«طفيلي».. الواقع بنكهة كوميدية سوداء

ت + ت - الحجم الطبيعي

إيقاع خاص تحظى به سينما المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، فهي تمزج بين شقي السهل والصعب، يترجم ذلك في أعماله كما في «مذكرات قاتل» (2003) الذي تميز بقوة الخيارات البصرية.

وأيضاً في «ثاقب الثلج» (2012) الذي حاول فيه أن يقرأ المستقبل، و«أوكجا» (2017) الذي قدمه بمعالجة كوميدية سوداء، وها هو يعود عبر «طفيلي» (Parasite) ليقدم لنا تحفة سينمائية تميزت في نصها وصورتها البصرية، ليتجول الفيلم إلى أشبه بلوحة فنية تستحق التأمل.

ولعل ذلك ما يبرر سبب كمية الجوائز التي حصدها بونغ جون هو، بدءاً من سعفة كان الذهبية، ومروراً بـ غولدن غلوب، وليس انتهاءً بترشيحات الأوسكار الستة، ليحدث بذلك نقلة نوعية في تاريخ السينما الكورية الجنوبية.

فيلم «طفيلي» شديد البساطة، ولكنه مغرق بالكوميديا السوداء، وملتصق جداً بالواقع، يمتاز بمشاهده الهادئة، ونبرته الصادمة أو الظلامية، حيث يسلط بونغ جون هو فيه الضوء على الفروقات الطبقية في المجتمع، وما بينهما من صراع، لتظن لوهلة أنك أمام فيلم رعب، ولكن ما أن تتوغل في المشاهدة، حتى تشعر بالانبهار، وبقدرة بونغ جون هو على جذبك نحو قصته حتى النهاية.

قصة الفيلم تدور حول عائلة كيم التي تعاني كثيراً من الفقر، وتعيش على هامش المدينة، في سرداب سيئ، لا يصلح للعيش الآدمي، ومع تقلب الأيام، تبدأ أحوال العائلة بالتغير، بعد حصول الابن على وظيفة مدرس لفتاة تنتمي إلى عائلة بارك الثرية، ليقوده ذلك إلى تغيير نمط العائلة الثرية تماماً، بعد أن يتمكن أبناء عائلة كيم من نسج شباكهم حول عنق العائلة الثرية.

مشاهد الفيلم الأولى تمضي بهدوء، تتلمس من خلالها الطبقية، وحالة «اللامساواة»، ونشعر أن المخرج استطاع شحنها بالتشويق والتوتر نفسه.

وهو ما جعل الفيلم يتأرجح بين الدراما والتشوق، والمشاهد المؤثرة، التي كلما تقدمت فيها تشعر بالانبهار.

Email