فتح أبواب ليبيا أمام صناع الأفلام في هوليوود

«13 ساعة» يطلق رصاصه على الإدارة الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بدء عرض فيلم «13 ساعة: الجنود السريين» يبدو أن هوليوود قد فتحت أبواب ليبيا أمام صناع أفلامها، ليتمكنوا من استقاء مواد دسمة، وقصص يمكن صياغتها بقوالب «الأكشن»، التي ترضي المواطن الأميركي، وتبين فيها كمية «التضحيات» التي يقدمها الجندي الأميركي في أي مهمة توكل إليه.

فبعد كمية الأفلام التي قدمتها هوليوود من العراق آخرها كانت «أميركان سنايبر» للمخرج كلينت ايستوود، والصومال التي استقى منها ريدلي سكوت عملية تحرير طاقم الطائرة الأميركية التي أسقطت بقذيفة ار بي جي، وقدمها في فيلم «سقوط الطائر الأسود»، يطل علينا مايكل بي من ليبيا، ليقدم «13 ساعة»، موظفاً إياه لانتقاد الإدارة الأميركية في تعاملها إزاء أزمة مجمعها الدبلوماسي في بنغازي الليبية، ومستعرضاً فيه «عضلات» الجنود الأميركان.

الفيلم بأحداثه يوثق لعملية الهجوم، ويقدم لنا عرضاً شاملاً لأعضاء الفريق الأمني، الذي تولى «صد» الهجوم طوال ليلة كاملة، حيث يبني المخرج مايكل بي أحداث فيلمه على كتاب بعنوان «13 ساعة» للكاتب ميتشل زاكوف، الذي ينتقد فيه تعامل الإدارة الأميركية مع أزمه بنغازي، ليأتي الفيلم ناقلاً أميناً للرواية.

حيث لا يبدو أن مايكل بي قد حاول التخفيف من حدة الانتقاد، وهو ما يمكن تلمسه في «الحوارات» التي تدور بين أعضاء الفريق الأمني أنفسهم، وردود أفعال الضباط، الذين يجتمعون في غرفه العمليات العسكرية، بانتظار «الأوامر العليا» لتحريك جنودهم لإنقاذ الموقف.

أرشيف

يفتتح مايكل بي الفيلم، بمشاهد عدة استدعاها من الأرشيف الإخباري، التي سبق أن بثت على الفضائيات الإخبارية، ومن بينها مشهد الإيقاع بالعقيد معمر القذافي وقتله، رافداً هذه المشاهد بكمية كبيرة من المعلومات التي تم استقاؤها أيضاً من الأخبار، ليشعرك للوهلة الأولى أنك أمام فيلم «وثائقي»، ليخرج منها بلقطة واسعة وعامة، تمهيداً للدخول في أحداث الفيلم الذي يبدأ من داخل كابينة طائرة، يستقلها أحد أعضاء الفريق الأمني باتجاه بنغازي.

زمنياً يمكن تقسيم الفيلم إلى 3 فترات، الأولى وفيها يحاول المخرج تقديم تعريف كامل لكل الشخصيات، وطبيعة أعمالهم وحتى العلاقات الاجتماعية التي تربطهم معاً لندرك من خلال ذلك أنهم عملوا سوياً في مهمات سابقة، فيما تأتي الثانية عملية توزيع الأدوار على أعضاء الفريق الأمني.

وهم مجموعة من الجنود، الذين يعملون بعقود خاصة مع جهاز الاستخبارات الأميركي، ونوعية المهمات التي سيقومون بها، أما الفترة الثالثة فهي مشاهد الاشتباك التي قسمها إلى 3 جولات، تنتهي في كل مرة بانتصار الفريق الأمني.

حشو

وبين هذه الفترات، نقف أمام مشاهد يمكن القول إنها استخدمت «للحشو» فقط وللتطويل، حيث تكثر فيها الحوارات المملة، وبالتالي يمكن الاستغناء عنها بسهولة، كما في المشاهد التي تلي الهجوم الثاني (على المجمع الدبلوماسي)، وتحديداً عندما يأخذ الفريق استراحته، ليبدأ بتداول أحاديث لا يمكن تداولها بمثل هذه الحالات.

في حين نجد أن المخرج قد حاول استفزاز الجمهور من خلال مجموعة المشاهد التي يصور فيها اتصالات أعضاء الفريق بعائلاتهم، التي استخدمها كونها تمهيداً قبيل بدء الهجوم الأول على مقر السفير، وهنا لا بد من الإشارة إلى طبيعة تعامل أعضاء الفريق الأمني مع الموقف الذي جاء في بعضه مستهتراً، فحتى في حالة «فزعتهم» وتحركهم لمقر السفير، قدمهم المخرج بمشاهد يمكن وصفها بـ السخيفة».

فلا يعقل أن يتحرك جنود خلال مهمة عسكرية وكأنهم في «نزهة»، يمرون خلالها بين المحلات الصغيرة وبين السكان المحليين، ويركضون في الشارع بطريقة عادية، رغم إدراكهم أنهم يواجهون «حرباً»، فضلاً عن تقديمه للسكان المحليين على أنهم «جهله» و«همجيون»، خاصة في المشاهد الأولى التي يفتتح بها الفيلم.

من الناحية التقنية، بلا شك أن المخرج مايكل بي، قدم مشاهد قتالية محترفه، معتمداً فيها على خبرته العالية في تقديم أفلام الأكشن والخيال العلمي، وعلى رأسها سلسلة «ترانسفورميرز» و«ذا ايلند»، و«أرمجدون» وغيرها.

بطولة

يضج هذا الفيلم بأسماء لها وزنها في هوليوود وهم: جيمس بادج دايل، وجون كراسينسكى، وماكس مارتيني، وتوبي ستيفنز، وبابلو شرايبر، وديفيد دنمان، ودومينيك فيومسا، وفريدي ستروما.

Email