اداء عادي للممثلين، RED DRAGON سيناريو متقن يفتقد الاثارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 ربما كان تكرار «تيمة» فيلم التنين الأحمر في صمت الحملان وهانيبال السبب المباشر وراء عدم انبهارنا بهذا العمل بعد مشاهدتنا له، فهناك فارق بين المتعة والانبهار، فالأولى تنتهي مع نهاية الفيلم، أما الثانية فتظل عالقة في الأذهان.. صحيح ان نوعية الأفلام ذات الاجزاء الثلاثة من شأنها أن تتكرر في بعض الأفكار والمقولات، لكن ما نقصده ان أسلوب الجريمة الذي ابتدعه انتوني هوبكنز في جزئيه الأوليين لم نر أي ارتقاء له على يد السفاح الجديد، وهذا بالطبع لا ينتقص من أداء الممثلين الذي سنأتي اليه لاحقاً. تدور قصة فيلم «RED DRAGON» حول ظهور سفاح يدعى «دولار هايد» الذي يلعب دوره رالف فينس، يتصيد الأسر، خاصة النساء ليقتلهن بطريقة بشعة، وهو مغرم بوضع شظايا الزجاج في عيون ضحاياه، وفسر هذا الأمر فيما بعد بأن القاتل يعاني من عقدة نفسية بسبب شفته «الأرنبية» لذلك يكره كل من يراه على هذا الشكل، لذلك ربما كان «لاوعيه» دفعه الى حب «ريبا» الضريرة والتي تلعب دورها اميلي واتسون والتي لا تعرف تشوهات شفته العليا. والعقدة الأخرى هي معاناته أثناء الطفولة من جدته التي كانت تهدد بقطع عضوه التناسلي إذا تبول خارج الحمام، والحقيقة ان هذين السببين مقنعان لصناعة شخصية بهذه الدرجة من الوحشية. أما العميل ويل غرام ويلعب دوره ادوارد نورتون الذي تقاعد عقب القبض على هانيبال ليكتر فقد كان متردداً في قبول عودته للقبض على السفاح الجديد، لكنه يقبل المهمة من أجل انقاذ أرواح الابرياء، وفي سياق ذلك قام بمغامرة غير منطقية حين ارتأى ان يستعين بالسجين الدكتور هانيبال ليساعده على القبض على المجرم الجديد، ونقول غير منطقية لأن ما من عقل بامكانه استيعاب مساعدة شخص محكوم عليه بالسجن مدى الحياة لانسان كان السبب المباشر لهذا الحكم الأبدي. لكن يبدو ان المخرج بريت باتنر اراد اضفاء مزيد من الاثارة والتشويق على علاقة ملغومة بين سجين ومحقق جنائي. ولقد نجح النجم ادوارد نورتون في ابراز يأسه وتشككه وتخوفه من مصداقية هانيبال في تلبية طلبه، رغم تقديم كافة الامتيازات لاغرائه بالمساعدة، وكانت النتيجة الحتمية محاولة هانيبال اخبار تلميذه السفاح بعنوان غرام لكي يقضي عليه هو وأسرته. وبعد مواقف مثيرة متعددة يتم قتل دولار هايد على يد غرام وزوجته. والحقيقة يمكن القول ان السيناريو كان محبوكاً ولم يترك شاردة ولا واردة إلا ورسم مقدمتها ونتيجتها باقتدار شديد، مثل معرفة اسم المجرم وظروفه النفسية فضلاً عن تفعيل مشاكل طفولته في بناء شخصيته. أما المسحة الانسانية الوحيدة في هذا العمل فهو أداء الضريرة اميلي واتسون التي فاضت ملامحها بقلب صوفي محب من حيث ايقاع صوتها العذب وعينيها التي كاد بريقها الشفيف ان يخترق أفئدة المشاهدين، وان كنا نأسف على اقحامها في مشهد جنسي مثير للاشمئزاز. ويبقى أمامنا العملاق انتوني هوبكنز الذي منحته ملكة بريطانيا لقب «سير» الذي لم نجد في أدائه أي جديد سوى في وجهه المحايد، أو صوته الذي يشبه نذير القدر، أما الموسيقى وحركة الكاميرا فقد قامتا بدورهما المألوف في هذه النوعية من أفلام الاثارة والجريمة. مجدي أبوزيد

Email