«ساق البامبو» لسعود السنعوسي تفوز بجائزة البوكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

فازت رواية "ساق البامبو" للروائي الكويتي سعود السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2013 في دورتها السادسة .

وتسلم الفائز جائزته من الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وذلك خلال حفل نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساء أمس في فندق روكو فورتيه في أبوظبي، والمستشار زكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومبارك المهيري مدير الهيئة، وحشد كبير من المثقفين والأدباء.

وقد أعلن جونسون تايلور رئيس مجلس أمناء جائزة الرواية العربية، عن تولي البروفسير ياسر سليمان مهامه، ابتداء من الدورة المقبلة.

واختير الفائز من بين ستة روائيين، ترشحوا للقائمة القصيرة، وهم التونسي حسين الواد عن السيد الوزير الصادرة عن دار الجنوب للنشر، تونس، والمصري إبراهيم عيسى عن روايته مولانا الصادرة عن دار بلومزبري، قطر، والسعودي محمد حسن علوان، عن روايته القندس الصادرة عن دار الساقي لندن، لبنان، والكويتي سعود السنعوسي، عن روايته ساق البامبو الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، واللبنانية جنى فواز الحسن، عن روايتها أنا وهي والأخريات الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، والعراقي سنان أنطون عن روايته يا مريم الصادرة عن منشورات الجمل بغداد بيروت.

وحصل كل مترشح على عشرة آلاف دولار أمريكي، بينما حصل الفائز على خمسين ألف دولار أمريكي، إلى جانب ترجمة روايته إلى الانجليزية.

 وتشكلت هيئة التحكيم من الكاتب والأكاديمي المصري جلال أمين رئيسا، الناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، علي فرزات رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب، بربارا ميخالك-بيكولسكا، الأكاديمية والباحثة البولندية، أستاذة الأدب العربي في كلية الآداب بجامعة ياغيلونسكي، وزاهية إسماعيل الصالحي، الأستاذة في جامعة مانشستر والمختصة بالأدب العربي ودراسات النوع.

لقاء إعلامي

سبق الإعلان عن اسم الفائز بجائزة "البوكر" لقاء إعلامي، مع المترشحين الستة نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في أبوظبي، وذلك مساء أول من أمس.

وشارك في اللقاء الذي أدارته الشاعرة جمانة حداد كل من سنان أنطون، إبراهيم عيسى، جنى الفواز حسن، محمد حسن علوان، سعود السنعوسي، وحسن الواد الذي استهل الحديث بالإشارة إلى أن روايته المترشحة، لا تخلو من حس الفكاهة.

وقال: إن تراثنا زاخر بالفكاهة، والضحك موقف فلسفي، لكن على ما يبدو أننا انشغلنا بالكثير من الكتابات المسيلة للدموع. وأضاف: إن الضحك حالة إنسانية. وأوضح أن الكاتب لا يخضع إلا للمقتضيات الفنية المميزة في الأدب، أما الإساءة للأدب فقد تصبح أدبا بحد ذاته، والقبح إذا عبر عنه فنيا أصبح فنا.

تفاصيل الواقع

رد سنان أنطون على الاتهامات التي تقول أنه انحاز في روايته إلى مريم أكثر من يوسف، وأكد: أحاول أن لا أنحاز لكن للأسف هناك أربعة ملايين يتيم في العراق، وفي هكذا وضع لا يوجد تشاؤم أو تفاؤل، بل تفاصيل واقع. وأضاف: كانت مأساوية لكن لا مفر من التعامل مع هذه الحكايات، أتمنى أن لا يحدث تفجير، وهو ما يربط بين الواقع والمتخيل.

وعن الأحكام التي أطلقت حول اختيار لجنة التحكيم للروائيين الشباب، أوضح أنطون: إنه لشيء محزن إطلاق الأحكام من قبل الصحافيين، بدون قراءة النصوص. وأضاف: كأن الجوائز وجدت لترسخ ذات الأسماء، ولو كان الحال هكذا لتوقف الأدب. وأشار موضحا علاقة السياسة بالأدب: السياسة موجودة في كل شيء، وفي بلد تشتعل فيه الحروب والمذابح عندما يتوقف الكاتب عن الكتابة فهذا يعني أنه اتخذ موقفا.

مخاطبة الوجدان

قال إبراهيم عيسى صاحب "مولانا" أن هذه الرواية تخاطب الوجدان قبل العقل، والعمل يأتي من القلب وليس من العقل مباشرة، وإلا بقي العمل الأدبي أكاديميا بحتا.

وأضاف: العمل الفني يخاطب الوجدان، لهذا لم أكن مشغولا بالرسائل المعمقة في النص، فهذه الرواية تدخل إلى ما وراء الستار وتسرد. وأوضح: إن قارئ الرواية لا علاقة له بمشاهدي التلفزيون الذين يبلغ عددهم الملايين، ولكنهم يتعاملون مع المعلومة بشكل عابر. وأشار: إن عدد القراء يبلغ الآلاف لكنهم يتعاملون مع إنتاج فني متفرد بذاته، وهو عمل خالد في ذهنية القارئ. ونوه عيسى إلى أن روايته مناسبة لما يجري الآن في مصر.

جنى فواز الحسن الروائية الوحيدة المترشحة شددت على أن المرأة في الرواية لم تكن أنثى فقط، لكنها الوسيلة الأضعف التي تستعمرها السلطة. وقالت: البعد الإنساني هو الوسيلة الوسيطة، وأعتبر مقوله أدب نسائي تحقيرا للمرأة لماذا لا يوجد أدب رجالي.

أوضح محمد حسن علوان: تناولت روايتي الأزمات الإنسانية، وهي بهذا تبتعد عن المشكلات المحلية. وأشار ليس بالضرورة أن يكون وراء كل عمل فني هدف نبيل، وإذا كانت النتيجة النهائية عملا مؤثرا، ويدفع إنسانيا للأمام حتى ولو كانت النوايا شيطانية فهذا جيد.

تأثر وتأثير

في رده حول إن كان قد قسى سعود السنعوسي على بلده قال: إنها قسوة المحب، قسوة لا بد منها، حتى أواجه المجتمع بحقيقته التي يعرفها. وأوضح: حين تقمصت شخصية خوزية شعرت بخلل بي خارج الرواية، وبقدر ما تألمت الرواية مؤلمة وانزعج منها الكثيرون في الكويت. وعن تفاعل القراء تساءل السنعوسي: كم قارئ سيتأثر بما نقول، وإن تأثر كم سنعكس ذلك على سلوكه.

 

Email