الشاعرة بين حرية التعبير والتحفّظ في قصائد الغزل

تولد قصائد الشاعرة الإماراتية ما بين حرية التعبير والتحفظ في مواضيع الحب والغزل، ويأتي رأي الشاعرة ما بين مؤيد لحرية الكلمة والترقب لنظرات المجتمع والشاعر «الرجل» وما بين هذا وذاك تبقى القصيدة حالة من الخيال والإبداع، حتى ولو لم يكن موقفاً حقيقياً تعيشه الشاعرة، وقد يتهمها البعض بأنها عاشقة ومحبة لتأتي ردود الشاعرات على قدر من الوعي والذكاء، «البيان» التقت مجموعة شاعرات إماراتيات للحديث عن حرية الشاعرة في كتاباتها وفي خيالاتها الشعرية.

وعي المرأة

تحدثت معنا الكاتبة والشاعرة مهرة الياسي والتي لها رؤية تسعى لتحقيقها وهي وعي المرأة العربية بذاتها، فهي توافق بأن هناك تحفظاً لدى الشاعرة الإماراتية منذ القدم، ولكن بانتشار شبكات التواصل الاجتماعي والانفتاح بدأت الشاعرات بتناول مواضيع الحب والعاطفة في قصائدهن ولكن بتحفظ أيضاً، وهناك عدد كبير من الشاعرات يتحفظن في الكتابة، وإذا كتبت فقد لا تنشر لأنه فيه ثقافة مجتمع ولازلنا مقيدين بعادات وتقاليد ونظرة الناس، لو حتى كان تصوراً وخيالاً ولم يكن حقيقة.

جمال مطلق

وتؤكد الشاعرة زينب عامر حرية الكتابة وتقول: في رأيي التأويل والتفسير هو شكل من أشكال محاكمة «النص» حيث إن الكتابة تعدت مرحلة الأحكام «الشرَطية» التي استحدثها عقيمي الفكر ومن هم أبعد ما يكونوا عن مفهوم الكتابة الشعرية بشكل عام، وفي الوقت ذاته أنا ضد الابتذال وأرفضه بكل أشكاله سواء كان صادرا عن شاعرة أو شاعر، فليس للابتذال مبرر لدى الجنسين بشكل مطلق، ولكن تبقى حرية التعبير منوطة بالحرية الشخصية والاستقلالية، والشاعرة في مجتمعنا هي من ترسم خط سيرها ومسيرتها الشعرية ولا يجب أن تخضع مشاعرها «الصادقة» لنظرة فلان أو علتان، فلتكتب ما شاءت وتتركه للمتلقي دون أن تُعمل فيه مقص الرقيب وآراء الآخرين قبل ولادته، فلتكتب بجمال مطلق وتترك الآراء بعيداً عن مسامعها.

كما أشارت الشاعرة بشرى عبد الله إلى أن الحالة الشعورية هي التي تعطي الشاعرة كلمات القصيدة في لحظة الكتابة وتقول: عندما تولد القصيدة لا توجد في القصيدة حواجز أو اشتراطات أو قيود تضعها الشاعرة حين تولد القصيدة في لحظة التخلق الأولي، كما أنها لا تختار ما هو الموضوع الذي ستكتب فيه وعن نفسي أستغرب من الأشخاص الذين يحددون ما هو الموضوع الذي ستكتب فيه، فالشعر لا يأتي على هذه الشاكلة، فالشعر يوهب ولحظة الإلهام هي التي تتجلى فيها القصيدة، ومهما كانت الحرية الممنوحة للشاعرة الإماراتية تظل قيود اجتماعية معينة، ولكن لا تحول بأن تتسم قصيدتها بالنضج الفني الكامل، مع الحرص بأن لا يكون الشعر فيه إسفاف في الموضوع وأن يكون طرحاً راقياً، ولا مانع من أن تكون القصيدة غزلية.

وأضافت: الشاعر حين تولد قصيدته يفكر في المتلقي، فهو يكتب لجمهور في ذهنه لذلك بعض القصائد تميل بأن تكون نخبوية، ولأنه يكتب لجمهور افتراضي فهو يخاطب هذا الجمهور، وقد يكون هناك طيف لهذا المتلقي يكتب له الشاعر، وهو لا يؤثر على موضوع القصيدة.

وتؤكد الشاعرة حمدة العوضي أستاذه بكليات التقنية العليا برأس الخيمة على حرية الكتابة وتقول: يوجد في نهج دولتنا تمكين المرأة في كل المجالات فقد وصلت بأن تكون سياسية وامرأه أعمال ووزيرة، لذلك لا نستبعد أنها نتستطيع بأن توصل شعرها الغزلي بصورة مناسبة وفي إطار دينها وعاداتها وموروثاتها، والمجتمع والقادة قد أعطوها هذا الحق في التعبير، هناك نقد ولكنه سطحي ولا يعيق حركة القافلة.

الأكثر مشاركة