استضافتها دار «كتاب» في أمسية ثقافية بدبي

4 تجارب روائية تشق طريقها في الساحة الأدبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي دار كتاب للنشر والتوزيع في مشروعها الثقافي بوتيرة حثيثة، عنوانها استقطاب وتبني مزيد من الأقلام الشابة متحولة إلى ناد أدبي بات يضم 67 كاتباً، نشرت لهم الدار حتى الآن 85 إصداراً جميعها في ميدان الأدب موجهة إلى كل الفئات العمرية، وآخر فصول هذه المسيرة الممتدة عميقاً في التجربة الأدبية في الإمارات.

رغم عمرها القصير نسبياً كان مسرحه صالة «كتاب كافيه»، في «أبتاون مردف مول» بدبي، مساء أول من أمس، مع استضافة أربعة كتاب وأربع روايات من توقيعهم، وهم إيمان اليوسف «النافذة التي أبصرت»، ونجلاء سلطان العبدولي «ذات موعد»، ومحمد خميس «لا يحظى الجميع بنهاية سعيدة»، ولميس يوسف «حجر ورقة مقص»، الذين وقع كل منهم نسخاً من عمله للجمهور المشارك في الأمسية.

حوارية

الأمسية ارتقت بمستوى تناول الأعمال الأربعة إلى مصاف حوارية دارت بين الكتاب الأربعة من جهة وبين الإعلامي طلال سالم، والناشر جمال الشحي مدير الدار، ومجموع المشاركين في الأمسية من جهة أخرى خارجة بذلك عن المألوف، في مثل هذه الحالة، باتجاه معالجة موضوع كل عمل على حدة، فضلاً عن مناقشة التجارب الأدبية الأربع الحاضنة لتلك الأعمال، وصولاً إلى سياقات كل من منها في مسيرة الرواية في الإمارات في مشهد القاسم المشترك فيه هو الشباب والتجريب والبدايات الأدبية الواعدة.

ذات موعد

رواية «ذات موعد»، التي تقع في 181 صفحة تمثل، كما تصفها مؤلفتها نجلاء العبدولي، مجموعة من الآراء والمواقف التي عاشتها الكاتبة في حياتها اليومية، رواية اجتماعية مسرحها المجتمع الإماراتي والخليجي والعربي عموماً مع صوت خاص فيها للإمارات والشارقة ومفرداتها الفراغ العاطفي، والخيانة الزوجية وتشتت الأبناء وظاهرة النساء المتشبهات بالرجال.

التي قالت العبدولي، إن وقت انتظار الحديث عنها قد طال، مثلما تتناول الرواية موضوع اليتم والحالة الاجتماعية للشخص اليتيم ومجتمع الإمارات بناسه، وشوارعه، ومدنه، والزي الشعبي فيه، وبعض العادات الوافدة إليه، وتقول العبدولي: «ربما أخطأت وربما أصبت، لكن تبقى هذه تجربتي الروائية الأولى»، وتضيف: «لقد انتهت علاقتي بالرواية عندما سلمتها إلى المطبعة وعندها بدأت علاقة الكتاب بالقراء».

«النافذة التي أبصرت»

رواية «النافذة التي أبصرت»، التي تقع في 318 صفحة، تعد إصدار إيمان اليوسف الثاني، وروايتها الأولى بعد مجموعة قصصية تحت عنوان «وجوه إنسان»، و«مدربة جرافولوجي»، وقالت إيمان اليوسف عن روايتها: «هذه الرواية تتحدث عن الإنسان ومحيطه الاجتماعي بما في ذلك قضايا الهوية والوطن والانتماء من خلال شخصية زينب وفي أربعة فصول متشعبة بين تركيا في فترة الأربعينيات.

ومسألة الأقليات في العراق والجالية اللبنانية في كندا لتنتهي بشكل غامض في شخص زينب وجبل حسن، اللذين يشكلان حلقة الوصل بين أبعاد الزمان والمكان والشخوص المتداخلة في لون أدبي، ينأى بنفسه عن الخطاب المباشر والوعظ ويرتكز على اللغة في توصيل الرسالة، التي تحمل في أحد أوجهها، كما تقول الكاتبة، رؤية حول حياة المرأة المريضة، التي ربما يشكل انخراطها في مؤسسة الزوجية، على سبال المثال، فرصة للخروج من المشكلة، لكن في ظل حياة زوجية لا تقوم على عقد الزواج فقط، وإنما على عقد الوفاء أيضاً».

حجر ورقة مقص

تروي لميس اليوسف في إصدارها الأدبي الأول المتمثل في رواية «حجر ورقة مقص»، التي تقع في 440 صفحة، حكاية ثلاث نساء من مدينة دبي تجمعهن الصدفة بفيلسوف هندي معروف يبحث عن فكرة لكتابه الجديد فيتحولن إلى موضوع ذلك الكتاب بعد أن اقنعهن بتبني فكرة فلسفية معينة وتطبيقها بغية تغيير نمط حيواتهن، حيث تنطوي الرواية على شيء من الجرأة في تناول أحوال المرأة الإماراتية.

التي ينظر إليها، كما تقول الكاتبة، «بتحفظ كبير»، في حين تؤكد أنها كتبت هذا العمل «لأمتع نفسي أولاً، ولأسلط الضوء على حقيقة المرأة في الإمارات، التي يكتبون عنها بتحفظ دائماً، ويحاولون تصويرها بأنها متحفظة جداً، لكني راضية عن نفسي، بعد إنجاز هذا العمل الأدبي».

الكاتبة اختارت اسم دبي لبطلته بعد أن كان تماهر، لكنها قررت تغيير الاسم عند وصولها إلى منتصف العمل، حينها ظهرت دبي تلك المرأة الجريئة في منتصف العشرينيات من عمرها واثقة بنفسها وطموحة في مشهد يحاكي حال مدينة دبي نفسها.

نهاية سعيدة

أما الرواية الرابعة والأخيرة، التي شهدتها الأمسية الثقافية، فلقد كانت رواية «لا يحظى الجميع بنهاية سعيدة» لمحمد خميس، التي تقع في 237 صفحة وجاءت لتتوج مسيرة كتابية تخللها إحباطات كثيرة ونشر خلالها المؤلف رواية باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة بعنوان« مملكة سكابا» ومسرحية« موعد مع الشمس، والمجموعة القصصية» زوجاتي، و« يوميات مشاغب»، لكن الكاتب لا يدعي أنه بصدد حالة من غزارة الإنتاج الأدبي، فهو يؤكد أنه حتى هذه الرواية خرجت من باب التسلية والضحك وبمباركة مدير دار كتاب.

وتتناول الرواية مواضيع شائكة يتداخل فيها الحب والوطن والأسرة والحبيبة، مثلما تتحدث عن ارتباط مصائر البشر ببعضها وكذلك البطولات والإخفافات والشجاعة والجبن والأنا والآخر.

مشاريع

 

حول مشاريعهما الأدبية المستقبلية، قالت لميس يوسف، إن الرواية يجب أن تأخذ وقتها كي تكون الخطوة المقبلة ناضجة، وتقوم على أساس سليم، بينما أوضحت إيمان اليوسف أنها بدأت بكتابة مجموعة قصصية جديدة تحت عنوان «طائر في حوض الأسماك».

Email