المغربي حميش يفوز بجائزة نجيب محفوظ للرواية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 9 شوال 1423 هـ الموافق 13 ديسمبر 2002 فاز كاتب مغربي بجائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي التي تنظمها الجامعة الاميركية بالقاهرة. واعلن قسم النشر بالجامعة الاميركية عن فوز بنسالم حميش بالجائزة لعام 2002 عن روايته «العلامة» في الاحتفال الذي اقيم مساء أمس الاول بمناسبة عيد ميلاد نجيب محفوظ. وقام الدكتور توماس برتليت رئيس الجامعة الاميركية بالقاهرة بتقديم الجائزة الى الفائز بناء على اختيار لجنة التحكيم المكونة من الدكتورة فريال غزول استاذ الادب الانجليزي والمقارن بالجامعة الاميركية والدكتورة هدى وصفي استاذ الادب الفرنسي بجامعة عين شمس والناقد رجاء النقاش والدكتور عبد المنعم تليمة استاذ الادب العربي بجامعة القاهرة ومارك لينز رئيس قسم النشر في الجامعة الاميركية بالقاهرة. وعبرت لجنة التحكيم عن هذه الجائزة بأن الكاتب يستنطق «قناعات المفكر العربي الكبير ابن خلدون ونتعرف عبر سرده الفني المتميز بالسهولة الممتنعة على شخصية تاريخية فذة بجوانبها الانسانية الحميمة وفلسفتها في التاريخ والاجتماع وتفاعلها مع التصدعات الكبرى في عصرها وعلى مستوى التشكيل الجمالي وفق بنسالم حميش في دفع التقريري الى التصويري والمباشر الى المجازي والمجازي الى الرمزي». وقد نشرت رواية «العلامة» في الرباط عام 2001 عن دار «المعارف الجديدة» وتدور حول الحياة العاصفة لفيلسوف التاريخ ابن خلدون وأثنت الدكتورة فريال غزول على السلاسة الاسلوبية التي جعلت الرواية عملا ممتعا ومفيدا في ان واحد «فنحن نكتشف في قراءتنا عن ابن خلدون مفهومه للتاريخ وفلسفة التاريخ ورؤيته لصعود وانهيار الحضارات ومبادئه في علم الاجتماع والعمران بالاضافة الى جوانب حميمة من حياته تشمل افراحه واتراحه وتنطوي على مواقفه من المرأة والعلاقة بين الجنسين ان ابن خلدون ذلك الرجل المهيب والنائي قد انسنته رواية «العلامة وتمثلته شخصا من لحم ودم». وقالت الدكتورة هدى وصفي ان «رواية العلامة بحث في ذات مفكر كبير في تجلياتها المختلفة وهي عمل فني يتمحور حول سيرة ابن خلدون ويتناص مع مقولاته ليقدم رؤية للعالم لا تقل ثراء عن النصوص الابداعية العالمية عبر التناوب بين السرد على لسان الراوي ولسان البطل الروائي». وامتدح الدكتور عبد المنعم تليمة مستوى التشكيل الجمالي قائلا انه «يفصح عن تحريك الموقف الذي يتبدى في الشخصية من المحلي الى المشترك الفكري والثقافي الانساني». واشار رجاء النقاش الى ان الرواية «تعالج مشكلة الصراع بين المثقف والسلطة وقد حقق كاتبها عملا اشبه بقطعة موسيقية تتألف من لحنين.. لحن تاريخي ولحن عصري والرواية بذلك تخاطب عصرنا من خلال قناع شفاف من التاريخ». وقال حميش ان الدخول الى الرواية تطلب عنصرين هما النص الفلسفي والنص التاريخي «واخال ان كل شيء تراث اي تاريخ اذ حتى ما ننتجه حاضرا يأتي عليه وقت يحوله الى تراث وككل نسق تاريخي يتعرض التراث في تقلبات الزمان لامتحان الاحوال والديمومة والبقاء فتبرز منه اعمال اعلام تمنحها قوتها الذاتية الفائقة نفوذا عابرا للامكنة والازمنة». واضاف انه مدين لنجيب محفوظ على عدة مستويات «وعند كتاب افذاذ من صنف نجيب محفوظ ادركت ان الكتابة الروائية فرع من الحداثة كانتاج متجدد لحلقات القيم المضافة وكتعبير حي عن الوجود والحضور في حقول السؤال والابداع بعيدا عن مهاوي التقليد والاتباع ان مازلت اتعلمه ان الرواية ثقافة بقدر ما هي ممارسة ابداعية بامتياز». وتعد «العلامة» الرواية الخامسة للكاتب الذي حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1986 ويشغل حاليا منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب بالمغرب واستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط وقد نشر مجموعات من القصائد وكتبا عن ابن خلدون بالعربية والفرنسية وقد سبق ان اعيدت طباعة روايته عن الحاكم بأمر الله وعنوانها «مجنون الحكم» في مصر. وهذه الدورة هي السابعة لجائزة نجيب محفوظ وقد أنشأها قسم النشر بالجامعة عام 1996 وهو الناشر لاعمال محفوظ باللغة الانجليزية منذ عام 1978. ـ رويترز

Email