«أولد فلو» هنري مور تحفة فنية حائرة بين لندن و«يوركشاير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في التسعينات، كان هناك برج خال في الطرف الشرقي من لندن، وضعت على شرفته لافتة كبيرة مكتوب عليها دعابة بدت صادرة من شخص ظريف:« المكان معروض للبيع بـ‬4 جنيهات و‬95 بنساً، من قبل مالك طائش ». كان البرج جزءا من ضيعة (ستيفورد)، وكان ينتظر آنذاك، هدمه لبناء بيوت منخفضة من القرميد مكانه.

في أسفل البرج، كان هناك تمثال برونزي يحمل اسم (المرأة الجالسة ذات الثياب المجعدة)، لأعظم نحات بريطاني في عصره، وهو هنري مور. وبدا أنه يصمد في مواجهة الزمن أفضل من البرج المحكوم عليه بالهدم.

كان التمثال المعروف باسم (أولد فلو)، منصوباً بمساهمة من أموال الشعب عام ‬1962، بعد أن باعه هنري مور بسعر بخس. وبدا عملا مثالياً، في حينه، أن يتمكن الفن من رفع حياة الناس في أكثر الأماكن فقرا، كما كان مثالياً أيضا أن تقام مؤسسات مثل (وايت تشابل آرت غاليري)، في نهاية القرن التاسع عشر.

وفي منطقة (ستبني)، في الطرف الشرقي من لندن، حيث الأشياء تبدو عابرة وبناؤها هزيلاً، كان (اولد فلو)، عملا نادرا من حيث المهارة والإتقان والثبات عبر الزمن.

وفي عام ‬1997، تم نقل المنحوتة، إلى متنزه النحاتين في (يوركشاير). وما زالت في مكانها منذ ‬14 عاما. . ومنذ ‬18 شهرا، سمع عضو المجلس المحافظ، تيم أرشر، عن (أولد فلو)، وبدأ حملة لاستعادتها. وأجرى إحصاءا غير دقيق على الإنترنت، وتبين له ان ‬80 بالمئة يؤيدون إعادتها.

وذهب أرشر إلى شركة (كناري وارف)، إحدى أهم مناطق الأعمال في لندن ضمن مدينة (تاور هملتس)، حيث الحرس الأمني وأنظمة الصيانة، وتحدث عن احتمال إقراض التمثال إلى الشركة التي ستغطي جميع مصاريف الاهتمام به. ولكن (كناري وارف) تختلف عن شوارع شرق لندن، حيث انها ملكية خاصة، إذ يوجد فيها المصارف والمتسوقون. والمؤسف أن هناك احتمالاً ضئيلاً في أن تستطيع المدينة جمع الأموال اللازمة للاهتمام بأولد فلو، خارج كناري وارف. وربما أفضل ما نأمله هو عمل من أعمال الإيثار، بحيث تتحمل شركة كناري وارف تكلفة وضعها في مكان لا تتوفر له الحظوظ كملكيتهم.

Email