تقنيات الرواية.. دلالات تفتح آفاق الروح والفكر

لم يشعر أي من الحضور بلحظة ملل أو شرود خلال متابعتهم لجلسة الروائي البريطاني الجنسية ريحان خان التي استمرت لما يقارب من ساعتين والتي تمحورت حول «فن سرد القصص»، التي نظمها «مركز دبي الدولي للكتّاب» في نهاية الأسبوع الماضي بمقره في الشندغة.

ويعود غياب شبح الرتابة عن الجلسة للعديد من الأسباب منها، تعطش معظم الحضور لمعرفة الكثير عن تقنيات بناء الرواية والشخصيات، كذلك ربط خان بين فن القص والواقع والمثل الإنسانية وغيرها التي فتحت باباً للحوار والنقاش في المعرفة والفكرة والفلسفة.

الوسط الذهبي

الشيق في هذه الجلسة أو غيرها حصول المستمع على معارف ومعلومات جديدة تغني تجربته الفكرية والإنسانية، ومثال على ذلك ما قاله خان بعدما سئل عن المغزى من روايته الجديدة «آخر التاسبوراي» القريبة بأجوائها من الأسطورة أو العالم المتخيل والتي يجمع أبطالها المحاربين الخمسة كما قال بين قيم ومُثل المقاتلين الساموراي والروحانية الصوفية، والتي لخصها بالكلمتين «الوسط الذهبي».

وفتحت هاتان الكلمتان، الباب لحوار جمع بين المعرفة والأدب والفكر والفلسفة، من زمن أرسطو ونظريته هذه إلى الزمن المعاصر الذي هو أحوج ما يكون إليها، حيث يربط أرسطو السعادة بالاعتدال بعيداً عن التطرف سواء بالأفكار أو المشاعر أو الأخلاق.

وهذه الحوارات كانت بمثابة مداخلات بعد نهاية كل فصل من محاضرة خان التي تناول فيها بناء الرواية بالترتيب من اختيار المكان الذي تجري عليه أحداث الرواية ويعتبر بمثابة القاعدة أو حجر الأساس، وقدم نماذج مختلفة من بلد متخيل كما لدى غابرييل غارسيا في رواية «مائة عام من العزلة» أو بلد رمزي كما مقبرة الكتب المنسية كما في رواية «ظلال الريح» لكارلوس رويز زافون التي تجري أحداثها على خلفية الحرب الأهلية الإسبانية.

ويقول خان إن الانتهاء من اختيار المكان يقود إلى تحديد الفترة الزمنية التي تدور خلالها أحداث الرواية.

سيرة خان

حقق ريحان خان المولود في بريطانيا عام 1971، حلم طفولته بكتابة روايته «آخر التاسبوراي» التي صدرت في النصف الثاني من العام الماضي، والتي استغرقت كتابتها عامين إلى جانب عمله كأستاذ محاضر في إحدى الجامعات بالإمارات، وحاصل على ماجستير في تطبيقات البحوث الاجتماعية والسوق.