فيلم يكشف عن الدوافع الإبداعية لانشقاق راقص الباليه العالمي

قصة حياة نورييف في السينما عام 2019

مشهد من فيلم «الغراب الأبيض» للمخرج رالف فينس الصورة: من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشاق فن الباليه على موعد مع فيلم عن حياة أعظم راقص ومصمم باليه في القرن العشرين، رودولف نورييف، مع مشاهد كثيرة لرقصات رائعة خلال فترات مختلفة من شبابه.

الفيلم بعنوان «الغراب الأبيض» للمخرج البريطاني رالف فينس يركز على طفولة الراقص الشهير وتدريبه على يد الدولة وزيارته مع فرقة باليه كيروف إلى باريس، تلك الزيارة التي غيرت حياته.

وتوجت بقراره طلب اللجوء السياسي في يونيو 1961. لماذا انشق نورييف؟ هذا هو السؤال الذي يطرأ على بال الجمهور بعد مشاهدة الفيلم الذي كشفت عنه شركة «سوني بيكتشرز» في مهرجان تيلرايد، التي تزمع إطلاقه في عام 2019.

غموض

لا يكشف الفيلم أسباب انشقاقه، لكن يشعر المرء بأنه جاء لدوافع إبداعية أكثر منه لدوافع تاريخية، حسب الناقد الفني في مجلة «هوليوود ريبورتر»، بيتر ديبروغ.

وكانت وجهة نظر معظم الناس أن نورييف انشق في سبيل اللحاق بالشهرة، ففي النهاية، حياته بدأت في ظروف متواضعة، فقد ولد على متن قطار عابر وسط سيبيريا، وعندما أصبح في عمر احتراف الرقص، منعت الحرب الباردة أي فنان سوفييتي شاب سبل الانطلاق بسبب الستار الحديدي.

كانت شخصيته نارية، كما يظهر سيناريو الفيلم لديفيد هير، المعتمد على السيرة الذاتية لجولي كافانوغ عام 2007. ومن البداية هناك تركيز كبير على «أنا» هذا الشاب وغروره، ويبدو أن الرغبة في أن يعترف به ويجري تقديره، قد رسمت قراراته ما إن وصل إلى باريس في عام 1961.

فأينما ذهب، كان جهاز المخابرات الروسية «كي جي بي» يقوم بالتغطية عليه كعقاب على مخالفاته المتعمدة واختلاطه بالفرنسيين، ولم يسمح له بالرقص في ليلة الافتتاح. لكن نورييف تمكن من عقد صداقات في باريس مع الراقصة الفرنسية بيير لاكوت، كما غازل الابنة الثرية كلارا سانت التي صادف أنها كانت على علاقة بابن وزير شؤون الثقافة أندريه مالرو، فكان حليفاً جيداً له عندما طلب اللجوء السياسي.

بداية متأخرة

ويعود الفيلم بشكل متكرر إلى الوراء لإعطاء ملامح عن مواهب هذا المراهق والقصور في تدريبه، إذ بدأ متأخراً في الرقص، حتى لحظة انطلاقه في سن 17 عاماً عندما وضعه معلم الرقص الأكثر تبجيلاً في سانت بطرسبرغ ألكسندر بوشكين تحت جناحه، بعد أن رأى في عاطفته التعبيرية شيئاً مميزاً.

فقدّر تلك العاطفة على مهاراته التقنية الخالصة في الرقص، وقد بلغ إعجاب المعلم به حد أنه دعاه للإقامة في شقته، حيث يقيم مع زوجته، ويسرد الفيلم تفاصيل من حياة نورييف غير التقليدية دون تردد.

وكان يعتقد على مدى سنوات أن نورييف قد خطط لانشقاقه إلى الغرب، لكن فيلم «الغراب الأبيض» يقدم تفسيراً مغايراً، إذ يعالج الأمر على أنه قرار تلقائي.

يقوم بدور نورييف الراقص الأوكراني أوليغ إيفنكو، وفيما تبدو مشاهد الرقص الكثيرة في الفيلم من شبابه مذهلة تماماً، تبقى لحظة انشقاقه داخل مطار لوبورجيه الأكثر تأثيراً، وتشكل لحظة الذروة في الفيلم، مظهرة إلى أي حد كانت الظروف متوترة في مطار باريس، لحظة مقاومة راقص الباليه البالغ من العمر 23 عاماً أوامر المبعوثين السوفييت لدخول الطائرة.

«فلاش باك»..

تعرض الفيلم للانتقاد بسبب العودة بالمشاهد إلى الوراء بشكل متكرر، فيما التدرج زمنياً كان بإمكانه أن يخدم ذروة الفيلم بشكل أفضل، لكن تلك الألغاز التي وضعها المخرج في الفيلم قد توفر في النهاية إجابة عن السؤال: لماذا انشق نورييف عن الاتحاد السوفييتي؟

Email