«ريد سبارو»يحـلّق في فضاءات الجاسوسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«وصفة مضمونة»، هكذا يمكن توقع طبيعة أحداث فيلم ريد سبارو أو (العصفور الأحمر) للمخرج فرانسيس لورانس، الذي سبق له أن قدم ثلاثة من أفلام سلسلة «مباريات الجوع»، التي غادر غاباتها، ليحط في رحاب الحرب الباردة بين روسيا وأميركا، فاتحاً ملفات الجاسوسية، في محاولة منه لإعادة الألق لهذه السينما التي كاد نجمها أن يخبو في ظل ما تشهده الساحة من إطلالات مختلفة لفئة أفلام «السوبر هيروز».

«ريد سبارو»، يعيد للواجهة الممثلة جنيفر لورانس، بطلة «مباريات الجوع» التي وضعتها تحت الأضواء، حيث يأتي هذا الفيلم بعد تقديمها مجموعة أعمال بعضها نجح في لفت الأنظار، من بينها «الأم» الذي بدا في العموم غير مفهوم ولكنه امتاز بجودته. وها هي هنا تطل بشخصية فتاة روسية تدعى «دومينيكا إيغوروفا»، تعمل راقصة باليه، تكسر ساقها في وقت تتولى فيه رعاية والدتها المريضة، وتعيش في بيت متواضع جداً، وتواجه مشكلات مالية عديدة، لا سبيل للخلاص منها إلا بنذر نفسها للعمل في «خدمة الحكومة»، فتجد نفسها في أحضان معهد يلقن نوعاً خاصاً من الدروس، تشرف عليها تشارلوت رامبلينغ، التي تعلم طلبتها فن التجسس من خلال الإغواء، وتفرض عليهم تعاليم محددة، وأزياء لا تفرق بين ذكر وأنثى تمتاز بلونها الرمادي الباهت.

في المقابل، نتابع نيت ناش، عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي آيه»، وهو يجري على غير هدى في متنزه «غوركي» بالعاصمة الروسية موسكو، في سياق محاولته حماية مصدره الروسي، الذي يشغل منصباً رفيع المستوى، ولكنه يفشل في ذلك، حيث يفضح هويته ويكشف النقاب عن الغطاء الذي يعمل من خلفه، ليُعاد إلى وطنه محملاً بالخزي والعار.

ورغم أن عنوان الفيلم لافت، إلا أن «وصفته» لا تبدو مضمونة للوصول إلى التشويق، بسبب ما يعانيه العمل من ارتباك واضح، ليبدو أنه صنع على عجل، خاصة وأن الفيلم جاء مثقلاً بمن يتحدثون الروسية بلهجة تفتقد إلى الرشاقة، بدت وكأنها مستعارة من أفلام عتيقة طالما تناولت الحرب الباردة، تتخللها أحداث ومشاهد مختلفة بعضها، وضع لأجل «الحشو»، ليس أكثر.

كان بالإمكان أن يكون «ريد سبارو» فيلماً أكثر تشويقاً، وبحبكة أفضل، خاصة أنه يعتمد على رواية ناجحة ألفها ماثيوس جَيسون، عضو «سي آي آيه» السابق، ولكنه ظل غريباً نوعاً ما، في ظل ما تشهده الساحة الأميركية الروسية حالياً من صراع مختلف، مقارنة مع تسعينيات القرن الماضي وما قبلها.

Email