيلة وكذلك الشعر الحر إلى حد بعيد.

• للرواية قصة أخرى، فسيرتها في العقدين الأخيرين تحديداً أشبه بالموضة التي تم الترويج لها عن سبق إصرار وتلذذ فتلقّى الجميع تقريباً ذلك الترويج حباً وكرامةً. ولم يكن ثمة من مأخذ على موضة الرواية التي اجتاحت العالم العربي - ولا تزال - سوى أن رواجها صاحبه إيهام من قِبَل المروجين (لا يخلو من التعمّد) بأنها حتمية أدبية تاريخية وأن على جميع فنون الكتابة الأخرى الانصياع لسطوتها بما لا يمنع التمتع بحضور تشريفي في بلاط صاحبة الجلالة الجديدة.

• يكتسب المقال الأدبي الساحر جاذبيته من تمكّن كاتبه من أدوات الكتابة بصفة عامة ابتداءً، إضافة إلى ما أشرنا إليه من الإيمان بقيمته كفن أدبي كامل الاستقلال وعظيم التأثير. يجب إلى ذلك أن يجرؤ المقالي على تضمين عمله سائرَ ما يظن كثيرون أنه حكر على أجناس بعينها من فنون التعبير الأدبية، كالصور البلاغية المحكمة على اختلافها مما يزخر به الشعر على سبيل المثال، بل والأشكال المختلفة للسرد التي لا يوجد في قانون الأدب ما يشير إلى تحريمها أو تجريمها إذا وردت في ثنايا مقالة.

• المقالي المبدع يعرف كيف يجعل من قطعته الأدبية تحفة ليست أقلّ إبهاراً في التعبير من قصيدة بديعة ولا أدنى جاذبية في الملاحقة من قصة قصيرة.

عمرو منير دهب

متاعب الطريق

الأديب شبيه بالعاشق، يعرض له الخاطر فيستهويه ويسحره، ولا يجري في باله في أول الأمر شيء من المصاعب والعوائق، ولا يتمثّل له سوى فكرته التي اكتظّت بها شِعاب نفسه، ولا ينظر إلا إلى الغاية دون المذاهب، ويشيع في كيانه الإحساس بالأثر الذي سيحدثه، وقد يتصوّر الأمر واقعاً، ولا يندر أن يتوهّم أنه ليس عليه إلا أن يتناول القلم، فإذا به يجري أسرع من خاطره، وإذا بالكتاب تتوالى فصوله وتتعاقب أبوابه، وتصفّ حروفه ويُطبع ويُغلّف ويُباع، ويُقِبل عليه النّاس يلتهمونه وهم جَذِلون دَهِشون مُعجبون، وإذا بصاحبه قد طَبَق ذكره الخافقين، وسار مسير الشمس في الشرق والغرب وخلد في الدنيا إلى ما شاء الله.

• يكبر كلّ هذا في وهمه لحظة تطول أو تقصر، ثمّ يهمّ بالعمل ويعالج أداءه فيتبيّن أن عليه أن ينضج الفكرة ويتقصّى النظرة ويلمّ بهذا ويعرّج على ذاك، ويستطرد هنا ويمضي إلى هناك، ويدخل شيئاً ويخرج خلافه... ثم أن يصبّ ذلك في قوالب ملائمة ينبغي أن يُعنى بانتقائها، وأن يتوخّى في الأداء ضرورات تَقسره عليها طبيعة الخواطر والمسائل: هذه تتطلّب إيضاحاً وتلك لا معدى في سوقها عن تحرّي القوّة في العبارة أو اللين أو السهولة أو الجمال أو غير ذلك.

وأحرى به حين يُكابد كل ذلك أن تَفتُر حرارته الأولى وأن يدبّ الملل في نفسه، وأن يضجره أن يضطر إلى أن يقطع الطريق خطوة خطوة، ويكتب الفكرة الرائعة الجليلة التي استغرقته وفَتَنَته كلمة كلمة، ويتناول منها جانباً بعد جانب، وأن يعاني في أثناء ذلك مشقّات التعبير ومتاعب الأداء، وأن يُذعن لأحكام الضرورات فلا يستعجل فيفسد الأمر عليه، بل يكرّ أحياناً إلى ما كتب ويُعيد فيه نظره ويُجيل قلمه مرة وأخرى وثالثة إذا احتاج الأمر إلى ثانية أو ثالثة، ويصبر على برح ذلك وعنائه وتنغيصه وتغثيته يوماً وآخر، وأسبوعاً وثانياً، وشهراً وعاماً وأكثر من عام أو أعوام إذا دعت الحال.

• وفي أثناء ذلك كم خالجة عزيزة يضطر أن ينزل عنها ويدعها مدفونة في طيّات نفسه لعجزه عن العبارة عنها وتصويرها وإبرازها في الثوب الذي ينسجم عليها ويجلوها للقارئ كما هي في ذهنه، أو لأن كلمة واحدة -واحدة لا أكثر- تنقصها لتستوفي حقها من التعبير الذي يكفل لها الوضوح أو الحياة؟ كم معنى يتركه ناقصاً أو غامضاً وهو يحسّه تاماً ويتصوّره في ضميره كأجلى ما يكون؟.

• وما كل امرئ يدخل في مقدوره أن يحتمل هذا المضض كلّه.
ومن الكتاب من لا يكاد يلتقي بأول صخرة في الطريق حتى ينكص راجعاً وهو يشعر بمرارة الخيبة بعد الغبطة التامّة التي أفادته إياها الفكرة حينما نشأت، ويروح يطير من فكرة إلى أخرى ولا يكاد يصنع شيئاً، لأن العوائق التي لم يقدّرها تغلبه، والوعور التي لم يتوقّعها تهيضه، والمشقات التي لم يفكر فيها تُسئمه.

إبراهيم عبد القادر المازني
المصدر: كتاب «قبض الريح»

دور بارز في الحراك الثقافي عربياً خلال القرن الماضي

كان للمقال الأدبي دور بارز في شحذ الحراك والنماء الثقافي على امتداد الوطن العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين، خاصة حينما ارتبط بعمالقة الأدب في تلك المرحلة المهمة من مسيرة الأدب العربي المعاصر.

فلقد برز حينئذٍ تبني نوع من النقد الهادئ وعالي اللغة دقيق التعبير من جانب طه حسين ومحمد حسين هيكل، واستمر ذلك الزخم أمداً طويلاً، ثم تحول إلى العنف من جانب طه حسين عندما كشف هيكل سمات التغريب وعارض اتجاه طه حسين في توظيف الأساطير في كتابة السيرة.

المازني وطه حسين أيضاً كان بينهما سجال ممتد، بعد أن هاجم المازني ديوان «أنات حائرة» لعزيز أباظة على نحو رمزي عنيف، وهنالك تدخل الدكتور زكي مبارك لكشف أسراره وتفسير مضامينه.

أما المعارك الأدبية بين طه حسين والعقاد فقد كانت يسيرة، حيث كان طه حسين يخشى قلم العقاد . وهكذا تمضي المساجلات الأدبية بين الهدوء والثورة، وبين العنف والعمق، وبين التجرد والهوى لتمثل صورة العصر نفسه بما فيه من اضطراب وقلق وتحول، ولكن الثابت في كل الأحوال هو ازدهار فن المقالة وهيمنتها على الحياة الثقافية.


فن نثري متنوع في أشكاله ومراميه
المقال فن نثري يعرض الكاتب فيه قضية أو فكرة ما بطريقة منظمة وشائقة وهو محدود الحجم لا يتجاوز في أقصى حالاته بضع صفحات.
يقسم النقاد المقال من حيث الشكل إلى قسمين: مقال ذاتي يعكس عواطف الكاتب وانفعالاته الشخصية تجاه موضوعه، ومقال موضوعي خالٍ من إسقاطات المشاعر الذاتية.
ومن حيث الأنواع والمواضيع فإن ثمة:
مقالة أدبية: فيها يستخدم الكاتب الأسلوب الأدبي في الكتابة، حيث يكثر من العبارات البلاغية والصور الخيالية والعبارات المنمقة، كما أنّك تلحظ العاطفة في أسلوب الكتابة.
مقالة علمية: تتناول النظريات، الفرضيات العلمية والمسائل العلمية بشكل علمي سلس، خالٍ من البلاغة والخيال.


مقالة صحفية: تتناول بالتعليق الأخبار، سواء أكانت سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو غير ذلك.
مقالة نقدية: في هذا النوع يتمّ الحديث عن شخص، أو ظاهرة، أو حدث أو عمل إبداعي، أو اتجاه معين في الأدب، ثمّ تقوم بتحليله ومناقشته مناقشة نقدية،.
مقالة وصفية: هذه المقالات تقوم بوصف الحياة ومظاهر الكون وظواهره، وتوضح آثارها على نفس الكاتب.


مقالة اجتماعية: هذا النوع من المقالات يعالج المشاكل الاجتماعية التي تحدث في المجتمع، ويقوم بانتقاد عاداته وتقاليده السيئة والتي في الأغلب تكون مخالفة للشرع والعقل.


مقالة تأملية: تتناول الظواهر الطبيعية، والنفس الإنسانية، وتقوم بدراسة هذه الأمور ولكن لا تتبع المنهج الفلسفي، ولا النظرة المنطقية لها، بل تتناول وجهة نظر الكاتب وتفسيره لهذه الأمور.
المقالة الفلسفية: تتناول المواضيع بشكل فلسفي عند التحليل والتفسير لموضوع المقال، حيث إنّ الكاتب عليه أن يدرس أسس الموضوع، وأن يتناوله وينظر إلى نظرة إنسانية بحتة.


مقالة السياسية: هذه المقالات هي الأكثر انتشاراً، حيث إنّنا نقرؤها كثيراً في الصحف اليومية، أو الأسبوعية، أو الشهرية، وتتناول مواضيع سياسية داخلية أو خارجية للدولة.

Email