استعرض القرون الأولى لنشأة المسيحية في محاضرته بدبي

يوسف زيدان: العنف في التدين وليس في الدين

الدكتور يوسف زيدان أثناء المحاضرة تصوير ــ عماد علاء الدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان من الممكن أن يتحدث الباحث والروائي د. يوسف زيدان على مدى ثلاثة أيام عن تاريخ المسيحية في مصر، لو لم يوقفه أحد، كما قال مازحا في محاضرته التي نظمها مركز المسبار للدراسات والبحوث بدبي مساء أول من أمس، لكنها استمرت لمدة ساعة ونصف الساعة، اختزل فيها القرون الأولى لنشأة المسيحية في مصر.

قدم الاعلامي تركي الدخيل المحاضر باعتباره من أهم الباحثين والروائيين العرب، فقد أنجز كتابه الرائد "الشامل " في أكثر من 40 مجلداً، كما ساهمت الروائية بدرية البشر في طرح الأسئلة وتنظيمها، بينما ألقت الباحثة د. ريتا فرج، نبذة مختصرة عن الأقباط في مصر بعد الثورة، وتطرقت إلى موضوع الأقليات في العالم العربي.

ثم تحدث د. يوسف زيدان بأسلوب روائي شيق عن تاريخ صراع الآباء المسيحيين في مصر، وخاصة أساقفة الإسكندرية، وصراعهم في سياق صياغة الأرثودوكسية، وما سببه ذلك من انقسامات كبيرة في الكنائس.

مفاتيح

وأشار يوسف زيدان إلى أن المسيحية في مصر هي جزء من تاريخ المسيحية في العالم ولا أبالغ إذا قلت إن 60% إلى 70% من تاريخ المسيحية كان في مصر ولا سيما في القرون الخمسة الأولى للميلاد. وتطرق إلى مرحلة ما قبل المسيحية التي تقدم مفاتيح العالم القديم، ودخول آمون على الفكر المصري، الذي يعني المحترب أو المتخفي والذي لا يدركه أحد .

ومن هنا انطلقت ثنائية آمون والبشر حيث الآلهة تشكل أسر وأجيال وقرابات. وتحدث عن العلاقة الوثيقة القائمة بين اليونان ومصر التي انتشرت من خلالها الأناجيل، وكان في العالم آنذاك 30 أنجيلاً، ساهمت في صياغة الفكر الديني بحيث تصبح العذراء هي الأم البتول.

روح مصر

كما أكد أن الإسكندرية كانت روح مصر آنذاك، لأنها الحاضنة التي استقبلت التراث اليوناني، وتفاعلت معه بحيث لم تعد أثينا موطن أفلاطون، بينما ظهر أفلوطين، كفيلسوف من صعيد مصر، ودخل معه فيلسوف آخر اسمه أماينوس ساكس أي السقاء، ومن ثم ظهرت كيلوباترا التي استعانت بيوليوس قيصر من اليونان لتوطيد سلطتها. وبذلك حوّلت اليونان مصر إلى مزرعة لها، لإنتاج القمح والنبيذ، عنصرا الحياة.

وأشار إلى موضوع كراهية النساء التي ظهرت في اليهودية التي أطلقت فكرة القضاء على الإلهات. وكانوا يعتبرون المرأة إذا حاضت يصبح كل شيء وسخاً، بينما كان دم الحيض مقدساً في أوقات سابقة. كما ركز على أن المسيحية لا يمكن أن تُفهم بدون فهم اليهودية لأن المسيح ظهر أساساً كمخلص لليهود.

وقال :" لا أنتقد نصاً مقدساً بل أتحدث عن صياغة الفكر الديني في سياقاته التاريخية. وقد عبّر الأقباط عن التوحيدية، التي تمثل إلهاً واحداً. وهنا ظهرت في الإسكندرية نحو 90% من الأرثودوكسية من خلال ما يسمى "المجمع المسكوني"، الذي يقرر العقيدة الأرثودوكسية القويمة.

الأناجيل ألأربعة

وتطرق المحاضر إلى أن ما حصل في تاريخ المسيحية من تثبيت الأناجيل الأربعة لم يحدث مثيلاً له في التاريخ حيث تم احراق جميع الأناجيل الأخرى وتم ملاحقة كل من يمتلك أنجيل آخر باعتبارها غير قانونية ويمنع تداولها. كما تم مسح التاريخ الوثني من طب وعلوم وأبحاث وحرقوا جميع الكتب باعتبار أن المسيحية تكتفي بذاتها من كل تلك العلوم.

وأكد د. زيدان على أن التجسيد للآلهة ،الذي اقتصر على اليونان ومصر، هو الذي صاغ الديانة بشكلها الحالي، ولم يستقبل المحيط العربي المجاور ذلك بالطريقة ذاتها. واستنتج أن العنف لا يكمن في الدين وإنما في التدين.

 

 

عزازيل .. أفضل ترجمة

 

 

فازت رواية "عزازيل" للروائي الدكتور يوسف زيدان بجائزة "أنوبى" البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وهي الجائزة التي كان مرشحاً لها 45 رواية من أكثر من 18 دولة.

 

 

Email