تطرح الألعاب قبل العمل السينمائي لزيادة الإيرادات

«الرسوم المتحركة» تستغل شغف الأطفال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

ترتكز أفلام الأنميشن أو الرسوم المتحركة على ثلاثة عوامل لضمان نجاحها، وهي لا تكون بالضرورة مجتمعة. العامل الأول هو قصة الفيلم، والثاني شخصياته ومدى تقبل الجمهور لها وخصوصاً الأطفال، والثالث موسيقى العمل الفني أو أغنياته إن وجدت وهذا العامل يلاقي شعبية لدى مختلف الشرائح العمرية.

وعندما يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً تجارياً فإن ذلك ينعكس على جانب مبيعاته من شخصياته التي تتجسد في شكل ألعاب سواء إلكترونية أو ألعاب أطفال أو أدوات مدرسية أو مكتبية وغيرها.

مبيعات ألعاب الأفلام الموجهة للأطفال أصبحت اليوم تشكل صناعة في حد ذاتها قيمتها تقدر بـ 22 مليار دولار، وعندما يصبح النجاح مزدوجاً أي يربح الفيلم الملايين حول العالم وتبيع ألعابه كذلك عندئذ تكون العلاقة نفعية بالكامل.

استراتيجية تسويقية

واليوم باتت شركات أفلام الأنميشن تتبع استراتيجية تسويقية أثبتت نجاحها، وهي طرح الألعاب في الأسواق قبل الفيلم وذلك أن هذه الاستراتيجية هي وسيلة لتسويق الفيلم. ويقول أحد المطلعين من شركة ديزني إنه لو كسر فيلم حاجز المليار فإنه من المضمون أن مبيعاته من الألعاب ستكون بين 250 إلى 300 مليون دولار.

ومن أشهر الأفلام التي باعت ألعاباً فيلم Despicable me، حيث لم يتوقع صانعو الفيلم هذا الحجم من النجاح حين انطلق عام 2010، إذ كان التركيز وقتها على الشخصية الرئيسة في الفيلم وهو اللص غرو المهووس ببث أخبار سرقاته على قنوات الأخبار لينافس لصاً آخر هو فيكتور المتطور جداً والذي يطبق التقنية الحديثة في سرقاته وفي تحصين قلعته.

الأكثر جرأة

الفيلم بشكل عام يتعمق في شخصية غرو اللص، حيث نراه يخطط لتنفيذ خطته المجنونة المتمثلة في سرقة القمر ليرسل رسالة إلى كل اللصوص بأنه أفضلهم وأكثرهم جرأة وفي الوقت نفسه يحقق حلم طفولته في أن يصبح رائد فضاء. يصور لنا الفيلم أن غرو يمتلك مخلوقات معدلة وراثياً تسمى المينيونز Minions، مخلوقات صفراء بعينين أو عين واحدة تشبه الموز أو شكل الكبسولة تتحدث بلغة غريبة مضحكة جداً لجميع الفئات العمرية. تعيش المينيونز في مختبر تحت أرضية منزل غرو ويستخدمها لإعانته في سرقاته. تلك المخلوقات ساذجة ومزعجة وثرثارة وتتمتع بذكاء شديد في اختيار أسلوب العمل ولكن غبية جداً بصورة مضحكة في طريقة التنفيذ. فنجدها تسبب لصاحبها المتاعب عند تنفيذ سرقاته.

المفارقة أن صانعي الفيلم لم يركزوا على المينيونز كثيراً ولم يمنحوها الوقت الذي تستحقه على الشاشة في الجزء الأول، لأن القصة الرئيسة كانت عن اللصين غرو وفيكتور، إلا أن المفاجأة كانت في النجاح الساحق الذي حققه الفيلم عبر إيراداته العالية في شباك التذاكر عالمياً إذ تجاوزت تلك الإيرادات الخمسمئة مليون دولار ما دفع الشركة إلى الإسراع في طرح نوع واحد من ألعاب المينيونز وهو Plush إلى الأسواق بسرعة.

إقبال هائل

لم تكن الشركة المنتجة (إلومنيشن إنترتينمنت) مستعدة للإقبال الهائل من الناس على شراء هذا المنتج ما تسبب بأزمة نتيجة نقص المعروض. الأزمة لم تؤثر على تأخر وصول الدفعات التالية من المنتج إلى الأسواق بعد عام تقريباً، إذ عاد الناس للشراء بمجرد وصولها.

في صيف عام 2013 كانت الشركة تستعد لطرح الجزء الثاني من الفيلم، وهذه المرة أتت بخطة جديدة لطرح أبرز أنواع المينيونز قبل الفيلم، ونجحت الخطة وحققت الشركة أكثر من 200 مليون دولار من مبيعات الألعاب ليس أثناء عرض الفيلم في صالات السينما فحسب، بل وحتى أثناء طرحه في أسواق الفيديو.

يذكر أن الشركة طرحت فيلماً خاصاً عن المينيونز يحكي قصتهم الأصلية ولا يظهر فيه اللص «غرو» إطلاقاً في يونيو 2015، وتنوي إطلاق الجزء الثالث من السلسلة عام 2017.

ومن الأفلام التي حققت نجاحاً منقطع النظير على مستوى مبيعات التذاكر وألعاب الأطفال كذلك فيلم Frozen للعملاقة وولت ديزني. إذ احتل الفيلم المركز الخامس عالمياً على قائمة أعلى الأفلام إيراداً في العالم، والثاني بالنسبة لأفلام ديزني لضخامة ايراداته التي تجاوزت المليار دولار.

المفارقة المتعلقة بهذا الفيلم أنه عندما طرح في اليابان في ربيع عام 2014 وهي المصدر الأول لأفلام الرسوم المتحركة في العالم، حقق نجاحاً مدوياً لم يتوقعه حتى منافسوه من الشركات اليابانية والتي تقوم باتخاذ بعض الاحتياطات عند علمها بقدوم فيلم منافس كأن تقوم بتأخير عروض أفلامها لشهر أو اثنين حتى لا يضيع وسط المنافسة.

استمر عرض Frozen في اليابان مدة 16 أسبوعاً متتالية احتل خلالها المركز الأول، وكان ثالث أعلى الأفلام الأجنبية مدخولاً هناك، ونافس أقوى أفلام الأنميشن اليابانية في عقر دارها وتغلب عليها محققاً إيرادات بلغت 248 مليون دولار.

قصة Frozen عن الأميرة إلسا وقدراتها الخارقة في خلق كتل ثلجية تلعب بها مع شقيقتها آنا، ولأن إلسا طفلة تفقد السيطرة على قدراتها فتتسبب في إصابة شقيقتها. فيقرر الملك عزل الشقيقتين حتى تتعلم إلسا السيطرة على قدراتها.

نسخة مدبلجة

الفيلم غنائي بالكامل ويعزو المراقبون نجاح الفيلم إلى أغنيته الشهيرة Let it go، ونجاحه في اليابان إلى القرار الحكيم بجلب مغنيتين يابانيتين لأداء دوري إلسا وآنا الغنائي في الفيلم، إلى جانب طرح نسخة من الفيلم مدبلجة باليابانية وطرح أغاني الفيلم باللغتين الإنجليزية واليابانية على أقراص مدمجة في الأسواق اليابانية. فضلا عن قرار الشركة طرح شخصية الأميرة إلسا في شكل لعبة أطفال عالمياً (وهي موجودة في أسواق الإمارات حتى اليوم) والتي حققت مبيعات عالمية تجاوزت 45 مليون دولار. وأيضاً لدينا فيلم How to train your Dragon، الفيلم عن صبي من عهد الفايكنغ اسمه هيكاب يتطلع إلى متابعة إرث عائلته في اصطياد تنين وذبحه. المشكلة تظهر عندما يصطاد هيكاب تنينه الأول ويقرر أن يكون صديقه.

على الرغم من النجاح الضخم الذي حققه الفيلم إلا أنه يعاني عيوباً على صعيد القصة، فالفيلم في أحيان كثيرة يركز كثيراً على المعارك ويهمل جانب القصة.

لكن ما اعتبره البعض عيباً صار ميزة عند البعض الآخر إذ إن هذا الجانب من الفيلم تم استغلاله لصنع ألعاب حققت مبيعات خيالية خصوصاً مع طرح الجزء الثاني منه عام 2014، وقد بيعت 75 ألف قطعة من ألعابه في الصين وحدها. الفيلم رشح لجائزة الأوسكار في العام 2010 لأفضل فيلم أنميشن لكنه خسر لصالح فيلم Toy Story الجزء الثالث، انطلق هذا الأخير عام 1995 محققاً نجاحاً ساحقاً على مدى 15 عاماً.

الفيلم وهو أول عمل سينمائي لشركة بيكسار، عن صبي يمتلك مجموعة ألعاب حية في صندوق، حيث تتحدث وتتفاعل مع بعضها البعض لكن سرعان ما تتظاهر بأنها عديمة الروح بمجرد اقتراب البشر منها.

وعندما نصل إلى مبيعات الألعاب فإنه لا يوجد أفضل من Toy Story في بيعها لأن الفيلم نفسه عن ألعاب، وقد باع الجزء الثالث وحده من الألعاب أكثر من مليار دولار منذ أن طرح في 2010 إلى يومنا هذا.

Email