تغوص شيرين دعيبس في زوايا فلسطين لتستقي قصصاً من واقعها

شيرين دعيبس: استعدت حريتي بعد «مي في الصيف»

«مي في الصيف» هو الفيلم الذي تشارك به المخرجة شيرين دعيبس في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، ومن خلاله تتنقل في شوارع الأردن وزواياها لتنقل قصة تناقش فيها الاصطدام الثقافي والصراع بين العادات والتقاليد العربية والغربية، وتقف فيه موقف المخرج والبطل والمنتج وكاتب السيناريو.

وترتبط دعيبس مع "مي في الصيف" بعلاقة حميمة، فهو يعبر عنها، ويكشف عن الصراع الذي تعيشه، وبعد أن عبرت فيه عما بداخلها، استعادت حريتها، لتنطلق في رحلتها نحو عوالم جديدة، خارج إطار تجربتها. "البيان" التقت شيرين دعيبس، وإلى نص الحوار.

واقع وتجربة

يظهر في "مي في الصيف" تأثير نشأتك على الأحداث والقصة ومجريات العمل. ما تعليقك؟

فعلاً، فبحكم مولدي في الولايات المتحدة الأميركية، لأب فلسطيني وأم أردنية، يظهر أن القصة مستوحاة من واقعي وتجربتي، فهي تناقش حكاية "مي" التي تعود إلى مدينتها عَمَّان للزواج من خطيبها المسلم، ما يجعل والدتها المسيحية تعارض هذه الفكرة، وتبدأ حياة "مي" في التشقق والتشتت بين هذه الصراعات والاختلافات.

لاحظنا تركيزك على هذا الصراع والتشتت حتى في فيلمك السابق" أمريكا"، ما السبب؟

لأننا كفلسطينيين نعيش هذا التشتت، فأنا فلسطينية وأعلم واقع الفلسطينيين، نحن مشتتون في كل أنحاء العالم، ولهذا، سيصل فيلمي "مي في الصيف" لكل فلسطيني وعربي، وسيجد نفسه فيه، وأعتبر فيلمي" أمريكا" و"مي في الصيف" مكملين لبعضهما البعض، وفيهما دلالة واضحة على ضياع الهوية والتشتت.

ما الصعوبات التي واجهتها في أثناء عملك على "مي في الصيف"؟

صعوبات كثيرة بداية من التمويل ومروراً بالتصوير والمونتاج وغيره، إذ استعنا بأجهزة وتقنيات وأبطال من الخارج، واجتهدنا وتعبنا كثيراً حتى وصلنا للنتيجة النهائية.

راوية قصص

لعبت دور البطولة في فيلمك هذا، هل سنراك بطلة أفلامك المقبلة؟

ليس بالضرورة، ولكنني فيه أحببت الدور، وشعرته يعبر عني، وكان بالنسبة لي تحدٍيا كبيرا، ومن خلاله أحببت العمل أمام الكاميرا، وأعتبر نفسي في مجال السينما راوية قصص، وأشعر بقدرتي على التمثيل والكتابة والإخراج، وهي دائرة متصلة ببعضها البعض.

تقدير

ما رأيك في افتتاح مهرجان دبي السينمائي بفيلم فلسطيني؟

كان ذلك شيئاً رائعاً نفتخر به، وفيه تقدير كبير للفيلم الفلسطيني الذي خرج من نطاق خصوصيته ليصل للعالم، وأدهشني أن "عمر" عمل فلسطيني بامتياز من حيث الإنتاج والبطولة والإخراج، ولدي رغبة كبيرة في أن أكمل مشواري في تقديم أفلام فلسطينية، أذهب فيها إلى فلسطين، وأسلط الضوء على القصص الملقاة على ترابها.

هل لديك خطة حالية في هذا الجانب؟

أكتب حالياً فيلمين، أغوص فيهما في زوايا فلسطين لأستقي قصصاً من الواقع المعاش فيها، ولا أزال في المراحل الأولى منها، وسأبدأ البحث عن تمويل خلال أشهر.

كيف تصفين تجربتك في المشاركة بمهرجان دبي السينمائي؟

رائعة، وأنا ممتنة للقائمين عليه لحرصهم على وجودي معهم، وفخورة بوجودي بينهم اليوم، وأتفاءل بهذا المهرجان، إذ حصدت كل أفلامي التي شاركت فيها به الجوائز.

 حرية

ترغب شيرين دعيبس بالاستمرار في صناعة الأفلام، وبعد فيلميها الروائيين "أمريكا" و"مي في الصيف" تشعر انها اغلقت صفحة، لتبدأ اخرى جديدة تنطلق فيها خارج حدود نفسها، وبعدهما تشعر أنها حرة، ربما لأنها عبرت من خلالهما عن تجربتها الخاصة وقالت ما يختزل بداخلها، والآن حان الوقت لمناقشة قصص جديدة خارج إطار تجربتها.