الفن السابـع

المخرجات الإماراتيات شمس مشرقة في السينما المحلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صورة مشرقة تمكنت المخرجات الإماراتيات من رسمها في السينما المحلية، فعلى الرغم من قلة عددهن، إلا أن حضورهن على الساحة بدا طاغياً، ومتميزاً، لا سيما أن أعمالهن، تعد جادة، لقدرتها على الاقتراب من الواقع ومناقشة قضاياه، الأمر الذي مكنهن من اكتساب ود الجميع، والتربع على عرش القلوب والجوائز، فاستطعن ترك بصمة لامعة في مسيرة السينما الإماراتية، في ظل سلوك بعضهن لدروب الأفلام الوثائقية التي تعد من أصعب الأنواع لما تحتاج إليه من بحث وتدقيق، وملاحقة، ولعل أكثر من تميز في هذا الجانب هي المخرجة نجوم الغانم.

ما يميز مسيرة المخرجات الإماراتيات، أنهن لا يركن إلى الراحة، ففي كل عام، يسعين جاهدات إلى التواجد على الساحة، عبر أفلام جلها مستوحى من ثنايا قضايا المجتمع، وهو ما يبرر عمق هذه الأفلام.

غبار وعسل

من «المريد» إلى «حمامة» وقصص أخرى روتها المخرجة نجوم الغانم في أفلامها، والتي تحملت فيها «الغبار وقطرات المطر» من أجل تذوق «العسل» المنتشر على رؤوس الجبال في الدولة، حيث ذهبت في رحلة رافقت فيها أشهر العسالين في الدولة، غريب وعائشة وفاطمة، بحثاً عن مكامن العسل، ليأتي فيلمها «عسل ومطر وغبار» جامعاً بين الدراما والتوثيق.

رحلة نجوم السينمائية لم تكن حدودها الجبال، وإنما اتسعت لتشمل الصحارى أيضاً، عندما قررت إنتاج فيلمها «سماء قريبة»، الذي تروي فيه قصة فاطمة الهاملي، أول مالكة إبل إماراتية، والتي تُقرّر دخول مسابقات «مزاينة الإبل»، والمزاد الخاص بالإبل في أبوظبي، ومن قبله «حمامة» الذي فتحت فيه نافذة على حياة الطبية الإماراتية «حمامة»، والتي لا تزال رغم وصولها عتبة العقد التاسع من العمر، قادرة على معالجة أنواع متعددة من المرض.

بجانب ثلة أعمالها الوثائقية، وحتى الروائية القصيرة، قدمت نجوم خلال العام الماضي، واحداً من أجمل أعمالها وهو «آلات حادة»، والذي سلكت فيه سكة الفن التشكيلي، عبر رحلة في حياة الفنان الراحل حسن شريف، حيث استنهضت فيه كل مواهبها السينمائية والتشكيلية والشعرية، لتصنع فيلما ينبض بالروح ويرسم بالألوان ويعزف بالموسيقى، حتى الاسم نفسه فقد استلهمته من أدواته في تطويع مواد مثل الأخشاب والمعادن والأسلاك والحبال التي اعتاد الراحل حسن شريف استخدامها لصنع أعماله التشكيلية.

عوالم

وبقدر انغماس نجوم الغانم في العمل الوثائقي، تطل زميلتها نايلة الخاجة، التي تستعد حالياً لإنجاز فيلمها الروائي الطويلة «حيوان» وهو تطوير لنسخة الفيلم القصيرة الذي سبق أن عرضته في دورة مهرجان دبي السينمائي 2016، حيث يندرج الفيلم تحت إطار الإثارة النفسية، فقصته تتمحور حول تجربة طفلة لم يتجاوز عمرها السبع سنوات، تعيش بين عوالم والدها المتشدد ووالدتها الأنانية والأخ هادئ الطباع، وعالم الطباخ المرح، وتجتهد الطفلة في محاولة التوازن بين العوالم الأربعة، التي يفيض من جنباتها الرعب والتسلط، ليظل إيقاع الفيلم برغم ذلك هادئاً، مستفزاً للنفس، حاملاً لأبعاد كثيرة.

ورغم أن جل إنتاجها، كان من الأفلام القصيرة إلا أن نايلة، استطاعت أن تقدم فيها رؤية مختلفة لقضايا الواقع، وهو ما نصبها أميرة في المحافل السينمائية المحلية، في عملها الجديد، تسعى نائلة لأن تقدم فيلماً إنسانياً بالدرجة الأولى، تلامس فيه عاطفة وخيال المشاهد.

أنشودة

ولا يمكن هنا، تجاهل البصمة الجميلة التي تركتها المخرجة عائشة الزعابي، التي استطاعت رغم قلة عدد تجاربها السينمائية، أن تتجاوز التحديات، عبر خوضها لتجربة السينما التجارية من خلال فيملها «وصلنا ولا بعدنا»، وهو ما يعتبر خطوة جريئة، بالنسبة لمخرجة شابه، استطاعت في مسيرتها أن تحوز عدداً من الجوائز، وإشادة النقاد في الوقت ذاته.

وفي هذا السياق، تبرز أيضاً تجربة المخرجة أمل العقروبي السينمائية، والتي تمكنت في 2013 من تقديم عمل وثائقي إنساني بعنوان «أنشودة العقل»، والذي يناقش مرض التوحد، وتأثير الموسيقى في علاج عدد من الحالات، والتخفيف من حدة المرض في سلوك المرضى، كما يسلط الفيلم الضوء على معاناة الأهل والأطباء والمهتمين بهذا المرض.

Email