«فريج الطيبين»..رسائل وطنية من عبق الماضي

أحد مشاهد الفيلم - من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحو ثمانينات القرن الماضي وإلى أجواء ذلك العقد، يأخذنا المخرج الإماراتي أحمد زين، عبر فيلمه «فريج الطيبين»، في رحلة نستكشف فيها جماليات الفريج الإماراتي.

وما يتضمنه من عناصر تراثية غنية، وألعاب شعبية، أصبح الكثير منها من مفردات الماضي، التي نسج أحمد زين على وقعها قصة جميلة تمزج بين الكوميديا والأكشن والدراما، في مشاهد تحمل بين ثناياها بضع رسائل تدعو للدفاع عن الوطن، ونشر ثقافة التطوع لخدمته، الأمر الذي أكسب الفيلم طعماً خاصاً، تحضر فيه الـ «نوستالجيا» بكل تفاصيلها.

بمشهد من لعبة «الميت» الشعبية، يفتتح المخرج أحمد زين فيلمه، مشعلاً بذلك المنافسة بين فريقي اللعبة، قوام كل واحد منهما 6 أفراد، يتحدى كل فريق الاخر، وعلى اثره تبدأ الحكاية بفرض نفسها على المشهد العام للفيلم، الذي تكثر فيه الأحداث المرتبطة بـ «فريج الطيبين».

حيث يطالعنا بائع الثياب قديماً (الليلام) الذي دأب على التجوال بين البيوت عارضاً ما في جعبته من ثياب لنساء الحي، وكذلك عوض بائع العسل، وبائع السمبوسة، وبعض الحكايات التي ترتبط بتلك الكافتيريا الصغيرة التي تجمع على مقاعدها أبناء الحي.

بساطة

حكاية الفيلم تشبه بساطة الفريج قديماً، وأهله، أحداثها تدور في نهاية الثمانينات، حيث تعود الشباب الترفيه عن انفسهم بالألعاب الشعبية، وتحديداً لعبة «المبيت» التي تشبه المصارعة إلى حد ما، كل واحد منهم يعد نفسه للنزال والمواجهة، أملاً بالفوز. اللعبة سرعان ما تتحول إلى صراع ينقلب معه أبناء الحي الطيبين إلى أشرار مع بعضهم البعض، فتكون النتيجة أن يصاب أحدهم بشلل نصفي.

حيث لم تشفع له طبيعة العلاقة الاجتماعية التي تجمع أبناء الحي، في وقت يحرص الكبار على تعليم أصولها للصغار، مع التشديد على أصولها وعدم استخدام العنف فيها.

أحمد زين بدا وكأنه اتخذ من اللعبة مدخلاً، لعرض حالة التغير التي شهدها الفريج مع مرور الزمن، واستطاع من خلالها أن يبرز «فزعة» مواطني الدولة، للدفاع عن بلدهم وإخوانهم في المنطقة.

حيث يعرج زين في حكايته على أزمة الخليج الأولى التي وقعت مطلع التسعينات، والغزو العراقي للكويت، ويبين لنا كيف تسابق أبناء الفريج على التطوع للخدمة العسكرية، والدفاع عن أرض الكويت، لتلغي بذلك ما بينهم من خلافات، حيث الوطن فوق الجميع، ومصلحته تعلو فوق كل شيء.

حنان

تفاصيل كثيرة، لا يغفلها زين في فيلمه، ففيه ترك مجالاً لكاميراته لأن تتنفس هواء الفريج، وأن تتجول بين البيوت البسيطة، كما سمح لها بالدخول في بعض البيوت، لنعاين الأسرة الإماراتية، وثقافة التعامل بين أفرادها، عندما تجتمع على المائدة، فالأم تغدق حنانها على الأبناء.

وتدافع عنهم، تفاصيل الحياة الاجتماعية بدت حاضرة بقوة في الفيلم، ليس فقط من خلال العرس الذي يجمع أبناء الحي على قلب واحد، وإنما يتعدى ذلك، نحو طبيعة التأثر قديماً بنوعية معينة من الأغاني والأفلام، التي كانت تصل إلى الفريج عبر جهاز التلفزيون.

بطولة

يلعب بطولة «فريج الطيبين» عبد الله الجنيبي، ومحمد مرشد، وهدى الغانم، وإيمان حسين، ونوال، وعلي الشحي، وناصر الظنحاني، وياسر النيادي، وخالد النعيمي، وحسن العواي، وسعيد الناعور، وهاني المصري.

 

Email