أربعون عاماً من الحصاد الثقافي الإماراتي في ندوة بدبي

شعلة الثقافة في ذاكرة الرواد قبل قيام الاتحاد وما بعده

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ركن يضم كرسيين بينهما طاولة عليها بعض الصحف والكتب والمجلات في مكتبة النهضة بدبي، يعكف الكبار والصغار ممن لا يستطيعون اقتناء الكتب على القراءة المجانية بحيث ساهم هذا الركن في قيام النهضة الثقافية في المنطقة.

كما قال الدكتور ياسر عبدالله حارب أستاذ العلاقات الدولية الإسلامية، خلال تقديمه لندوة (المشهد الثقافي بعد أربعين عاماً)، شارك فيها كل من بلال البدور، الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والفنون في وزارة الثقافة ورئيس جمعية اللغة العربية، والباحثة الدكتورة عائشة عبدالله النعيمي، والإعلامي الشاب سعيد حمدان، ضمن إطار برنامج فعاليات الاحتفال باليوم الوطني الأربعين الذي نظمته ندوة الثقافة والعلوم في دبي.

 

الحراك الثقافي

استعرض البدور إيجابيات المنجز الثقافي في الإمارات على مدى 40 عاماً، من خلال تقديمه لمقارنة بين المرحلة السابقة لإنشاء الاتحاد وما بعدها. قال البدور إن الحراك الثقافي في ثلاثينات القرن الماضي اعتمد على مبادرات وجهود فردية، وأبرز مثال على ذلك إبراهيم المدفع مؤسس المكتبة التميمية والشاعر سالم العويس.

والشاعر مبارك العقيلي وعبدالله الصانع، إلى جانب النوادي الرياضية كالنادي الأهلي الذي شكل النادي الأدبي. واستعرض التجربة الأدبية الفنية وما مرت به من تحولات على مختلف الأصعدة، لتتوج في السنوات الأخيرة بالعديد من الانجازات البارزة كالموسوعة الوطنية والموسوعة الشعرية وشاعر المليون ومشروع كلمة وترجم وغيرها من المهرجانات الفنية والأدبية، إضافة إلى ما يزيد على 35 جائزة في الإبداعي الثقافي والفني، إضافة إلى انجازات الإعلام المرئي والمسموع.

 

حضور المرأة

تحدثت النعيمي عن دور المرأة في المشهد الثقافي عبر محورين، فاعلية حضورها، ومساهمتها في المشهد الثقافي. وبدأت بتوصيف دورها الأصيل المتعدد والنوعي، منذ نهاية السبعينات وحتى الزمن الراهن، حيث كانت طرفاً في الحراك ابتداءً بتأسيس العديد من الجمعيات الأهلية والروابط الثقافية إلى التعليم والأدب والفن، لتكون حاضرة وفعالة في المناخ الثقافي على مختلف الأصعدة على الرغم من طبيعة المجتمع المحافظة في المراحل السابقة.

وأشارت إلى دور الرائدات وحضورهن النوعي في الحركة الثقافية كسلمى مطر سيف ومريم جمعة فرج وظبية خميس وميسون القاسمي ونجوم الغانم وغيرهن وارتقاء البعض منهن من المحلية إلى العالمية كالتشكيلية نجاة مكي وفاطمة لوتاه.

 

جيل الشباب

قال حمدان بأن جيل اليوم يبدو أكثر حظا، إذ يعمل في فضاء مفتوح، وبيئة تحفزه للإبداع، خاصة وأنه لم يواجه إحباطات تاريخية تشابه ما عاشته الأجيال السابقة. وأشار إلى أن المتغيرات والتطورات التي شهدها العالم والمجتمع المحلي ساهمت في إعادة تشكيله بصورة أكثر إيجابية، ليطرح نفسه كشريك فعال له مكانه في العالم. وتساءل أين موقع جيل الشباب من برامج واستراتيجية المؤسسات الثقافية؟

وتتناول بعض الجوانب السلبية التي يعاني منها جيل الشباب، كغياب دور المؤسسات الثقافية التي لم تستطع ردم الفجوة بينها وبينهم، كذلك الأمر بالنسبة للجامعات العربية. وطرح بعد ذلك العديد من التساؤلات حول مضمون المطابخ الثقافية وغياب دورها، وغياب التوجه الثقافي عن الإعلام، لينتقل إلى صناعة الإعلامي المواطن الشاب. وأشار إلى أن مثقف الجيل الجديد أوجد لنفسه فضاءات بديلة تلبي احتياجاته من خلال المدونات والمواقع الإلكترونية.

Email