"الحب" تيمة تزين معظم الروايات السينمائية، حيث يجد فيها صانعو الأفلام رمزاً جميلاً للتعبير عن الأمل والتفاؤل بالمستقبل كما بدا في فيلم "لما ضحكت موناليزا" للمخرج الأردني فادي حداد، والذي يعرض في دبي للمرة الأولى دولياً خلال الشهر الجاري بعد عرضه في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ضمن نسخة مهرجان الفيلم العربي الثانية.

أحداث الفيلم تدور حول "موناليزا" الرومانسية والخجولة والتي لم تعرف شفتاها الابتسامة طوال حياتها، وفي الوقت ذاته تميل للتمرد على واقع حياتها التي تعيشها برفقة شقيقتها "عفاف" في إحدى مناطق عمّان الشعبية، وكلتاهما تجاوزتا الثلاثين من عمرهما دون زواج، وما إن تعرف موناليزا طريقها إلى العمل في إحدى الدوائر الحكومية، حتى تلتقي مع حمدي وهو مصري يعمل مراسلاً في ذات الدائرة، لتخوض معه قصة حب، تساعدها على الابتسامة وتغيير حياتها ورؤيتها للحياة.

لتكشف لنا عن صراع فتاة تسعى للتحرر من الضغوط الاجتماعية، وتطمح لأن تكون أكثر استقلالا في حياتها عبر تحسين وضعها المادي.

قضايا وهموم

في هذا الفيلم، يحاول حداد تسليط الضوء على مجموعة من القضايا والهموم التي تعانيها الأسرة العربية مثل الفقر وتأخر سن الزواج، والتي تبرز جلية من خلال مجموعة من القصص والروايات الجانبية التي تأتي على الهامش، وتكشف عن جوانب عديدة في مدينة عمّان التي لا تزال غير مكتشفة في الأعمال السينمائية الأردنية والعربية، وحتى ينجح في ذلك فقد استخدم المخرج ثيمة "الحب" ليثبت قدرته على التغيير والتغلب على غربة الذات التي تعيشها موناليزا في وطنها، وغربة الوطن التي يعيش فيها حمدي البعيد عن وطنه.

وإلى جانب ذلك حاول حداد التركيز على صناعة السينما الأردنية التي لا تزال في مهدها، وليكرم أيضاً السينما المصرية من خلال استعراضه لمجموعة أفلام الممثل عمر الشريف وفاتن حمامة والتي صورت بالأبيض والأسود، والتي كانت تجد فيها موناليزا ملاذا لتعيش حلمها الوردي الذي تتغلب فيه على واقعها المعقد وثقل الشخصيات الفضولية التي تعيش حولها.

 

 

تصنيف

 

 

95

 

ينافس هذا الفيلم المصنف في خانة الدراما والكوميديا على جائزة المهر العربي للفيلم الروائي الطويل، وهو من تمثيل تهاني سليم وشادي خلف وهيفاء الآغا ونادرة عمران وسهى النجار وغيرهم، ويصل طوله إلى 95 دقيقة.