لم يبق من مقتنياته إلا قلم

غيلان يفتح خزائن ذاكرة والده بدر شاكر السياب

«من اليمين» شوشة، غيلان، وعبد المجيد خلال الاحتفاء بالسياب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر غيلان السياب، نجل الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب، أنه يفتح خزائن الذاكرة، وهو يسترجع ما تبقى من ذكريات لوالده الذي رحل عنه وهو في عمر سبع سنوات. وذلك خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيل السياب، وذلك مساء أول من أمس في مجلس المتنبي. بمشاركة الشاعر المصري فاروق شوشة، وتقديم الناقد العراقي الدكتور إياد عبد المجيد.

السياب أباً

تحدث غيلان عن الجوانب الإنسانية في حياة والده، وفضل الإشارة بداية إلى عدم صحة ما يقال حول المفارقة التي عاشها السياب والتناقض بين صورته الأدبية وحياته الشخصية، وأكد على أنه كتابات السياب، لا تمثل إلا حياته في البيت ومع من يزوره من أصدقاء. وقال «كان شديد العاطفة، انفعالياً، صادقاً. وأوضح أن السياب رغم الألم، إلا أنه ظل مبتسماً ومرحاً، وعندما دخل مرحلة خطرة وكنا نزوره في المستشفى يومياً، لم نرَ علامات تبرم، بل بقي مليئاً بالحيوية. وكشف غيلان أن والده امتلك قدرة عجيبة على تأليف القصص، لكل ما حولنا وما نعرفه عن الأشخاص والأماكن وعن نوعيات الطعام».

وفسر غيلان كتابة السياب عدة قصائد له قائلاً، «إحساسي بأني كنت الأقرب إلى قلبه».

ومن ثم، كشف أنه لم يبقَ من كل مقتنيات السياب إلا قلم. وقال معظم الصحافيين الذين جاؤوا إلينا أخذوا المخطوطات والمقتنيات ولم يعيدوها، كما فقدنا الكثير بعد حرب العراق. وحتى التسجيلات الصوتية التي كانت بصوته في إذاعة بيروت، من الصعوبة الآن الحصول عليها.

لحظات لا تنسى

استرجع فاروق شوشة، اللحظة التي عاد2 فيها الشاعر بدر شاكر السياب إلى الكويت، بعد أن تعهدت الكويت علاجه، وكشف عن مرافقته في شهور حياته الأخيرة، وقال، «عندما حطت الطائرة، وقالوا لنا إنه يجب أن يُحمل، كنت واحداً من ثلاثة حملنا السياب، إلى جانب ناجي علوش، وعلي السبتي. وحملت رأسه، ويبدو أني ضغطت عليه، فقال لي «حاسب يا فاروق لم يبقَ مني سليماً إلا هذا الرأس». وأوضح شوشة: في المستشفى الذي وجد فيه، كانت غرفته ملتقى ثقافياً من السادسة إلى الثامنة مساء، وكنا نحن الثلاثة حريصين على استنطاق السياب.

وأضاف، كان السياب ليلاً يملي على الممرضة بعض الشعر. وكانت تلوح في قصائده نبوءة الموت، وهو يسترجع ذكريات الطفولة، بل ويطلب الموت كنهاية لعذابه، إذ كتب «وختامها رصاصة الرحمة يا إلهي».

ووصف شوشة السياب بأنه متنبي العصر الحديث، وقال كنا نظن في قصيدته «أنشودة المطر»، بأنها غزل في محبوبته، لكن اكتشفنا بعد قراءتها مرات، بأنها تعني الوطن الذي يناديه عندما كان بعيداً عنه. وأوضح، «كان الدور الأكبر للسياب في القصيدة الحديثة، وكان الوحيد بين كل جيله من الشعراء الواضح العروبة. وأضاف، «كان دوره الأساسي ملء الفجوة باقتدار بين الشعر العربي العمودي، وبين من بدأوا يكتبون الشعر العربي الحديث».

 

احتفائية

اتخذ اتحاد الكتاب العرب، خلال اجتماعه في السنة الماضية، قراراً بأن يكون السياب شخصية العام التي يحتفى بها في كل الدول العربية، كل على طريقته.

ويعتبر السياب (1926-1964)، أحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي الحديث.

Email