ضرورات عصر وراء ظهور أنماط أدبية إلكترونية جديدة
أسهمت وسائل الاتصال الحديثة، وتنوع قنوات الاتصال إلى ظهور كُتاب جُدد، اتخذوا منها وسيلة، للتعبير عن أفكارهم وتوجهاتهم، من خلال كتاباتهم القصصية والنثرية والشعرية، وغيرها من الفنون الأدبية المعروفة، وقد شهد هذا التطور التكنولوجي ظهور كتاب للقصة، اتخذوا من الفضاء الإلكتروني منصة لعرض نتاجاتهم الإبداعية.
شكل ومضمون
حول هذا الموضوع قال الناقد الدكتور صالح هويدي: لا أظن أن القصة الإلكترونية كنص، يختلف عن القصة الورقية على مستوى الشكل أو عناصر البنية الفنية، فالأصل فيهما معاً، هو العمل الإبداعي بمواصفاته المعروفة، لكن النص الإلكتروني يمكن أن تكون له حمولة مختلفة، تمنحه مضموناً خاصاً ولوازم تلحق به، من خلال استخدام التقنيات الفنية، التي قد تنعكس بدورها على المتن القصصي، إذ تستدعي لحظة المواجهة اللحظية مع المتلقي أولاً بأول، بروز بعض الوسائل الفنية، التي قد تشجع القاص على الإطلالة على القارئ، كما أنني لا أعد القصة الإلكترونية شكلاً جديداً، بل استجابة لتحولات العصر، والرغبة في الإفادة من الوسائل التقنية المتطورة.
حداثة وتجدد
القاص عبد الرضا السجواني، يرى أن ما ينطبق على الكتابة الإلكترونية ينطبق على الكتابة الورقية، من حيث البناء الفني للنص الإبداعي، كما أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة أسهمت في نشر الكتابات القصصية، ووفرت لكثيرين الاطلاع عليها، وسهلت عملية التواصل بين الكاتب والمتلقي، ووفرت له مساحة أوسع مما وفره الكتاب، حيث أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر في اطلاع وتداول هذه النصوص بين المستخدمين أكثر من النص الورقي، كما أن بعض المواقع المهتمة بالقصة أدركت توجهات الجيل الحالي، فقامت بتحويل النصوص الورقية إلى الصيغة الإلكترونية، وذلك من منطلق الحداثة والتجدد والتغيير.
مبتكرات حديثة
الكاتبة عائشة العاجل، التي سبق أن كانت لها تجربة في مجال الكتابة الإلكترونية قالت، إن القصة الإلكترونية من المبتكرات الحديثة، وتعتبر المواقع الإلكترونية المختصة بالأدب والقصة منصة للتواصل والتخاطب، كما أن لها شكلًا يميزها عن القصة الورقية،من حيث الانتشار كونها تتخذ من الفضاء الإلكتروني سمة وخصوصية، تتسم بالتشعب، وتتميز عن القصة الورقية بالتفاعل أسرع، كما أنها لا تكلف العناء المتمثل في الشكل القانوني للإصدار والترخيص والطباعة، وإنما إلى كبسة زر واحدة لنشر القصة، بالرغم من أنها تشوبها أحياناً بعض الشوائب اللغوية.
