السينما الإماراتية..حضور لافت في الصالات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بخطوات واثقة تمضي السينما الإماراتية نحو صالات العرض التجارية محققة بذلك حضوراً لافتاً، بعد أن خلعت عنها عباءة المهرجانات التي طالما عاشت فيها، فمنذ بداية 2018، والأفلام الحاملة لتواقيع مخرجين إماراتيين، تتوارد على الشاشات.

فبعد أن طالعنا «عاشق عموري» للمخرج عامر سالمين بقصته المبنية على الشغف وتنمية روح البطولة لدى الأطفال، قدمت المخرجة عائشة الزعابي فيلمها الطويل، «وصلنا ولا بعدنا»، بقالب كوميدي، في وقت لم تتوقف فيه عجلة السينما الإماراتية عند هذا الحد، لتواصل مسيرتها مع «كيمرة» للمخرج عبد الله الجنيبي، و«فريج الطيبين» للمخرج أحمد زين، واللذان يستعدان لدخول أروقة الصالات، في إبريل المقبل، ليقدما للجمهور وجبة أكشن وكوميديا دسمة، مطعمة برسائل عديدة، أبرزها تعزيز الروح الوطنية.

تعزيز

ففي الوقت الذي يدور فيه فيلم «كيمرة»، الفائز بجائزة أفضل إخراج في مهرجان دبي السينمائي 2017، حول مجموعة شبان يخرجون برحلة إلى البر، قبيل التحاقهم بالخدمة الوطنية، حيث يواجهون صعوبات عديدة، بعد اكتشافهم لكاميرا مدفونة، تحمل في ذاكرتها مشاهد تعذيب تقوم بها إحدى العصابات ضد شبان تواجدوا، في وقت سابق، في المكان نفسه، لتعيش المجموعة الجديدة لحظات رعب، يأخذنا أحمد زين في فيلمه «فريج الطيبين» في رحلة نحو الماضي.

وتحديداً نحو عقد الثمانينيات وأوائل التسعينيات، ليفتش في ذاكرته عن ما يرتبط بـ «فريج الطيبين»، من عناصر التراث الإماراتي، والألعاب الشعبية، لنعانق من خلال الأحداث بائع الثياب المتجول، وبائع السمبوسة، وتفاصيل أخرى طالما ارتبطت بالفريج، من بينها الألعاب الشعبية، خاصة تلك المسماة بـ «الميت» والتي تنسج من خلالها قصة الفيلم كاملة.

ورغم اختلاف فئتي العملين، إلا أن تعزيز الروح الوطنية، شكل قاسماً مشتركاً بينهما، ففي حين يجسد «فريج الطيبين» عبر مشاهد غزو العراق للكويت، تسابق أبناء الفريج على التطوع في الخدمة العسكرية لتقديم العون لإخوانهم، تأتي فكرة «كيمرة» لتكون بمثابة إنذار مبكر للشباب، يدعوهم إلى اكتساب خبرة الحياة، والاستفادة من الفرص التي توفرها لهم الخدمة الوطنية، لتكون عوناً لهم في مواجهة التحديات والصعاب.

مواهب ودعم

«أعتقد أنه حان الوقت لنهوض السينما الإماراتية من سباتها»، بهذا التعبير، علق المخرج عبد الله الجنيبي صاحب فيلم «كيمرة» لـ «البيان، على خطوات السينما الإماراتية الحالية، قائلاً:»خلال السنوات الماضية، استطاعت السينما الإماراتية أن تثبت نفسها في المهرجانات السينمائية، من خلال مجموعة الأفلام القصيرة والطويلة التي عرضتها، وحازت عنها الجوائز.

ورغم ذلك ظلت بعيدة عن صالات السينما التجارية، وبتقديري إن ما انتجته السينما الإماراتية من كمية أفلام روائية قصيرة وطويلة، خلال العام الماضي والجاري، يعد خطوة مبشرة في سبيل تطورها، فضلاً عن إنه يكشف عن مواهب صناعها«، ولفت الجنيبي إلى أن دخول السينما الإماراتية إلى صالات العرض التجارية، يعد خطوة مهمة.

وقال:»في الواقع نحن نحتاج إلى مثل هذه الأفلام التي يمكن أن تعبر عن شخصيتها وهويتنا الإماراتية، وتبعث برسائل مهمة إلى الشباب الذي يعد الشريحة الأكبر في المجتمع، كما أننا لا زلنا بحاجة إلى أفلام تعكس واقع المجتمع الإماراتي وتفاصيله، وحالة التطور اللافتة التي يعيشها، وأعتقد أن ذلك سيمكننا خلال الفترة المقبلة من تقديم سينما إماراتية الطابع بثوب عالمي، وهو ما نحتاج إليه بالفعل«.

وشدد الجنيبي في حديثه على ضرورة إشراك القطاع الخاص في عملية صناعة الأفلام. وقال:»في الواقع، لا تزال تعاني السينما الإماراتية من القضايا المتعلقة بالدعم، ولحل هذه المشكلة، أعتقد أنه حان الوقت لإشراك القطاع الخاص في هذه الصناعة، من خلال توفير صناديق خاصة لدعم هذه الصناعة الفتية، أو من خلال مبادرات خاصة يتولاها رجال الأعمال في الدولة.

كما حدث مع فيلمي «كيمرة» الذي تم بدعم من الدكتور فيصل علي موسى، رئيس مجلس إدارة فام القابضة، لأن دخول رجال الأعمال والقطاع الخاص، سيمكننا من بناء سينما إماراتية جادة، قادرة على المنافسة على شباك التذاكر.

Email