«غداء العيد»..الواقع اللبناني على المائدة

أحد مشاهد الفيلم - من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

باقة من يوميات الحياة اللبنانية، يقدمها لنا المخرج لوسيان أبو رجيلي، على مائدة فيلمه «غداء العيد»، ذاك الذي يحاكي فيه طبيعة الشارع اللبناني، بكل أطيافه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

طارحاً أزماته المعيشية المتراكمة على طاولة غداء، سرعان ما تتحول في السياق إلى أشبه بطاولة حوار، تشرح المجتمع بكل همومه وقضاياه، وأحلامه، وطموحاته وحتى خططه.

الفيلم الذي يعرض حالياً ضمن مبادرة «دبي السينمائي 365»، يحمل في سياقه جملة تساؤلات، تتشابك معاً لتفضي بنا نحو جدليات واسعة، تطرح حال العائلة اللبنانية وواقعها، وتحدياتها اليومية.

وذلك عبر محطات عدة تبدأ منذ لحظة دخول الأبناء إلى منزل العائلة، واجتماعهم حول «مادة العيد»، مروراً بتطور الحوار بين الجالسين، الذي يتراوح بين نكتة يطلقها أحدهم، وذكرى يستعيدها آخر، وطموح يتغنى به ثالث، وهكذا دواليك، لتشبه الحوارات في اختلافاتها، تنوع الطعام الذي فرد على الطاولة، التي تقودنا لنتعرف على طبيعة الطقوس اللبنانية الخاصة، وتفاصيل أخرى تتعلق بالمجتمع.

مفهوم الحرية

المخرج لوسيان أبو رجيلي، بدا في هذا الفيلم أشبه بجرّاح، يشرّح المجتمع اللبناني، ويحاول أن يخرج كل ما بداخله من قضايا، ينجح في ذلك بلا شك، لا سيما وأنه مارس الفعل المسرحي قبل السينمائي، فهو لم يغفل تراكم الأزمات التي يعيشها الشارع اللبناني، وفيروس اليأس الذي يصيب الشباب ويدفعهم نحو الهجرة، ويعاين أيضاً مفهوم الحرية وحدودها.

ومبدأ الزواج الديني والمدني وغيرها، ليذهب بعيداً في طرحه، عبر استخدامه لرمزية الأديب جبران خليل جبران، وحبه للكاتبة مي زيادة، مستغلاً هذه الحالة، ليبين لنا طبيعة أحاديث النقاش التي عادة لا تظهر للعيان.

لم يغفل أيضاً الحديث المبطن عن الفساد الوظيفي والرشاوى، الذي طرحه عبر مشهد جميل، يفترض فيه فقدان مبلغ من المال، وهو ما يقود العائلة إلى حالة مواجهة عنيفة، تتطاير فيها الاتهامات المتبادلة، لتتعدى حدود الطاولة، وتصل إلى «الخادمة الأمينة» التي يتم إخضاعها للتفتيش.

بطولة

«غداء العيد» الحائزة على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي 2017، ليس فيلماً عائلياً، وإنما هو واقع لبناني، يجمع قصصاً من هنا وهناك، ويرويها المخرج على ألسنة أبطال، غير معروفين سينمائياً أو حتى فنياً، في محاولة منه أن يقدم مشاهد صادقة بامتياز، لا سيما وأن كل هذه الشخصيات نجحت في ارتداء ملابس شخصيات الفيلم واكسسواراتها، ليستعرضوا بتلقائية واضحة قصة المجتمع وأزماته بشكل عام.

اللافت في هذا الفيلم، أن كاميرا أبو رجيلي تنزل كثيراً حتى مستوى المائدة، التي منحها بطولة الفيلم المطلقة، لتلتقط عدستها الكثير من أفكار المخرج الذي تولى أيضاً كتابة السيناريو، حيث حاول أبو رجيلي أن يبين لنا أن المائدة هي أفضل الأماكن للبوح، فمن يضع لقمة في فمه، لن يستطيع أن يكذب وأن يكون مزيفاً.

الفيلم من بطولة ثلة من الشخصيات غير المعروفة، على رأسهم يأتي لايتيسيا سمعان، ونديم أبو سمرا، وجيني جبارة، وجان بول حاج، وحسين حجازي، وغسان شمالي، وسام بطرس، وطوني حبيب، ومحمد عباس، وإيتافار أويكي، ونانسي كرم، وإيفي حلو، وزياد مجدرة، وماريا زياد جبرا.

50

لطالما تربع فيلم «اوديسية الفضاء: 2001» للمخرج ستانلي كوبريك، على عرش أفلام الفضاء، حيث لا يزال يعد تحفة الخيال العلمي، وتكريماً لذكرى مرور 50 عاماً على صدوره، يعتزم مهرجان كان السينمائي في مايو المقبل، الاحتفاء به من خلال تقديم عرض خاص لنسخة الفيلم المصورة بتقنية 70 مم، ضمن كلاسيكيات كان، ويتولى تقديمها المخرج كريستوفر نولان، الذي سيحضر مهرجان كان السينمائي لأول مرة، فيما سيحضر العرض المقرر إقامته في 11 مايو المقبل، عدد من أفراد عائلة ستانلي كوبريك، بما في ذلك ابنته كاتارينا ستانلي كوبريك.

 

Email