كلوفيس مقصود ينبُش في زوايا الذاكرة النضاليّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من زوايا ذاكرته الملأى بالتجارب الإنسانية والوطنية والقومية، والممتدّة على ما يزيد عن ستّة عقود، يختلط فيها الشأن الخاص بالشأن العام، والأحداث الشخصية بالتاريخية، يقدّم المحامي والصحافي والديبلوماسي اللبناني الدكتور كلوفيس مقصود إلى قرّائه خلاصة تجربة غنيّة في النضال، تحلّل أسباب الإخفاق قبل أن تتغنّى بالإنجاز.

عبر مذكرات تجمع في داخلها تأريخاً لمراحل مهمة عربية طبعت النصف الثاني من القرن العشرين حتى مطلع القرن الحادي والعشرين، وذلك بين طيّات كتابه الصادر حديثاً عن «الدار العربية للعلوم- ناشرون»، بعنوان «من زوايا الذاكرة/ محطات رحلة في قطار العروبة».

تجربة متنوعة

وبعيداً عن السيرة الذاتية، ومدفوعاً بقوّة حافزين: تنوّع تجربته ومعايشته الحثيثة لمرحلة عربية مفصليّة، قرّر مقصود أن يضع مسيرته، بما هي التزام بالعروبة ومشروعها الحضاري، في متناول قرّائه، بخاصة الجيل الجديد، لعلّه يُعيد تصويب بوصلة العمل الثقافي، باعتباره مفتاح الخلاص والخروج من دوّامة الضياع والتمزّق.

ذلك أن الالتزام بالعروبة «ليس ترفاً ولا تحزّباً، بل هو مسألة مصير لهذه الأمة الغنية والفقيرة في آن»، كما يقول في مقدّمة كتابه، والتي لفت فيها إلى أن تدوين مذكراته ترافق مع بزوغ فجر «الربيع العربي» الذي انتشرت انتفاضاته، وانتقلت بصورة تلقائية من دولة عربية إلى أخرى، لتكون دليلاً جديداً يُرسّخ إيمانه القديم بوحدة الشعب العربي.

حاضر ومستقبل

ويجد القارئ نفسه أمام إطلالة على الحاضر والمرتجى، من بوّابة خريطة طريق واضحة المعالم رسمها مقصود، متجاوزاً الاستعراض إلى مطالعة ضدّ اليأس، بدءاً ومن ضرورة إعادة النظر في «كيفية تحويل لبنان من إطار للطوائف المتعدّدة إلى وطن المواطنين»، مروراً بتحديات العولمة وقضية فلسطين التي هي قضية مركزية، لا جانبية، وضرورة عودة مصر عن معاهدة الصلح مع إسرائيل، لكي تستأنف دورها في الوصل بين المشرق العربي ومغربه، ووصولاً إلى دعوته لأن «نعيد للأمة العربية عروبتها».

قطار العروبة

الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، كتب تمهيداً للكتاب، ومما جاء فيه: «إنه لأمر مثير حقاً أن يكتب كلوفيس مقصود ذكرياته، فيُسجّل للتاريخ أحداث حياة ثرية في حركتها، ذكيّة في أدائها، ذات تأثير قوي في مجتمعها وما حوله، جعلت لاسم صاحبها دوراً ورنيناً، ولشخصيته حضوراً قومياً مشهوداً».

Email