«سمكة وقطة».. رعب على الطريقة الإيرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«سمكة وقطة» تحت هذا العنوان يطل علينا المخرج الإيراني شهرام موكري، بفيلمه الروائي الذي يعرض في إطار مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي بمهرجان دبي السينمائي، حيث يعد هذا الفيلم واحداً من الأفلام الإيرانية الجميلة التي تقدم لنا تفاصيل مختلفة عما سبق وأن قدمته السينما الإيرانية، حيث تدور أحداثه حول مجموعة من الطلبة في طريقهم إلى منطقة بعيدة للمشاركة في منافسات الطائرات الورقية، وعلى مقربة من مخيمهم يقع كوخ صغير يشغله طباخون يثيرون الريبة في نفوس هؤلاء الطلبة الذين يجابهون وضعاً معقداً لن يتمكنوا من النجاة منه.

الفيلم اعتمد في تصويره على المشاهد الخارجية، التي تقدم لنا من تفاصيل الطبيعة الإيرانية، ومن جهة أخرى، فهو ينقل لنا أحداث قصة حقيقية جرت في إحدى السنوات، إلا أن الأجمل في هذا الفيلم، يكمن في طريقة كتابة قصته التي تضعنا أمام تعريف جديد للتشويق والذي يختلف في معناه عن الدارج حالياً في العمل السينمائي التجاري، ما يستدعي رفع مستوى الأدرينالين لدى المشاهد خاصة في أحد المشاهد التي يظهر فيها توأمان يرتديان الثياب نفسها، وكلاهما بذراع مقطوعة، والحيرة التي يدخلك فيها الفيلم بين كون ذلك الكوخ بيتاً أو مطعماً.

رغم أن الفيلم مصنف ضمن خانة «الجريمة»، إلا أننا في الحقيقة أمام فيلم رعب، يختلف في صيغته عما تعودنا عليه في أفلام هوليوود، فالفيلم يكاد يخلو من مناظر الدماء إلا في مشاهد بسيطة جداً، ويخلو من تلك الوجوه المخيفة جداً، والتي يستعيض عنها بأشخاص عاديين بسحنات طبيعية، تكاد تبدو من بعيد مخيفة، إلى جانب استدعائه للحياة الإيرانية المعاصرة بتوزيعه قصص الشخصيات التي تتناسل من خلال الانتقال بين شخصية وأخرى.

 

احتمالات

أحداث فيلم "سمكة وقطة" تقدم شكلاً جديداً من السينما الإيرانية التي تعودنا أن تعالج أو تقدم قصصاً اجتماعية بحتة، مستقاة من طبيعة المجتمع الإيراني، ليبدو السؤال هنا: هل نحن مقبلون على موجة جديدة في السينما الإيرانية أم لا؟ قد تكون الإجابة عن ذلك صعبة حالياً، ولكنها تُبقي باب الاحتمالات مفتوحاً على المستقبل.

Email