ندوة الثقافة استضافت خلاصة تجربته الفنية

عبدالكريم السيد: 75 لوحة تلخص 40 عاماً من الإبداع

بلال البدور وعبدالغفار والسويدي يستمعون إلى شرح عبدالكريم السيد بحضور عدد من المدعوين تصوير: عبد الحنّان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتسع قاعة العرض المخصصة للفنان الفلسطيني عبد الكريم السيد، أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم، لاستيعاب لوحاته الـ 87 التي أعدها تعبيراً عن عرفانه تجاه حبيبته رحاب، إذ فاضت 75 لوحة منها بألوان وأشكال ممتدة من الفخار والحب أمام الجمهور.

المبدعون لهم أساليبهم المغايرة في التعبير عن التقدير والاهتمام، ومن قبل ألّف الفرنسي لويس أراغون ديواناً شعرياً كاملاً، متوجهاً به فقط لعيون حبيبته إلزا، أما التركي ناظم حكمت فقد أهدى زوجته كل ما استشعره من غربة وعذابات وتوق من وراء قضبان السجن، وأما التشكيلي الفلسطيني د. عبد الكريم السيد فقد أثارت «لوحاته» الجميلة تحت عنوان «حبيبتي رحاب» إعجاب الحضور فأكبروها.

محطات

بعد 40 عاماً من العشرة والمودة الزوجية رسم عبد الكريم السيد، وفي هذا يقول: رحاب رفيقة الدرب، وقفت إلى جانبي في كل محطات حياتي وساندتني إلى أن وصلت إلى النجاح الذي أنا عليه اليوم، وقد فكرت مراراً في التعبير عن مدى حبي وتقديري لها، لا سيما أنني أرى فيها الحبيبة والزوجة والوطن والأم الفلسطينية المثالية، وارتأيت في معرضي الشخصي السادس عشر أن أقدم خلاصة تجربتي الفنية منذ بدايتي في السبعينات وحتى يومنا هذا، وقد رسمت لوحات تعبر عن الطبيعية والغربة والحنين إلى الوطن وقد تواجدت رحاب في كل تلك المحطات.

تراث أصيل

عالجت لوحات د. عبدالكريم السيد طوال السنوات الماضية قضايا سياسية وإنسانية وفلسفية، ولم يستطع في معرض «حبيبتي رحاب» إلا أن يجد رابطاً بين ميوله وعاطفته، وقال: الفنان الحقيقي لا يستطيع نسيان الوطن والأرض والطبيعية، ولا يستطيع أن يكون محايداً في التعبير عنها، ولهذا تتمتع أعماله بمصداقية عالية، وفي لوحاتي استخدمت الألوان المائية والأكريليك و«المكس ميديا» كما اعتمدت على السكين في رسم معظم اللوحات وغيرها من الأدوات المتاحة، ركزت على إبراز التراث الفلسطيني الأصيل الذي تجسد في الأثواب المطرزة والبحر وشجرة الزيتون وزهرة الحنّون نظراً لأبعادها الجمالية والوطنية.

سلاسة الفن

قال سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي: إن د. عبدالكريم السيد شاهد ومساهم مهم في تشكل الحركة الفنية في الدولة، وقد أخذت الندوة على عاتقها دعم المبدعين من جميع الجنسيات بما يسهم في تعزيز مكانتها منارة للثقافة والإبداع الفكري والأدبي والفني، حيث أولت الفنون التشكيلية اهتماماً كبيراً من خلال تنظيم المعارض والمحاضرات، كما خصصت إصدارات دورية في هذا الشأن، لا سيما أن الفن التشكيلي من أكثر الأدوات سلاسة في إخراج مكنون النفس وما يختلج فيها من مشاعر.

رأي رحاب

قالت رحاب زوجة الفنان: وافقت على الزواج من عبدالكريم لأسباب كثيرة، ولكن أبرزها أنه كان رساماً، فأنا أحب الفن وأهوى الرسم، ولم أطلب منه قط أن يرسمني كما لم أكن أتوقع هذه المبادرة العفوية الجميلة ولكنني فخورة بها، لا سيما أنها ثمرة التفاهم والاحترام والحوار.

Email