■ بسام الذوادي

إحياء «البحرين السينمائي» حلم يراود بسام الذوادي

لا يزال حلم إعادة مهرجان البحرين السينمائي يراود المخرج بسام الذوادي، الذي يعده الكثيرون واحداً من أبرز رواد السينما الخليجية والبحرينية، لا سيما وأنه استطاع أن يجمع حب النقاد العرب حوله، وأن يحتفظ بشبكة علاقات جيدة في الوسط السينمائي الخليجي والعالمي. حلم الذوادي في إعادة المهرجان لا يشبه عنوان فيلمه الأخير «الفراشات لا تحلم هنا» الذي لا يزال في إطار النمو والبحث عن التمويل.

ففي حواره مع «البيان» أكد الذوادي أن حلم إقامة مهرجان سينمائي في البحرين بات قاب قوسين أو ادنى من التحقيق، مؤكداً أن الموضوع كاملاً أصبح في يد الحكومة، مشيراً إلى أن أهمية المهرجانات تكمن في قدرتها على تحريك الصناعة وخلق احتكاك بين صناع الأفلام وفتح نافذة واسعة على العالم، مؤكداً على ضرورة التركيز على انتاج أكبر قدر ممكن من الأفلام في منطقة الخليج والابتعاد عن محاسبتها في الوقت الراهن، لإتاحة المجال أمامها.

خطة إنعاش

بفيلم «الوفاء» بدأ الذوادي مشواره السينمائي في 1975 وعمل فيه مخرجاً وممثلاً ومصوراً أيضاً، وخلال مسيرته أخرج عدة أفلام روائية طويلة، مثل بها البحرين، واستطاع من خلالها أن يحوز على اهتمام النقاد العرب، حيث يعتبر أن «النقد هو الذي صنعه كفنان».

في 1993 اجتهد الذوادي في إقامة مهرجان البحرين السينمائي الذي سرعان ما توقف بسبب شح الميزانية، ليظل حلم إعادته متيقظاً في رأس الذوادي، الذي قال: «حالياً لدينا خطة لإعادة إنعاش مهرجان البحرين السينمائي، وقد انتهينا من إعداد دراسة وخطة كاملتين له، متجاوزين بذلك مرحلة الطموح، ليتوقف الأمر عند حدود الميزانية، حيث نتطلع هذه المرة إلى أن تكون ثابته وأن تكون ضمن ميزانية وزارة المالية، ومضمونة لمدة 10 سنوات، وقد تم تقديم الاقتراح إلى كافة الجهات الحكومية المعنية».

وأضاف: «هناك العديد من الجهات مشاركة في هذا المهرجان، وأوكلت لها مهمة المتابعة مع الحكومة، من بينها نادي البحرين للسينما وإدارة الثقافة في هيئة الثقافة والتراث»، متمنياً أن يلقى الاقتراح الاهتمام لدى الجهات المعنية، وذلك لما يمتلكه من قدرة على تحريك صناعة السينما وتشجيعها ليس في البحرين وحسب وإنما في المنطقة جميعها.

الذوادي، كان أحد المعترضين على القاعدة التي تنص على وجوب وجود صناعة سينما ليكون هناك مهرجان. وقال: «أعتقد أنه من الخطأ أن يتم ربط إقامة أي مهرجان سينمائي في أي مكان، بوجود صناعة سينما فيه، لأن المهرجانات تقام عادة ليأتيها صناع الأفلام وليس لإحداث صناعة».

وتابع: «قد يساهم المهرجان في خلق هذه الصناعة، ولكن الهدف الأسمى له مرتبط بقدرته على إحداث التقارب الفكري، والاحتكاك الثقافي، وتبادل الرؤى والمعرفة والتعرف على ثقافات العالم من خلال السينما، وبالتالي فالمفروض أن يستقبل المهرجان أفلاماً من العالم، وألا يكون مقتصراً على أفلام المنطقة نفسها». وواصل: «أعتقد أن دبي تسير حالياً على الخط الصحيح في هذا الشأن، فهي استطاعت أن تحرك هذا الجانب، وأن تساعد على نشر ثقافة السينما في المجتمع وإيصالها إلى كافة شرائحه، إلى جانب استقطابها لشركات الإنتاج العالمية لتصوير أفلامها في المدينة».

فكرة عميقة

بعد توقفه لمدة عامين ونصف تقريباً، يعود الذوادي إلى حضن السينما مجدداً، حيث يجتهد حالياً في البحث عن تمويل لفيلمه «الفراشات لا تحلم هنا» والذي قال عنه: «الفيلم من تأليفي، ولكن العنوان استعرته من صديقي أمين صالح، وفكرته عميقة جداً، وتدور حول الأحلام الصغيرة وإمكانية تحقيقها، ورغم أنني أتحدث عن أحلام أفراد، إلا أن الفيلم يحمل اسقاطات على الواقع، بتناوله أحلام الشعوب أيضاً».

وأشار إلى اهتمامه بهذا الجانب، حيث قال: «في أعمالي أحاول ترجمة رغبة الشرائح الاجتماعية، وقياس مدى ترابط المجتمعات الإنسانية ببعضها، و(الفراشات لا تحلم هنا) فيه إسقاط كبير على المجتمعات العربية، التي تحكمها العادات والتقاليد وليس الروابط والرغبات الإنسانية».

في تقييمه لمجموعة الأفلام الخليجية والبحرينية، قال الذوادي: «أي فيلم بحريني أو خليجي هو مهم لنا، ورؤيته النور يمنحنا دفعة للأمام، بغض النظر عن مستواه الفني، وأعتقد أننا نعيش في منطقة تحتاج إلى تكثيف العمل في صناعة الأفلام، لأن هذه واجهتنا أمام العالم، وعلينا ألا نخضع هذه الأفلام إلى المحاكمة في الوقت الراهن، لضمان استمرارية إنتاجها، وبعد تأكدنا من وصولنا إلى المستوى المطلوب إنتاجياً تبدأ حينها محاسبة هذه الأفلام، خاصة وأننا نحتاج إلى أفلام روائية طويلة، قادرة على دخول أروقة صالات العرض، وعدم الاكتفاء بما يقدمه المخرجون من أفلام قصيرة، حدود عرضها هي المهرجانات فقط».