رؤى فنية متمايزة تقارب «الحقيقة» في غاليري سلوى زيدان بأبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الحقيقة» عنوان لمعرض فني جمع أعمال ثلاثة فنانين معاصرين، في غاليري سلوى زيدان في أبوظبي، حيث افتتح فعالياته، مساء أول من أمس، الشيخ محمد بن نهيان آل نهيان، واستمع خلال جولة في المعرض، إلى شرح مفصل عن أعمال الفنانين المشاركين، وهم الفنان العراقي الهولندي نديم كوفي والفنانة الإماراتية فاطمة المزروعي، والفنان البريطاني الإيراني قوروش صالحي.

تضفي صيغة تمايز وتكامل ابداعات الفنانين المشاركين، لمسات جاذبية من نوع خاص، تتضافر جميعها، لتستقطب وتشد المتلقي إلى الاستمتاع بذلك الاختلاف بين تجربة فنان وآخر. فالفنان كوفي استحضر الدائرة بأكثر من عمل، معتمدا على ترك الأعمال تتحرك بحرية على أسطح الأقمشة، وبسمكات وتباينات مختلفة أوحت بالعديد من الأشكال، شأنه في هذا شان أي فنان يعمد إلى التجريد في أعماله، وبمجموعات لونية باردة في معظم الأحيان عبر من خلالها عن تجربته، مستخدما في بعض الأحيان، الكلمات والرموز، ومستعينا ببعض الخامات مثل المخمل والورق وغيرها، وكل واحدة من هذه المواد لها قصتها الخاصة، فإما أن تتعارض مع جوهر العمل، أو تعززه وتدعمه.

وتجلت الحقيقة عند صالحي، من خلال اللوحات الرمزية التي تجمع وسائط متعددة، تعبر في المحصلة عن احترافه في مجال إنتاج أفلام الفيديو الفنية، إذ أقام في هذا المجال العديد من المعارض في أوروبا، وتحت عناوين مختلفة، استحضر صورة سيدة الطرب العربي أم كلثوم، وخصص الجزء السفلي من اللوحة للصورة، وكأنها تنعكس على صفيحة من ماء، وكذلك الأمر في أكثر من لوحة جاءت بعنوان (ملكة القلوب)، ليصل إلى الاستعانة بالزجاج في لوحات أخرى، إذ وضع عددا من قطع الزجاج المختلفة الأشكال والسماكة، على خلفية سوداء، ما جعلها توحي بأشكال متنوعة، حددتها أشعة الزجاج واتجاهات الضوء الساقطة عليه من كل صوب.

وفي طريقتها لمقاربة الحقيقة، جمعت فاطمة المرزوعي بين الرموز والعلامات العاكسة لتاريخ الإمارات، من خلال العديد من الخامات، التي جعلتها تجتمع في لوحة واحدة، ما يمكن القول عنه، إنه مجموعة من اللوحات التي نفذتها بطريقة الكولاج، وفي جزء منها زخرفة، وفي آخر كتابة، وفي جزء غيرهما بعض الصور الفوتوغرافية. وحول فكرة المعرض، قالت الفنانة سلوى زيدان مدير الغاليري: «الفن الحقيقي انعكاس لشخصية الفنان الذي يكشف ما في داخله أمام جمهوره، فالرسام الموهوب هو الذي يرسم ما في داخله، وتنعكس قدرة الفن على ترجمة الحقيقة ولهذا اخترنا للمعرض عنوان «الحقيقة»، وهي كلمة مشتركة للغتين العربية والفارسية، واشترك فيها ثلاثة فنانين، اختلفوا من حيث مقاربتهم لها.

تعبير

يستمر المعرض إلى 17 من الشهر المقبل، ويجمع في أروقته تجربة ثلاثة فنانين، يركزون في رؤية مشتركة ومتقاربة، على عكس خبراتهم، على اختلافاتها، بلغة تتكشف من خلالها (الحقيقة)، وفق تصورات وتجسيدات متمايزة ومتكاملة، في ان معا.

Email